هكذا ظهرت الأفعى صاحبت المخطط الطويل الممتد في بلاد العرب والتي التفت على كرسي الإمارة وتربع على كرسي العرش دون أن يعلم القادة والزعماء.
فوضعت السم بين ساكني شعوبهم وأوهمتهم بالعسل على أفواههم، فواصلت خططها لأعوام ليست كثيرة وظهرت تلك الحسناء الجميلة على حقيقتها وها هي الآن أخذت حريتها العليا وصارت تصول وتجول في أوساط القصور المسكونة والشوارع المزخرفة كي تحولها إلى سجون مظلمة وأزقة ضيقة.
فأصبحوا خلف القضبان الأسمنتية يخططون كما تخطط الفئران الخائفة ممن هو اكبر منها أو كالخفافيش القلقة من أضواء الصباح لا تقدر على الخروج، فتخرج ولا تستطيع الجلوس صامته فتصمت حتى يأتيها القول الفصل .
******
إلى القادة والزعماء اعلموا أن أميركا هي التي خططت ونفذت وأدارت وضحكت على عقول أصحاب الولاية ممن هم أصغر منكم (قادة أحزاب ومذاهب) واتخذتهم مفاتيح لنبذكم إلى خارج الحلبة كي تلعب كما تريد وتأخذ كما تريد، كما أخذت بعض إخوانكم وتحاول أن تشككم في أبناء أوطانكم.
رغم انهم يعلمون أن شعوبكم هي الحرة التي لا يستطيع أحد أن يستعبدها أو يسلب منهم حريتهم، كما أن الحزبية والعرقية التي يقولون أنها حركت الشعوب وأثارت فيها الفوضى لا يمكن أن تحرك ضمائر الشعوب كما تحركت في تونس ومصر ووووالخ..
بل حركتهم العوامل الداخلية التي استجابت للظلم والجوع والقهر والخوف والأحوال المعيشية الصعبة التي لا تصبر عليها الدواب.
والكل يعلم أن كل من يدعي أن الحزبية والعرقية والمذهبية يمكنها أن تعمل شيء كهذا فإنه إنسان غير مطلع يعيش في قنينة الأوهام ويفسر الواقع وفق هواه ومبتغاه.
ولا ننسى أن للسيدة العظيمة التي لفتت انتباه الكثيرين (أميركا) وسحرتهم بطيب تعاملها ونزاهة لفضها.. دور يعادل أدواركم التي تبذلوها في الدعاية الانتخابية والترويج لبعض الشخصيات المراهقة من قادة أحزاب على بعض الصحف والفضائيات.
والمتأمل بزيارة المفاجأة من قبل السيدة/ كلينتون لليمن ولقائها بالرئيس اليمني/ علي عبد الله صالح وأحزاب اللقاء المشترك لعرف كلامي جيداً.
واعلموا أن هذه المظاهرات ما هي إلا غيض من فيض، للفت أنظار أصحاب القيادة والوزارات إلى مطالب شعوبهم وتلمس همومهم وأحزانهم والنزول عند مشاعرهم ورغباتهم لأن الشعوب بدأت تفقد الأمل في زعمائها.
لذا يجب أن تحرصوا على شعوبكم وضعوها نصب أعينكم قبل أولئك الأشباح الذين يدعون بأنهم نواب لأدم في الأرض .
أما أحزاب المعارضة في كل البلدان والمذاهب المخالفة إياكم والاستماع لأولئك المحبين لرقصكم والمنتظرين لقطف ثماركم، التي لطالما زرعها الأوفياء، وسقاها الشرفاء بدمائهم.. ومن ثم تتهاوى كما تتهاوى الفراشات إلى النار الملتهبة.
محمد شمسان
هكذا ظهرت الأفعى 1973