اليمن لديها إمكانيات سمكية عالية من حيث الكم ومن حيث النوعية ما يؤهلها لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة ،إذا وجد عقل اقتصادي يحسن في عملية استخدام الإمكانيات المتوفرة والاهتمام بتطوير الجوانب الفنية ،بما يتفق ويتناسب مع الإمكانيات الطبيعية والبشرية ،والثروة السمكية تشكل مصدراً هاماً من مصادر استقرار الأمن الغذائي ،إذ يعتبر الغذاء الرئيسي خصوصاً في المناطق الساحلية ..واليوم بات المواطن البسيط غير قادر على شراء السمك ،فقد ارتفعت أسعارها وفاقت أسعار اللحوم الحمراء ،وبذلك تكون قد دخلت ضمن الأغذية التي يُستَعصى على المواطن شراؤها .
لماذا ارتفعت الأسعار وبتلك الصورة ؟! لا نعلم السبب! ..بل إننا جميعاً نعلم السبب الحقيقي وراء موجة ارتفاع الأسعار تلك! ،ولكن قبل أن نذكر السبب دعوني أخبركم بأمر حول هذا الخصوص إذ عُرض في قناة يمانية "برنامج "إشراقات" وفي هذا البرنامج كانت هناك وقفة حول الأسعار وارتفاعها الجنوني وتم عمل لقاءات مع صيادين حول هذا الخصوص وكانت إجاباتهم تنصب حول عدم الرقابة من المجلس المحلي على بائعي التجزئة لأنهم يرفعون الأسعار بمزاجية.
وهذا يؤثر على عملية الشراء ..وبالعودة إلى الاستديو قام البرنامج بعمل لقاء مع مدير عام مكتب الثروة السمكية الذي أكد هو الآخر على الموضوع قائلاً:" إن الأسعار مبالغ فيها والربح بالنسبة للبيع غير طبيعي وشدد على ضرورة وجود الرقابة من قبل المجالس المحلية أو السلطة المحلية".
وأضاف: إن عملية تصدير أنواع معينة من الأسماك عمل على إيجاد هذه الأزمة وبالتالي رفع الأسعار ،لذا قام بتقديم تصور وافقت السلطة المحلية عليه وهذا التصور حول منع تصدير أنواع معينة مرغوبة في اليمن والسلطة المحلية بدورها رفعت مذكرة إلى مجلس الوزراء ..أي أن المدير أحال الموضوع بأكمله إلى السلطة المحلية .
جميل أن نرى برنامج يناقش هموم المواطن من خلال الحوار ..والأجمل لو كانت هذه البرامج تتحدث بشفافية عن الأمور وعن الأسباب الحقيقية لأي مشكلة.
فظاهرة ارتفاع أسعار الأسماك بشكل عام تعود إلى شحتها في الأسواق ،ولم نعد نرى الأسماك بكميات كبيرة وهذا الأمر ناتج عن تخوف الصيادين من القرصنة البحرية ،التي باتت تقلق الصيادون وأدت إلى عزوف الكثيرين منهم عن الاصطياد وقلة قليلة هي التي تغامر بأرواحها وتقوم بعملية الاصطياد.
فالقرصنة هي أحد وأهم الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الأسعار وكان الأجدر أن يتم مناقشة هذا الموضوع الهام والحساس بكل شفافية لأن الكل يعلم بهذا الأمر وليس عيباً أن نبرر مشاكلنا وعيوبنا ونضعها تحت المجهر لمناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها ،فالقرصنة واقعٌ موجود ومأساة يعيشها الصيادون وكل العاملين بالبحر.
لذا علينا أن نسعى من أجل القضاء عليها حتى يتمكن الصيادون من الاصطياد وبسهولة وحتى نتمكن نحن من شراء السمك وبأسعار معقولة .
كروان عبد الهادي الشرجبي
القرصَنة والصيّادون 2321