لا اعتقد أن أحداً في هذه الأرض الطيبة التي أخبرنا عنها ربنا جل في علاه في محكم كتابه الكريم حيث قال "بلدة طيبة وربٌ غفور" وكذلك أخبرنا عنها وعن أهلها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد –صلى الله عليه وسلم-
حين قال" أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية".. لا اعتقد بعد هذا كله أن يأتي أحد لا يحب وطنه ولا يتمنى له الخير والنماء والتطور والازدهار والأمن والاستقرار.. وإن وجد أحد
لا يعبئ بهذا الوطن وأهله فهم قلة قليلة لا تتعدى أصابع اليد.. وهم في حكم النادر والنادر لا حكم له.
لكن أن تتوسع هذه القلة وتنمو وتترعرع، فهذا الذي لا يجب السكوت عليه إطلاقاً، انطلاقاً من قوله تعالى " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من
خلاف أو ينفوا من الأرض".. وهذا أمر واجب القيام به، بل هو فرض على الجميع، لأن هذه الفئة الفاسدة قد باعت نفسها للشيطان واتبعت هواه وأصبحت كالسرطان إن لم يتم استئصاله استفحل وانتشر في جميع أنحاء
الجسم.
وقضى على صاحبه وذلك بسبب الإهمال وعدم الإسراع في إزالته من الجسد وإلى الأبد.. ولا ندري ما العارض أو المانع الذي حال أو يحول من القضاء على كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن الغالي؟ لماذا لم
يتم إخراس تلك الأفواه الناعقة بكل أصوات العمالة والرذالة والخيانة لهذا الوطن الذين ينتمون إلى ترابه ويحتسبون من أبنائه؟! لماذا نرى ونسمع عن العشرات من أبناء الوطن مدنيين وعسكريين تسفك دمائهم وتزهق أرواحهم
البريئة على يد هؤلاء "الحثالة" المأجورين ولا أحد من يردعهم ويجعلهم عبرة لمن أراد أن يعتبر؟! مضى علينا "خليجي20" ولم نسمع شيء عن هذه الأحداث المؤسفة.. الأمن مستتب وكل شيء على ما
يرام.. والسبب تلك الرغبة الأكيدة لدى أصحاب القرار بأن لا يحدث أي مكروه يعكر صفو المناسبة الرياضية والتي انتهت وكل شيء على ما يرام.
وما إن تم الحدث الرياضي وتم الإفراج عن الرهائن من بعض قادة ما يسمى بالحراك المزعوم الذين تم استضافتهم كرهائن لكي لا يحدث من قبل أفرادهم أي مكروه.. والذين وضعوهم في السجون إن لم أقل داخل "غرف
خمسة نجوم" ما إن تم هذا كله إلا وعادت "حليمة لعادتها القديمة" وقد كان الأحرى بهم أن يظل الوضع كما كان أثناء الحدث الرياضي الرائع، وتظل هيبة الدولة والحكومة كما يجب أن تكون في جميع أنحاء الجمهورية لكي
ينعم الوطن والمواطن بالأمن والاستقرار والسكنية والاطمئنان على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم.. لكن هذا غير ممكن في ظل وجود بطانة السوء التي حول ولي أمرنا وكذلك تجار الحروب الذين يسترزقون ويعيشون
وينعمون بخيرات البلاد والعباد بسبب ما يحدث ويجري في البلاد عامة.. والثمن دماءً تسفك.. وأرواحاً تزهق.. ونساءً ترمل.. وأطفالاً تيتم.. واقتصاداً يتدهور.. وكل هذا وذاك ونحن لا نعلم إلى أين
تتقاذفنا الأمواج العاتية وهل يعقد الأمل بربان السفينة الماهر لإخراجنا وإنقاذ الوطن والمواطن مما نحن فيه من أخطار محدقة وعيون متربصة وأمواج متلاطمة أم أن الأمل والقدرة على ذلك قد ضاع؟!.
نتمنى أن لا يخيب الظن بالقائد الرمز وبحنكته وحكمته المعهودة دائماً.. أما إذا تعثر عليه ذلك فالأفضل له ولتاريخه الناصع أن يترك المجال لمن باستطاعته أن يعبر بنا إلى بر الأمان وأن يجعل اليمن وأبناء اليمن في أفضل
حال.
أتمنى كل الخير والنماء لوطني العزيز الغالي.. وأتمنى من كل قلبي أن لا يأتي اليوم الذي يقف أحد مسؤولينا أمام الشاشة ويقول لقد "فهمت" هم "غالطوني" وقتها يكون القطار قد فات.. وبعدها لا ينفع الندم
والتاريخ دائماً لا يرحم.. والله من وراء القصد.
عبدالحميد محمد شعلان
هؤلاء يجهلون حقيقة التاريخ 1771