في ظل التطورات الراهنة في المنطقة العربية، وهبة الثورات الشعبية في كلا من تونس ومصر، وما ألت إليه من تغييرات لم يكن لأحد أن يتخيلها، الأولى من تونس تمكنت من طرد الرئيس بن علي خارج البلاد، والأخرى من
مصر لازالت ملامحها توحي بتغيير جذري في السياسة المصرية الداخلية وان لم تتسبب في رحيل الرئيس مبارك .
هذا الأمر الذي يشعر المسؤولون في اليمن بأهمية التغيير، وإجراء حزمة الإصلاحات السياسية والاقتصادية، قبل أن تأتي الهبة الشعبية التي قد تتسبب في فوضى وخراب البلاد، وقد تفضي إلى تدمير الاقتصاد، وفي الأخير
مصيرهم الرحيل لا محالة .
فهل سيبدأ النظام بنفسه في هبة التغيير الحقيقية، وإجراء الإصلاحات الملموسة، ومحاكمة كبار الفاسدين في الدولة، وكبح جموح المتنفذين، وترسيخ مقومات المواطنة المتساوية، وإرساء قواعد الحكم الرشيد، قبل أن تأتي أحزاب
المعارضة وتشاركه في هذا التغير إن لم تأتي هي بهذا التغيير؟.
هل يشعر المسؤولين في الدولة وخاصة القائمون على رأس الهرم أن عليهم العمل بالدستور والقوانين النافذة، وتفعيل دور القضاء لضمان توفير العدل بين أبناء الشعب الواحد بغض النظر عن مراكزهم ونفوذهم، وإعطاء تساوي
الفرص للجميع في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والقيادية والوظيفية ؟!!
هل سيأتي التغيير من داخل الحزب الحاكم وسيتم عمل إصلاحات حقيقية دون الحاجة إلى هبة شعبية، ودون أن يخسر فيها المواطن جهد ولا عناء، ولا يتضرر منها الوطن، ولا الاقتصاد اليمني، ودون أن يعرضوا أنفسهم للرحيل
من البلد عما اقترفوه من ظلم وفساد بحق الشعب؟!!
هل سيدخل قادة اليمن التاريخ من أوسع أبوابه، ويجنبوا شعبهم عناء التظاهر، ووطنهم الفوضى وإشعال نار الفتن، ويجعلوا من أنفسهم قادة من اجل التغيير لحال الوطن، لا قادة للترحيل إلى خارج الوطن، ويكفروا عن سيئاتهم
وخطاياهم التي ارتكبت منذ عقود من الزمن؟.
هل سيعمل كل مسئول فيهم من رئيس إلى وزير إلى محافظ إلى مدير من اجل للتغيير، ويبادر كل منهم من تلق نفسه في تنفيذ الإصلاحات التي تخدم الوطن والشعب، وإرساء قواعد العدل، وملامسة مظالم الناس حتى يثبتوا
للشعب أنهم منهم واليهم، وأنهم مع حقوق ومطالب الشعب قبل أن يخرج من اجلها إلى الشارع ؟!!
فيا ترى ما الذي ستنتجه لنا الأيام القادمة من تطورات في الساحة السياسية اليمنية ؟ وما هي الخطوات التي من الممكن، أن يتخذها الحزب الحاكم في اليمن حيال هذه العاصفة التي كما يبدو أنها على وشك أن تعصف به؟، هل
سيكون نظام الحكم في اليمن أعقل وأذكى وأدرى بمصالح شعبة عن أنظمة الحكم في تونس ومصر ؟.. الأيام القادمة ستحكي وستبرهن لنا ما إذا كان كذلك أم لا.
وهيب الذيباني
هل هم قادة مع التغيير أم إلى الترحيل؟! 1979