وأنا أشاهد ما يجري في تونس من خلال الفضائيات، وما يجري في الجزائر، ومصر ولبنان من إحراق للمنشآت وعبث بالممتلكات العامة والخاصة وإزهاق للأرواح البريئة والمبرر لكل ذلك المطالبة بتحسين المعيشة ومحاربة الفساد
وتوفير فرص العيش الكريم "استحداث الوظائف".
وبلادنا تعيش وضعاً مشابهاً لهذا الوضع المتردي.. بطالة ونسبة أعلى من تلك البلدان وفساداً ينخر في مؤسسات الدولة وقطاع خاص وعام يعتمد على استيراد كل شيء من السيارة إلى ثقب الكبريت.. حتى المصانع التي
فتحت بعد قيام الثورة أغلقت ولأسباب متعددة ولا تزال ديون هذه المصانع تدفعها ميزانية الدولة، ولأن منظمات المجتمع المدني أو بعضها عاقدة العزم على تسيير مظاهرات مشابهة، لما يجري في تلك البلدان حتى وإن كان شعارها
سلمي إلا أن عناصر مندسة ستعمل على إثارة الفوضى وتعكير الأمن وهذا ما لا نتمناه.
إن غلاء أسعار السلع وعدم ضبط الأسعار يؤدي إلى ضنك العيش لشريحة كبيرة من المجتمع غير مرتبطة بالدولة وسلم المرتبات ولا ينفع معها زيادة رواتب القطاع العسكري والمدني مع الارتفاع الصاروخي للأسعار والتي تسببت
في انهيار ميزانيات المواطنين.
حتى مع تقنين الوجبات واختصارها وعزوف بعض الأسر عن تعليم أبنائهم نظراً للتكاليف الباهظة، مما يؤدي إلى استياء بالغ يستغله دعاة التكسير وإحراق المنشآت ومثيرو الشغب.
أمام هذا المنظر والمتوقع من الدعوات إلى التظاهر.. أجدني خائف من تداعيات المظاهرات وأهيب بكل أبناء شعبنا، الحريصين على مصلحة الوطن أن يجعلوا اليمن في قلوبهم وعيونهم.. وادعوا الدولة النظر بعين العطف
والعمل على إعادة الدعم للمواد التموينية الضرورية حفاظاً على هذا البلد.
عمر علي الدبعي
أنا خائف.. 1716