ورقة جديدة من شجرة الأيام تذبل وأخرى وليدة تزدهر.. والعالم رأس كبير العينين في إحداهما دمعة على ما مضى وفي الأخرى ظلال ابتسامة تستقبل ماهو قادم.. وما بين التفاؤل والتشاؤم واليأس والرجاء والتوجس والطمأنينة والوهم والحقيقة والواقع المحال.. ما بين كله هذه الثنائيات يكتب التاريخ يومياته في دفتر الأحداث، ومن بين كل الأيام أصبح الناس ينتظرون منتصف الليلة الأخيرة من ديسمبر كل عام، معتقدين أن هناك جسر أخير سوف يعبرون عليه إلى الغد.. فهل ترك الزمن لنا ـ نحن العرب ـ هذا الجسر؟!.
وهل سنسير عليه والأحلام تداعب مخيلتنا ، أم سوف نقع في قبضة الرياح تتجاذبنا من كل جهة؟.. وما سوف نحمل معنا في حقيبة السفر العربية؟؟
وهل بالفعل سوف نعبر أم سيحدث في منتصف المسافة ما بين اليابسة واليابسة أمر نمقته؟ وهل جئنا نحن العرب من اليابسة بالفعل أم من أين جئنا؟.. إننا نستقبل العام الجديد بعد مرور شهر من أبوابٍ لم تغلق بعد.. وجراح لم تلتئم بعد.. ومياه مازالت تجري ولا نعرف أين المصب؟.
ولنتساءل أيضاً عن صورتنا العربية اليوم بدخول الجيل الجديد "العصر الجديد" فالواقع أقرب للصورة.
هل حقاً أننا لن نستطيع دخول هذا العصر لأن مفاهيمنا وأساليب تفكيرنا ومعالجتنا تزداد تخرصاً ، مع مرور الأيام بينما يزداد تقدم الحياة.
صورتنا اليوم صورة المهزوم والمغلوب على أمره، صورة الإنسان غير الجدير بالثقة لأنه لا يحترم المواثيق الدولية، هي صورة هزيلة جداً جداً عناصرها التفكك وإنحراف عن القضايا الحقيقية إلى الفرعية في عالم لا يعترف بالكيانات الصغيرة، ففي التحقيقات لا توجد توقعات للمستقبل أكثر مما سبق، فالصورة واضحة والحكاية معروفة فلسنا بحاجة إلى ضارب ودع أو إلى ساحر يكشف لنا عن المستقبل فالمرارة تكشف عن نفسها بين شفاهنا.. فالواقع خير دليل.
إننا حقاً نحن العرب نبدو كأطفال نشأوا في رعاية زوج الأم الظالم وقد اكتشفوا بالصدفة أنهم بلغوا سن الرشد وليس أمامهم إلا التوحد تحت شعار المصلحة.
أما بالنسبة للمستقبل فإن الأمل كلمة "أخلاقية" مهمة، لكنها غير علمية، لهذا من الأوفق لنا أن نتكلم عن خطط وليس توقعات، فالصورة قاتمة جدا، خصوصا في ظل ما يحدث اليوم في اليمن وفي العالم العربي.. لكن هذا الأمل معلق في الهواء ولا يبدو أن هناك ما يؤيده على أرض الواقع، لذلك فهو أمل أي حلم وهل نستمر من دون حلم؟؟!.
نرجس سعيد ناصر
في الحياة!.... 1663