لقد أصبح بيد شعوبنا اليوم القدرة على أحداث تغيير وما حدث في تونس الخضراء دليل على ذلك.
فقد أحدث الشعب التونسي الشقيق تغييراً في نظامه الديكتاتوري بإشعاله ثورته المباركة التي شكل قيامها الهاماً لتغيير الأوضاع جذرياً والقضاء بشكل تام على نظامه الفاسد والقمعي، وذلك عندما قام مجموعة من الشباب العاطلين
عن العمل، يتقدمهم الشاب البوعزيزي وبمساندة كافة شرائح الشعب التونسي الشقيق بالثورة التي اندلعت نتيجة السياسات الخاطئة والظالمة التي كان ينتهجها نظام الرئيس المخلوع وأركانه وبهذه الثورة وقضاء الشعب التونسي
الشقيق على هذا النظام المستبد الذي جثم لسنوات طويلة على صدر الشعب التونسي الشقيق بعد كفاح واحتجاجات ومظاهرات عمت أرجاء تونس الخضراء، فلم تعد المقولة "ليس بالإمكان أحسن مما كان" هي العنوان المقبول
في مجتمعاتنا العربية اليوم لأن كل المؤشرات تشير إلى أنه "بالإمكان جداً أحسن مما كان" إذا كان هناك ثقة في قدرات الأمة واحترام لشعوبها وتعبير عن إرادتها.
إن حالة العجز وغياب التنمية وحرية التعبير وتنامي الغلو والتطرف وانتشار البطالة والفقر يحدث بفعل غياب العدالة واختناق الأجواء السياسية وتراجع مؤشرات التنمية التي وصلت إليها أنظمتنا العربية الحالمة.
فقد أثبتت التجارب الكثيرة لأمم وشعوب أقل منا قدرة وإمكانية إحداث تغيير بأقل مما نمتلك نحن من قدرات في إحداث تغييراً، فعلى الحكام أن يحترموا أرادة الشعوب العربية، والشعوب العربية مدعوه اليوم لاتخاذ الموقف الجاد
الذي يمكن أن يوصلهم لأخذ حقوقهم وليس استجدائها، ولم يعد مقبولاً من كل النواحي السخرية بمقدرات الشعوب التواقة إلى الحرية والعيش بكرامة، وبالإمكان إحداث تغيير من أردنا ذلك، كما فعل الشعب التونسي الشقيق التي
شكل قيام ثورته الهاماً لكثير من الشعوب العربية التي انهكها الجوع والفقر والجرع والقمع السياسي وسياسات الإفقار والتسلط والسجن والملاحقات، فنحن نراهن على وعي الشباب في إحداث التغيير المنشود للأوضاع الحالية في
مجتمعاتنا العربية.
فتحية لشعب تونس الشقيق: تحية أكبار وهنيئاً لكم هذا التغيير.
عبدالله عمر ناصر البحري
ثورة "البوعزيزي" الإنجاز العظيم لتونس الخضراء 1892