قد يشعر المتفوقون بالإحباط عند عدم تكريمهم.. أما أن يتم تكريم من هم أقل تفوقاً منهم فقد يصيبهم ذلك ببعض الجنون أو بالجنون كله.
وما أكثر حدوث مثل هذه في واقعنا اليوم وأبنا الموظف/ عادل عبده مقبل البكاري -الذي يعمل في صندوق نظافة تعز.. يعاني أبناء عادل من التجاهل من إدارة المدارس التي يدرسون فيها وتقوم المدرسة بتكريم من لا يستحق التكريم والذي بالتالي يشعر الأبناء بالإحباط والوالد بما يشبه الجنون والحالة النفسية السيئة، كان يتكلم والدهم بحرقة وألم أثناء مطالعته لنا بصور من شهاداتهم الدراسية.. إنه الشعور بالغبن الشديد وما أقسى هذا الشعور الذي ليس وحده من يشعر به وليس أبناؤه الوحيدون من يعانون منه.
كان يتألم لأنه يقضي أوقاتاً كثيرة في تعليمهم ومراجعة الدروس لهم، يتحدث البكاري عن معاناته مع إدارة المدرسة ومكتب التربية في المحافظة وفصل أثنين من أبنائه المتفوقين دراسياً من مدرستهم دون معرفة أسباب ذلك، ووصل الحال بالبكاري إلى ما يشبه الجنون، وهو يقود "5" من أبنائه ويسير بهم من مكان إلى مكان.. اثنان منهما مفصولان واثنان أخرجهما من المدرسة بسبب شعوره بالغبن والتجاهل الذي يقع معهما والخامس طفلة صغيرة ربما لم تتجاوز السنتين أو الثلاث السنوات.
لم يكتف البكاري بالشكوى والتظلم في إدارة المدرسة ثم في مكتب التربية عندما وجدهم تجاهلوا شكواه وتظلماته ليصل -حسب قوله- إلى الأخ المحافظ/ خالد الصوفي، بل ويبدي تصميمه الشديد على الوصول إلى جهات أعلى وأرفع إذا لم يتم إنصافه وحل مشاكله، التي ليست مجرد فصل ولديه وتجاهل تفوق الولدين الآخرين.. فهناك ما هو أكبر من ذلك بكثير -حسب أقوال البكاري- الذي أضاف بأن المحافظ لم يتجاوب مع شكواه ولم يقم بإنصافه.
ربما من وجهة نظري أن ما يواجهه البكاري وأولاده لا يستحق كل ذلك الذي يفعله ويشعر به لمجرد شيء صار مألوفاً واستطاع معظم أمثاله أن يتلاءموا معه.. رغم مرارته وقسوته ولكنهم وجدوه واقعاً مفروضاً عليهم ولا جدوى من محاولة رفضه أو التمرد عليه لأنهم تأكدوا أنهم أضعف من القيام بذلك، وهو ما رفض البكاري الرضوخ له أو الاعتراف به، كان الله في عون البكاري وكل أمثاله مما هم فيه.
زايد منصور الجدري
أوجاع الناس.. ومعاناة البكاري! 2002