أدركت أن كل إنسان على هذه المعمورة يحمل بين طياته أمانة وأنه ملزم بتأديتها ..استشعرت قيمة هذه الأمانة ..استرسلت جل مشاعرها الإيمانية والإنسانية ،فأدت ما عليها من حق ،أخذت تصارع الحياة بإحساس مرهف إزاء
هموم الناس وما يثقل كاهلهم ..جعلت من مكانها المهني منبراً ،بل من نفسها لإيصال هموم الآخرين .
فهي بذلك عزمت الرحيل مع ركب الخيرين ..أولئك الركب الخيري الذين استنهضهم شعور الآخرين والإحساس بهم ،فعز عليهم استئثارهم بالدنيا وبقاء الآخرين في وحل المآسي والعذاب .
إنهم حاملو الخير ..المتعطشون لأفعال البر، كما يتعطش المضاربون في أسواق الإتجار ،يفرحون ليس لأنهم منعمون بفيض الرخاء ،لكنهم حين يرون على وجوه غيرهم الفرحة والسرور ..فالسعادة لديهم شعور يتجلى عندما
يسعد على أيديهم الآخرون ..يرفضون عيش الاستجداء على جروح المهضومين .
وللقارئ الكريم أن يستشف تلك القيم الإنسانية والمشاعر النبيلة في كتابات تلك المرأة التي استمدت تلك القيم من جمالية روحها ولو على قاعدة "أثر القدم يدل على المسير"ولأن الروح الخيرية لا تتجلى إلا عند بوحها ،بما تصبو
إليه ..حينها يدرك القارئ الكريم حقيقة وما التأنيث لاسم الشمس عيب ..وما التذكير فخر للهلال .
هي الحقيقة التي لابد أن تقال في ظل احتياجاتنا لمجتمع يزخر بمثل تلكم النساء ..وفي زمن استطاع فيه الإنسان أن يحلق في الجو الطير ،وأن يسبح في البحر كالسمك ،لكنه يتعذر أن يسير في الأرض كالإنسان .
ولكن من بين كل هذا الصخب الهادر لطغيان المادة والأنا ..يخرج الخيرون وأصحاب الفطرة الخيرة كما تخرج أشجار الطلح في التل البركاني ،يعيدون للإنسان وجه الإنسانية ..ليقدموا في هذا العصر صيغاً عصرية من
الإنسانية المؤمنة ..عظيمة النفس .. رحيمة القلب.. رقيقة الشعور ،شديدة الإيمان برسالة الأمانة وبالمعاني الإنسانية السامية .
إنها القبيلي أحلام التي نتمنى من كل نساء هذا العصر الحذو حذوها ونتمنى لها مزيداً من التقدم في أعمالها .
ملاحظة "خاتون" تعني الطهر والعفاف .
Alsadeq79@GMAIL.Com
صادق الصُليحي
أحلام خاتون 1705