لقد شكل قيام ثورة الشباب التي اندلعت في "25" يناير الماضي الإنجاز العظيم لشعب مصر العظيم الذي رفض الذل والاستبداد والحرمان وبمساندة كافة شرائح المجتمع المصري الذي خرج عن صمته إلى الشارع ليعبر عن إرادته في العيش الكريم.. حيث شكلت هذه الثورة إلهاماً عند قيامها لتغيير الأوضاع جذرياً في مصر والقضاء بشكل تام على الظلم والفساد الذي جثم على مدى عقود على صدر الشعب المصري الشقيق، فبعد صمود وعزيمة لا تلين من قبل الشباب الذين كانوا يتظاهرون يومياً استطاع إزاحة هذا النظام وأركانه.
وهاهم اليوم ماضون في تحقيق أهداف ثورتهم، التي هي جزء لا يتجزأ من ثورة "يوليو" المجيدة التي قادها مجموعة من ضباط أحرار ثورة "يوليو" بقيادة الزعيم "جمال عبدالناصر" عام 1952م، والتي قضت وبشكل كامل على الحكم الاستعماري الملكي المستبد.
فلقد كان لشباب مصر ما أرادوا وهذا يدل على أن بالإمكان إحداث التغيير متى أردنا ذلك.. فالشباب الواعي هم أهم شريحة في المجتمع ويجب المراهنة عليهم وعدم السخرية بمقدراتهم وطاقاتهم، فبعد احتجاجات ومظاهرات عمت أرض الكنانة، استطاعت جماهير الثورة خلع نظام "مبارك"، وهذه نتيجة للسياسات الخاطئة والظالمة والتي تجسدت مظاهرها في الحالة المعيشية الصعبة التي طالت غالبية أبناء مصر جراء زيادة الأسعار وندرة فرص العمل وتفشي البطالة والفساد وقمع الحريات.
لقد استطاع الشعب المصري التعبير عن مطالبه بالوسائل السلمية المشروعة، وهذا يدل على وعيه الحضاري الذي به استطاع تغيير الأوضاع وقلب الموازين وعلى الشباب في الأقطار العربية أن يكونوا هم قواعد الإصلاح والتغيير في مجتمعاتهم.
عاشت مصر شامخة بأبنائها الأوفياء، كما نأمل أن تستعيد مصر العروبة دورها القومي والتاريخي على الأصعدة العربية وكذا العالمية لمواجهة التحديات المفروضة على الأمة والمنطقة.. فالشباب الذين قادوا الثورة يريدون وينشد التغيير، خاصة في جانب السياسية الخارجية لمصر قلب العروبة النابض.
نتمنى أن يشمل التغيير الذي حصل في مصر مجمل السياسة تجاه قضايانا المصيرية، فتحية لشباب الثورة ولمصر العروبة على هذا الإنجاز التاريخي العظيم.. حفظ الله مصر وشعبها الشقيق والأبي.