لطالما تحدثنا عن الكبت والاحتقان الذي يولد الانفجار ولطالما صرخنا في وجه الفساد والمفسدين وقلنا لهم يكفي، فالوطن لم يعد يحتمل أزماتكم والشعب قد ضاق ذرعا من سوء أفعالكم وتصرفاتكم الغير مسؤولة التي تلصق مباشرة بالنظام ، الواقع اليمني يختلف تماما عن الواقع التونسي سياسياً وثقافياً واجتماعياً وإيديولوجياً، إلا أن هناك حقيقة واحدة يجب الوقوف عندها بعقل هذه الحقيقة تقول أن إرادة الشعب قاهرة ومنتصرة دائما.
هذه الإرادة لا تخشى الموت أو السجن أو السوط لأنها نابعة من ضمير يأبى الذل والاضطهاد ولا يرى سوى خيارين "الموت أو الانتصار"، لقد جاءت الثورة الشعبية التونسية نتيجة الكبت والاحتقان الذي ظل يتجرعه هذا الشعب بسبب السياسية الفردية المتعنتة للنظام التونسي، تفرد، حصار وإقصاء، عدم احترام المواطنة وتجاهل متعمد لمعاناة الشعب النفسية نتيجة هذه الإستراتيجية التي رسمها نظام الرئيس التونسي السابق بن علي.
استغرب كثيراً تلك المظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها البعض من طلاب بعض الجامعات اليمنية على غرار الثورة الشعبية التونسية، هل يتفهم هؤلاء المتظاهرون حقيقة الوضع التونسي الذي استدعى تلك الثورة وضمن نجاحها، أم أن ما يحصل مجرد كبت لمختلف المشاكل والهموم تعززت ببعض التحريضات الحزبية لمآرب حزبية بحتة؟، مهما كانت الأسباب والمسببات، فغالبا ما يكون سقوط الأنظمة والحكومات بسبب التمثيل السيئ والخاطئ للنظام وأبرز ذلك الفساد التهميش وعدم المساواة وجعل القانون في خدمة المتنفذين والوجاهات وما إلى ذلك ولا أدل على ذلك من المعاملات القانونية التي يحرم من انجازها من كفل لهم القانون ذلك وتنجز لمن لا يستحقون الانجاز شرعاً وقانونا.
انه الظلم بعينه ، إنها الاستهانة بالمواطنة والبسطاء ومن لا يملكون النفوذ والوجاهة، كثيرا ما يشكو المواطنون حربا ظروسا في عملهم من قبل المسئولين عليهم وكأنهم يعملون في قطاع خاص لهذا التنفذ السيئ، يجب أن يلقى قانونا رادعا يوقف هؤلاء الصغار عن عبثهم وتنفذهم على البسطاء، لابد للقانون أن يفرض سيطرته على الجميع،كما يجب على كل من يتقلد منصب أن يكون مؤهل أخلاقياً، فلا تكشير ولا إعراض وتكبر وهيمنة على الآخرين، لأنه في حقيقة الأمر مجرد خادم يقضي للناس حوائجهم وفق الشريعة والقانون، من العيب أن يكشر أي مسئول في وجه من وجد لخدمتهم ويقوم بطردهم من مكتبه قبل أن يتفهم مشكلتهم، فهذه هي الحقارة بعينها والتمثيل السيئ للنظام ورئيس الدولة ومن وضعه في ذلك المنصب وهذه هي الطريقة المثلى لصنع الاحتقان وتوليد الرغبة في الانتقام وانتظار اليوم الذي يتحول فيه الكبت إلى انفجار يستحيل السيطرة عليه.. فهل يعي المعنيون ذلك؟
Ahmedmn446@gmail.com
محمد أمين الداهية
عندما يتحول الكبت إلى انفجار 1938