معاناة المواطن كل شهر مع فاتورة الماء والكهرباء، تبدأ من عند عدم تسجيل الأرقام الصحيحة لقراءة العداد من قبل معظم الموظفين المختصين،_ وهذا الكلام ليس تلفيق لشخصهم الكريم، أنا من المليون الذين يعانون هذه المشكلة، عند قراءتي لفاتورة الماء والكهرباء صدمت.
مُراقبو العدادات من الموظفين الفنين في مكاتب الكهرباء والماء يسجلون ويحسبون الاستهلاك في جلسة قات، أو داخل مقهى، المعذرة قد يكون قراءة العداد باتت مهمة صعبة، وتحتاج إلى دراسة، لهذا أصبح قراءة العداد عن طريقة التعليم عن بعد أو التعليم من منازلهم، العداد عندي يملأ الغبار وليس غبار يوم بل أشهر، من أين جاء إذن بالأرقام الاستهلاكية، (( وعجيبي يا أبو زيد)) فهم لا يأتون أصلاً.. الشهر الأول ذهبت للمراجعة وبالفعل تعاملوا معي الموظفين معاملة دبلوماسية، وتمت المراجعة ودفعت الفاتورة، وللأسف حليمة رجعت لعادتها القديمة، الفاتورة تعود من جديد، ارتفاع تعريفة المياه والكهرباء بصورة مفرطة وفيها شيئ من المبالغة نفس الاستخدام كل شهر، الجميع اعترض وكتب عن الارتفاع الزائد في الفواتير وتناولته الصحف شجباً ونددنا، لكن "" جبار في قسوته"".
لا توجد أسرة في الجمهورية اليمنية بطولها وعرضها لا تشتكي من الارتفاع المفرط، بل والمخيف من فاتورة الكهرباء والماء الشهرية ( أقصد الأسرة الفقيرة والمتوسطة ) ولا يدخلون أصحاب المقام الرفيع.. كل شهر وكل مرة سيناريو الفواتير تعود من جديد، وزائدة ومرتفعة، تجعلنا غارقين في المياه الشحيحة ومقتولين من الصدمة الكهربائية القاتلة والمقطوعة، القيمة فيها قليل من المبالغة، بل أصبحت غير مقبولة وللبعض "مشقلبة مش مفهومة".
أصبحنا كل شهر نعيش حالة نفسية مع مكاتب الكهرباء والماء، غير الحالات النفسية الأخرى كان الله في عون الشعب، ولا تفسيرات ولا مبررات من الزيادات ، نعيش حمى الارتفاعات ليس من ناطحات السحاب وإنما من ارتفاع الكهرباء والماء والغاز والمواد الغذائية، والحياة المعيشية والرسوم التعليمية.. وعندما تسأل وتستفسر، تجد لافتة مكتوبة بالخط العريض( كل ما جيت أشوفك جيت والباب مردود) شعب مكتوب عليه الشقاء، شعب لا يحتاج للمسيح الدجال ليعذبه، فهو مخلوق معذب.
وزارتا المياه والكهرباء في صمتِ رهيب، والشعب يدفع ويدفع ولا تدخل عاجل، يجب أن تلزم جميع المكاتب بالنظر بجدية إلى تعرفة الكهرباء والماء وأن تكون هناك مصداقية، وحل الإشكالية وعدم ذبح المواطن، لان فواتير الكهرباء والماء أصبحت تتعدى راتب موظف.. مصاريف كثيرة وثقيلة على كاهل رب الأسرة، يصعب حلها: مصاريف المواد الغذائية، مصاريف المدارس، غير المصاريف اليومية، وتأتي المفاجأة والفاجعة من فواتير الكهرباء والماء.
والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح، هل ستأخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار، من المسئولين الكبار إلى الفقير التعبان، بأن الدنيا ملطشة معه يمين وشمال وأن الضرب في الميت حرام؟!.
د/ الهام باشراحيل
ومعتصماة!! 1804