;
محمد بن راوح الشيباني
محمد بن راوح الشيباني

أخي الرئيس .. هل هذا أول الغيث ؟؟ 2125

2011-01-12 05:17:29


في خطوة موفقة جداً أصدر فخامة الأخ رئيس الجمهورية توجيهاته الكريمة ببناء (فندق القصر)مع قاعة مؤتمرات دولية بـ(الحديدة)وهذه الخطوة المباركة والسديدة من قبل الأخ الرئيس من شأنها أن تعيد الأمل للحديدة الأرض والإنسان وأول الغيث قطرة..
إن عملا موفقاً كهذا يعني أن الدولة بدأت تستعيد ذاكرتها ووعيها وتنتبه لأهمية هذه المدينة الساحلية الرائعة الشديدة الخصوبة والكثيرة العطاء، التي أعطت بسخاء دون منّ أو أذى ولا زالت وستبقى كذلك..الحديدة اليوم تـنـتـظر الكثير من فخامة الرئيس مثل هذه المشاريع الخدمية التي ستساهم في إنعاشها وإعادة الحياة إلى أهلها وشوارعها وأسواقها كما كانت عليه في منتصف السبعينات ومطلع الثمانينات..لكن الحديدة اليوم أخي الرئيس توجه نداء استغاثة إلى فخامتكم لـتـنشيط حركة الميناء فيها أولاً لتعود البواخر التي هجرتها منذ أكثر من عقدين ونصف وهو الأمر الذي سيؤدي بالنتيجة إلى عودة النشاط التجاري الذي عرفته المدينة قبل صدور قانون ترشيد الاستيراد..
أن يتم التوجيه ببناء هذا الفندق الفخم مع قاعة مؤتمرات دولية خطوة في الاتجاه الصحيح تحسب لكم.. ولكن سيكون أجمل أن يتم التوجيه معه بتصحيح ما وقعنا فيه بعد الوحدة من خطأ أدى إلى نتائج اجتماعية فادحة الضرر بالحديدة وأهلها حين اتجهنا بكامل الحركة التجارية والملاحية جنوبا على حساب الحديدة
وأهلها وعلينا اليوم تدارك هذا الخطأ وإصلاحه دون الإضرار بأي مدينة على حساب الأخرى.. وسيكون من الجميل أيضا أن يتم التوجيه بإنشاء مدينة صناعية حقيقية بكافة مرافقها وخدماتها بالاتفاق مع أي شركة يابانية أو صينية أو كورية أو هندية لتجميع إنتاج السيارات والشاحنات بمختلف أحجامها هنا في اليمن بدلا من استيرادها جاهزة وهي غير معقدة وليس بالضرورة أن نواكب صناعة السيارات على أحدث الموديلات بل يكفينا أن نقوم بتجميع الأنواع والأحجام المناسبة لظروف وتضاريس بلادنا من تاكسي وحافلات وشاحنات نصف نقل صغيرة ومتوسطة وكذلك شاحنات كبيرة للاستخدامات المتعددة وبما فيها باصات لنقل المسافرين وهذا ما فعلته الصين وكوريا والهند وماليزيا وغيرهم في بداية مشاريعهم التنموية..
 ونحن لا نطالب بـتجميع السيارات ذات الماركات العالمية الفخمة ولكن علينا أن نمد أرجلنا على قدر فراشنا بالماركات الشعبية المعروفة والمجربة في اليمن بموديلاتها القديمة الشديدة المتانة والتحمل مثل (تويوتا ودايهاتسو ونيسان وميتسوبيشي وهيونداي مؤخرا) وبما يغطي احتياجاتنا أولا وبالإمكان إلى دول الجوار الإفريقي القريبة منا على الأقل.. ولم لا ؟؟ نحن نطالب بتجميع السيارات وليس تصنيعها من الإلف إلى الياء حتى لا يتهمنا أحد بالخيال والقفز فوق الواقع.. والتجميع غير التصنيع لكنه يخلق فرص عمل كبيرة ويدخل تكنولوجية إلى الوطن ويعلم شبابنا المهارات الفنية العالية وبالإمكان معه تصنيع بعض أجزاء السيارات هنا في اليمن مثل الإطارات والزجاج والمقاعد والفرشات الداخلية والأبواب والأسلاك الكهربائية وصبّ الأجزاء الصلبة مثل التروس وحامل العجلات الخلفية(الدفريشن) وحامل العجلات الأمامية (الدنقل) وغيرها..وهذه خبرات بالإمكان اكتسابها بسهولة..
كما أن الحديدة بحاجة ماسة اليوم إلى إعادة تأهيل شواطئها تأهيلا يجعلها قبلة للزائرين أسوة بمدينة (عدن) تماما.. فهي بحاجة إلى توجيه الاستثمار إليها وتشجيع المستثمرين إلى أقصى الحدود وبصفة استثنائية..وحبذا لو يتم التوجيه بالبدء بالاستثمار في الجانب السياحي والخدمي والترفيهي في الحديدة بالذات لتشجيع الآخرين على القدوم والاستثمار.. ومن الأمور المطلوبة بإلحاح إعادة النظر في كفاءة وقدرة قيادة المحافظة ومجلسها المحلي الغائبين تماما عن القيام بأي جهد لتنشيط الحركة السياحية في المدينة وإخراجها من سباتها الذي وصل حد الفجيعة.. لقد وصل بهم العجز إلى عدم القدرة على مجرد الحفاظ على المسطحات الخضراء وتـقـليم الحشائش ومساواتها في منصة العروض والاحتفالات المتنفس الأجمل في المساء للساكنين والزائرين للمدينة على السواء وبالذات في أيام الصيف.. وبدلا من زيادة المساحات الخضراء عجزوا عن مجرد طلاء أعمدة الإنارة للحفاظ عليها من الصدأ والتآكل وتغيير اللمبات والخلايا الحارقة..
من غير المعقول أو المقبول أن تكون مدينة بحجم الحديدة لا تصدر فيها صحيفة واحدة على الأقل بعد صحيفة (الصباح) الشهيرة في السبعينات وصاحبها القدير الأستاذ / سعيد الجريك ـ أطال الله في عمره وأعطاه الصحة والعافية.. على الأقل صحيفة واحدة تتكلم باسمها وتعبر عن حالها وتظهر مقوماتها ومميزاتها السياحية والزراعية والصناعية والطبيعية والتعريف بها أمام أبناء اليمن في المحافظات الأخرى والترويج السياحي للمحافظة وضواحيها وإيصال صوتها إلى صانع القرار كما كانت تفعل صحيفة (الصباح وصاحبها الجريك) في تلك الفترة الذهبية من عمر الحديدة ولا زال الجريك بكامل صحته وعافيته و(الصباح) يمكن إعادة إصدارها إذا وجد الدعم الكافي لها وهو من خيرة الرجال الصحفيين الوطنيين في اليمن ويحمل بكل جدارة وشرف لقب(سجين الشطرين) ويومها كانت (الصباح) لسان الحديدة الأعلى صوتا بين الصحف الأهلية وبعد إغلاقها في الحديدة عام 1976م بادلته المدينة وفاء بوفاء ولم تقبل بأي صحيفة بعده..
لا يوجد في الحديدة اليوم مجرد (أكشاك) لبيع الصحف والمجلات ولم تفكر قيادة المحافظة ومجلسها المحلي بإقامة مثل هذه الأكشاك ولو بالاتفاق مع مكاتب صحيفتي (الثورة والجمهورية) اليوميتين لإقامة هذه الأكشاك في نواصي الشوارع الرئيسية وبعض التجمعات السكانية والأسواق الكبيرة..
الحديدة ذات امتداد جغرافي كبير وقيادة المحافظة عاجزة عن الاستيعاب والاهتمام بالمدينة نفسها فكيف لها أن تهتم بالمديريات البعيدة والضواحي .. وكنت أتمنى مخلصا لو انه تم استحداث محافظة جديدة باسم محافظة (تهامة) وعاصمتها (زبيد) فذلك من شأنها إعادة توزيع التنمية للمحافظة المترامية الأطراف مع عدم القدرة على الاستفادة من تلك المسافات والأراضي الشاسعة بمختلف خيراتها رغم مرور أكثر من عشرة أودية من خلالها جميعها تصب في البحر دون الاستفادة منها..
إن محافظة مثل الحديدة بحاجة إلى قيادة تعي جيداً مسؤوليتها والاستفادة القصوى من خيرات هذه المحافظة بتنوع مناخها وخصوبة أراضيها.. ولا ندري لماذا تم تكديس (12) وكيلاً في محافظة صغيرة مثل تعز وترك الحديدة بأقل القليل من الوكلاء الذين ربما لو تم تعيين وكلاء لها بعدد مديرياتها ووزعت المهام بينهم بحيث يتولى كل وكيل شؤون مديرية واحدة فقط وتابع احتياجاتها ومتطلباتها التنموية لكان أجدى ربما وأنفع..
إن الحديدة وأهلها لا يمكن لهم في أي يوم من الأيام أن يطالبوا بالانفصال عن الوطن الأم ولن يجحدوا أبداً ما تـتحقق أو ما سيـتحقق على أرضهم من بنية تحتية تعليمية وفنية وزراعية وسمكية وخدمية واستثمارية ورياضية وغيرها.. لذلك فإنه من الصواب والنظرة الإستراتيجية الحكيمة أن تكون الحديدة نسخة مطابقة لمدينة (عدن)من حيث توفر البنية التحتية والخدمية السياحية سواء للعابرين خلالها من والى دول الجوار أو في السياحة الداخلية لها في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية على الأقل لتخـفـف الازدحام الشديد على (عدن) ونقلل من نسبة الحوادث المرورية والاستغلال البشع للناس من قبل أصحاب الفنادق والمطاعم في المناسبات المختلفة ولكي يستطيع المرء المفاضلة والتنويع في قضاء الإجازات والرحلات والسياحة الداخلية..فوجود البنية التحتية الرياضية في الحديدة سيكون رديفاً ومساعداً لمدينة (عدن) في أي أعراس رياضية إقليمية قادمة وبديل فوري لأي ظروف طارئة لا سمح الله وهذا يعزز من (ملف اليمن) في التقدم لاستضافة البطولات الإقليمية والعربية بعد أن حققت الرياضة ما لم تستطع تحقيقه الدبلوماسية بين الشعوب والحكام..
إن الحديدة تعرضت لثلاث مصائب كبرى تمثلت الأولى في قرار (ترشيد) الاستيراد عام 1984م الذي قلص دور الميناء إلى حد كبير نتيجة توقف الاستيراد عبر البحر مقابل حركة تهريب مهولة عبر البر والمصيبة الثانية تمثلت في عودة إخواننا الحضارم إلى عدن بعد الوحدة مباشرة وهم الذين شاركوا بفعالية في إنعاش الميناء في السبعينات بعد هروبهم الكبير من جحيم الماركسية في عدن.. والمصيبة الثالثة تمثلت في عودة أكثر من مليون مغترب تقريبا وهذا ما قصم ظهر هذه المدينة التي عاشت وانتعشت بفضل حركة الميناء أولاً ثم تحويلات المغتربين في المملكة ثانياً.. مع العلم أن عمال الشحن والتفريغ في عدن هم موظفون رسميون بمرتبات ثابتة في الميناء بينما في الحديدة يعيشون باليومية وبالقطعة وحسب الدور وليست لهم أي رواتب ثابتة..
هل أدركتم لماذا نطالب بإنقاذ الحديدة وأهلها من الانقراض.
آخر السطور :
خالص التهاني والتبريكات للعريسين العزيزين الدكتور الخلوق/ عمر علي محمد الأمير والشاب الخلوق محمد إسماعيل عبده سيف بمناسبة زفافهما الميمون،والتهنئة موصولة للدكتور القدير/ كمال البعداني أستاذ الكلمة والحرف الذي رزق بمولود جديد اسماه (رياض)جعله الله قرة عين لوالديه الكريمين فألف مبروك للجميع.   

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد