كثيراً ما نتباهى نحن اليمانيين بأننا أصحاب حكمة ومشورة وكثيراً ما ندعو الآخرين إلى توحيد الصف ونبذ الخلافات من أجل النهوض بالأوطان والحفاظ عليها وعلى وحدتها الداخلية لتبقى قوية أمام التحديات والأطماع الخارجية .
وإذا جئنا نطبق ما نتباهى به أمام الآخرين نجد أنفسنا بأننا في أمس الحاجة إليه !! وهذا ما هو حاصل فعلاً في أحزابنا التي تتسابق على حكم الوطن وتتباكى على مصالحة بدموع التماسيح ..ظانة هذه الأحزاب أنها تسعى إلى النهوض بالوطن وأن ما تفعله هو عين الصواب النابع من الحكمة اليمانية ،فلو سألنا أحزاب المعارضة هل النزول إلى الشارع وتعطيل النشاط التجاري وترويع الأطفال وتخويف المستثمرين هو من الحكمة اليمانية وهل سكوت الحزب الحاكم على الفساد وعدم منع المتنفذين من اللعب بالمال العام هو أيضاً من الحكمة اليمانية؟ .
نقول إذا كانت الديمقراطية تعني الفوضى فلا داعي للديمقراطية وإذا كانت الديمقراطية تعني تجويع الشعوب والاحتكام للصناديق يعني الأذن لاستمرار ما هو عليه من التدهور الاقتصادي وتراجع سعر العملة وعدم تطبيق القوانين ،فإن الصناديق تعد بمثابة القنابل الموقوتة وهذا ليس تخويف بل هو ما سنؤول إليه ،فها هي المعارضة اليوم تريد النزول إلى الشارع والنزول إلى الشارع يعني البداية لإعلان ثورة دموية وأحزاب اللقاء المشترك تعي مخاطر ذلك تماماً ولديها الخبرة في المظاهرات السلمية وكيف تتحول إلى مظاهرات شغب وتكسير .
فإذا كان النزول والاعتصام في الشوارع قد نجح في بعض الدول فلا يعني نجاحه في اليمن إطلاقاً وإذا كان من الضروري التقليد ،فلماذا لا يكون التقليد في الشيء الذي يخدم الوطن لا الذي قد يعرض الوطن للخطر حتى وإن كانت نسبته 1% ،فالشعب لا تنقصه ثورات دموية بل تنقصه ثورات اقتصادية وزراعية وصناعية ..فلما لا تحرص كل الأحزاب على التسابق في هذا المضمار ،لما لا تقلد أحزاب اللقاء المشترك حزب التنمية والعدالة التركي في قوته الاستثمارية وبنيته التحتية حينها سيأتي النصر إليها مطأطأً رأسه في كل المحافل أما الحزب الحاكم فلديه مفارقات فستاطية في إنعاش الاقتصاد وسرعة القضاء على الفساد يوحي وكأنه يبحث عمن يشعل الحرائق ،رغم أنه يمتلك القدرة على النجاحات ..فنجاحه في "خليجي20" يؤكد قدرته على إنجاح اقتصاد اليمن ..فيا أهل اليمن عُضوا على وطنكم بالنواجذ.. وياعلماء اليمن قوموا بواجبكم تجاه الوطن ويا أحزاب اليمن ..الله المستعان .