بعد انفراج الأزمة السياسية التي كانت ستحدث في البلاد على غرار ما حدث في تونس "الخضراء" ومصر "الكنانة".. والتي كانت ستصل بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
تم الاتفاق على الحوار الذي كان قد بدأ وتوقف قبل الأحداث الخارجية، وكان سبب التوقف، اختلاف الفرقاء السياسي في البلاد وما أن أتت وتسارعت الأحداث الخارجية التي بسببها استنهضت الشعوب هممها لإزالة الحكام من عروشهم إلا وجاءنا خطاب فخامة رئيس الجمهورية أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى والذي كان فيه أو مارد في ذلك الخطاب الاستجابة لكل ما كان يريده اللقاء المشترك والدعوة إلى الجلوس على طاولة الحوار.. والحوار الذي فيه مصلحة الوطن والمواطن.. الحوار الذي سيخرج البلد من النفق المظلم والتكهنات المتوقع حدوثها في اليمن بعد تونس ومصر.. الحوار الذي فيه مصلحة الوطن.. الحوار الذي هو أسمى وأهم وأعظم من كل المصالح الشخصية ويجب على الجميع أن يقفوا وقفة رجل واحد لإصلاح الأوضاع المتردية والاقتصاد الهش والمتدهور، وإخراج البلاد مما هي فيه الآن من احتقانات سياسية ومهاترات حزبية وإعلامية.
يجب أن يكون الحور داخلياً وعلى أيديكم أنتم يا أبناء اليمن الشرفاء.. دون الرجوع إلى الغرب.. دون أن يكون الحوار خارج الوطن أو بوصاية من أي أجنبي كما نسمع من أن يكون الحوار خارج الوطن وتحت إشراف أصدقاء اليمن، كما يسمون والخليج.
لن ينفعكم الآخرون دعوا الأجنبي وشأنه.. فهو ليس حريصاً عليكم ولن يكون كذلك كما تزعمون ولن يكون حريصاً على وطنكم بقدر حرصه على مصلحته العليا.. مصلحته الوحيدة فقط هي التي تجعله يتحرك هنا وهناك، ولكم من "بن علي" و"مبارك" عظة وعبرة.. ما أن دحرتهم شعوبهم وأسقطتهم من عروشهم إلا وتنكر أو تخلا عنهم كل حلفائهم الغربيين، وتبرأو منهم كما تبرأ إبليس من آدم عندما أخرجه من الجنة وقال له " إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين".. فعليكم أن تخلصوا لهذا الوطن المعطاء، وأن تسعوا وتصنعوا لأنفسكم المجد والرفعة إذا نجحتم وتعديتم الصعاب وأخرجتم البلاد من دائرة الخطر بإرادتكم وعزيمتكم.. أنتم اليمانيون يا أهل الإيمان والحكمة دون غيركم من الغربيين الذين هم بعيدين كل البعد عن مصالح الأمة العربية والإسلامية، بل يريدون ويحلمون أن تطأ أقدامهم أرضنا الطيبة وأن تكون لهم قواعدهم العسكرية، والتي لطالما وهم يبحثون عنها ويريدون ذلك لو لم يجدوا الرفض القاطع من قبل زعيمنا الرمز.. ولهذا هم يحلمون بتحقيق ذلك عن طريق اختلافكم وتمزقكم وتشتيت أوصالكم.. لذا يجب عليكم أن لا تعطوهم الفرصة لتمزيق صف الأمة وتشتيت أوطانكم إرباً إربا.
كذلك يجب على فخامة الرئيس وولي أمر البلاد أن يسعى ويعمل بجد على إزالة كل أمراض العصر وهي "الفساد والرشوة ونهب أموال خزينة الدولة دون وجه حق"، ويجب عليه إزالة كبار عتاولة الفساد الذين من حوله وتنقية الدوائر الحكومية والمؤسسات المدنية والعسكرية من كل من له صلة بتلك الأمراض – يقال للنزيه والمحسن أحسنت.. وللفاسد والمرتشي أسئت ويعاقب، دون الإضرار بالآخرين من أبناء الوطن الشرفاء من أين ما يكونون وإلى من ينتسبون.
نريد إصلاح الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، نريد إصلاح أوضاع المواطن المغلوب على أمره، الذي أصبح ضحية المهاترات الحزبية التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تسمن ولا تغني من جوع.
نحن أبناء اليمن لا نريد إلا العيش الرغيد، والأوضاع المستقرة والقلوب المطمئنة،.. فنحن من شهد لنا خاتم الأنبياء والمرسلين بأهل الإيمان والحكمة.