رغم شهرتها بأنها مديرية تحوي مناطقها وقراها كميات هائلة وكبيرة من المياه الجوفية.. إلا أن من مديرية خنفر وعدد من مناطقها وقراها ومدنها في معاناة مستمرة جراء شحة المياه وانقطاعها لأيام وأسابيع كثيرة عن مناطق
هنا وهناك.. معاناة تطل اليوم وأيام كثيرة سابقة ورغم كثرة الأحاديث والتأكيدات من قبل الجهة المختصة "الفلانية" والمرفق المسؤول "الزعطاني" بإيجاد حلول ومعالجات لأزمة مياه الشرب من خلال التوجه لحفر
مزيد من الآبار وتنظيم عملية توزيع المياه بين مناطق وقرى المديرية و..ألخ. وطبعاً كل هذا لم يأت بجديد.. ولو تخلص المواطن من مشكلة المياه لأيام جاءت أيام أخرى تعود معها هذه الأكثر من ذي قبل وأشد وطأة..
ولعل ما يؤلم ويحز في النفس وحول هذا الموضوع تصريح مسؤول كبير في المديرية حين قال له:"المواطنين في خنفر لا يجدون ماء يشربونه" فما كان من هذا المسؤول إلا أن رد قائلاً: "عليهم أن يشتروا مياه صحة
وشملان".. بكل تأكيد كلام لا مسؤول وبعيد عن أي أحساس بمعاناة آلالاف من أبناء خنفر.. ولعل مثل هذا الكلام يذكرنا بالملكة الفرنسية "ماري انظوانيت" حينما قالوا لها بان الشعب غاضب من ارتفاع سعر الخبز
فما كانت منها إلا أن قالت ساخرة "عليهم أن يأكلوا البسكويت لو عجزوا عن شراء الخبز".
المساجد تحل جزءاً من المشكلة؟!
بيوت الله في عدد من مناطق ومدن خنفر تعاني من مشكلة انقطاع المياه مما أدى إلى قيام عدد من المساجد في جعار عاصمة المديرية ومناطق أخرى بحفر آبار لتوفير احتياجاتها من المياه وحل مشاكل عدد كبير من
المواطنين..والزائر لهذه المساجد سيرى أعداداً من المواطنين رجالاً ونساء وأطفالاً يتوجهون أفراداً وجماعات للتزود بمياه الشرب من هذه المساجد؟!
عدد آخر من المساجد توجه إلى البدء بحفر مثل هذه الآبار بعد أن ضاقت ذرعاً من كذب السلطات وجهات الاختصاص؟!
الحديث عن مشكلة انقطاعات المياه يقتضى الوقوف بصدق وجديه وموضوعية أمام هذه المشكلة ووضع الحلول والمعالجات لها وذلك لن يتحقق لها إلا بتوفير الإرادة والعزيمة أما الحلول السطحية والشكلية فقد جربها المواطن ولم
تفده ولم تروي ضمأة؟! وبكل تأكيد لا توجد مشكلة أو نقص في المياه الجوفية.. بل المشكلة هي غياب الذمم وموت الضمائر والتخبط والعشوائية وغياب العمل الجاد والرؤى الهادفة.
مشروع مياه الحبيل؟!
قبل أيام جاءني عدد من أهالي منطقة حبيل برق الواقعة شمال منطقة باتيس خنفر.. حاملين معهم معاناة ومأساة حقيقة لأعداد كبير من مواطني هذه المنطقة تتجلى هذه المعاناة والمأساة بمشكلة مياه الشرب.. حيث يضطر
المواطنون إلى قطع مسافات كبيرة بحثاً عن شربة ماء ويضطر آخرون لشراء وايتات "بوز" الماء بمبالغ باهضة غير مقدور عليها.. مع العلم أن الغالبية العظمة من مواطني هذه المنطقة ظروفهم المعيشية صعبة وقاهرة..
وأبرز ما فهمناه من حديث هؤلاء المواطنين إشارتهم إلى وجود مشروع لمياه الشرب مسمى "مشروع مياه الشرب ـ الحبيل" ثم البدء فيه قبل سنوات وتحديداً مع بدء الانتخابات الرئاسية واستمر العمل بعد ذلك وتوقفت قبل
استكماله رغم وجود الاعتمادات والمبالغ المالية لإنجازه بشكل كامل.
وما حصل لهذا المشروع مثلما أشار المتحدثون هو عملية نهب وسطو على أصول ومكونات هذا المشروع وتلاعب وفساد، أصبح المشروع بعدها "فص وملح وذاب"، ومعاناة ومأساة وعذاباً لأبناء هذه المنقطة! وطبعاً ما
طال هذا المشروع من أفعال وتصرفات الطواهش والنواهش كان على مرأى ومسمع جهات الاختصاص والمسؤولين دون أن يحركوا ساكناً.. فهل ستتوجه قيادة المحافظة بتشكيل لجنة للوقوف على ما حصل لهذا المشروع؟
وهل ستتوجه إلى التفاعل مع معاناة ومشكلة أهالي حبيل برق بشكل خاص ومشكلة مياه الشرب بشكل عام.. نأمل ذلك.
تعاز لآل الغرباني:
ننقل أحر التعازي القلبية للأخ/ العزيز والقارئ الدؤوب الأخ/ عبدالمجيد الغرباني.. بوفاة المغفور له عمه.. تغمده الله بواسع رحمته وألهم أهله الصبر والسلوان..
نايف زين اليافعي
الماء بجنبي وأنا هالك ظمأ؟! 2135