سيدي الرئيس .. لا يسعني ان اصف لك مدى القلق والرعب الذي سكن قلوبنا خوفا من ان ينتقل الموقف في مصر الشقيقة بكل سلبياته المتمثلة بأعمال النهب والشغب إلى يمننا الغالي , وخوفا منا ان نكون صورة طبق الاصل للمصريين المؤيدين والمعارضين والمرتزقة الذين يقفون وراء الشغب والفوضى ونهب الثروات ..
ولكن .. سيدي الرئيس اننا ومثلما تعلمنا منكم نعرف ان قرارنا هو سيد مصيرنا .. إلا أننا اليوم تعلمنا شيئا جديدا كنا بالماضي نجهله وهو المعنى الحقيقي للثورة التي تختلف كثيرا في مفهومها مع اي ثورة سبق ان قمتم بها او حدثت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في اليمن او اي بلد اخر , فـ ثورات ذلك الزمان هي مجرد ثورات عسكرية في طابعها تنتزع الحكم من الملك المستبد او المستعمر الغاشم ساعية للرقي بشعبها عن طريق اهدافها السامية والانسانية، متحدية كل الصعاب التي تعترض مسيرتها , ولكن وجدنا اليوم من خلال تجربة تونس ومصر انه لا بد من نقطة توقف او محطة تاريخية تتوقف بها الثورة عندما تعاني من اي اختلالات او اي فشل في تحقيق ولو هدف واحد من اهدافها . فـ ثورات هذا القرن سيدي الرئيس تحمل العبئ عن والدتها - الثورة العجوز - وتنتطلق من حيث توقفت أُمها وتخطو نفس خطاها , يقودها الشعب بدلا عن الضباط , وتسعى لإكمال ما عجزت الأم عن إكماله و فشلت في تحقيقه .
سيدي الرئيس ان ما قصده قلمي هو ان تكون انت سندا وظهرا لأي ثورة يقودها الشعب وان لا تعترض طريقها، بل قم بدعمها وصحح مسارها اذا انحرف , ولا تجعلها تقف حائرة عند مفترق الطرق، فهي آتية لرفع العبئ عنكم ومحافظة لكل إنجازاتكم ومحققة لكل مالم تتمكنوا من تحقيقه من اهداف لثورتي سبتمبر واكتوبر .
سيدي الرئيس مثلما علمتنا فإن الوطن هو سفينة تحملنا على ظهرها ويتبادل دفتها الشرفاء منا وانت اليوم ربانها.. هذا و وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير للوطن واهله .
أمير عبدالله باعويضان
انها الثورة يا سيدي الرئيس 1919