هكذا هي الايام تمضي والاعوام تذهب، و يسابقنا الزمن ونحن لا نزال ننتظر اللحظات الجميلة فيه لنعيش مثلما يعيش غيرنا من الناس في الدول الاخرى، لنعيش في امن وامان واستقرار وتطلع في الحياة .
نتمنى ذلك كثيراً ونحدث به انفسنا دائماً لكن الايام تمضي بثبات وعدم تراجع في حين نعيش معها صراعاً ومقاومة بدافع من احد اكبر الدوافع النفسية شيوعاً وهو (دافع البقاء) والعيش في هذه الحياة .
انني لا اكتب اليوم لغرض الكتابة او للاستهلاك الاعلامي الذي غالباً ما نطالعه في كثير من المواضيع والكتابات كما انني لا ادعو من خلال كتابتي اليوم ونحن نودع عاماً ماضياً لنستقبل العام 2011 م الى اليأس او القنوط بقدر ما ادعو الى التفاؤل وشحن الطاقات من اجل التحدي والمقاومة والتحلي بقيم السلام العام من اجل الحفاظ على قوانين الحياة كقيمة سامية دعت لها جميع الاديان .
ويجب علينا استقبال عامنا الجديد بتحديث عام وتغيير تام لكل ما رافقنا من السلبيات سواء على مستوى الفرد نفسه او على مستوى الاسرة او المجتمع او الوطن .
كما علينا ان ننظر الى انفسنا نظرة قيمة وهامة بصفتنا كبشر ونحمل قيم البشرية السامية التي تدعونا الى السلام والمحبة والوئام وحب الخير ومساعدة الاخرين والنظر الى البشر مثلنا كبشر لهم حق الحياة والحب والعيش في امن وامان .
كما يجب علينا ان نحمل قيم التغيير والتطوير وقيم الكرامة والعزة في انفسنا انطلاقا من مبادئنا التي يجب ان تكون محددة وثابتة كقانون شخصي يعده الفرد لنفسه كالمبدأ القويم {(الاخلاق ) والصدق والامانة والضمير الحي والتسامح والعفو والاخاء والمحبة والاعتراف بحق الاخرين وغيرها }.
كما انه بامكاننا ان نرسم لانفسنا اهدافاً نسير اليها بما نستطيع من امكانيات وبما نحمله من طاقات واصرار ومنها منهاج الحياة اليومية وتفاصيل سلوكياتنا التي يجب ان نكون مبدعين فيها سواء كشباب متطلعين الى العلم والحياة كآباء نتطلع الى بناء اسرة قوية ومتينة ومتعلمة او كمسؤولين يتطلعون الى خدمة الناس والمساكين متجردين من كل انانية او مصالح شخصية .
اخواني القراء...
ونحن نستقبل العام الاول من العقد الثاني في القرن الواحد والعشرين عام 2011م كعام جديد لم يسبق ان لوثته أي احداث او مساوئ مع ان الحياة فيها سنن ثابتة (كسنة التدافع ، والاختلاف ، والصراعات ) وغيرها .
الا ان الامل والاصرار المتجددين الذي يجب ان نحملهما لابد ان يكونا اقوى من التحديات والظروف التي سنواجهها في عامنا الجديد .كما اننا لن نكذب على انفسنا او نجاملها لنقول ان عام 2011م سيكون عام رخاء وعام امن وامان . بل ربما يكون 2011م اكثر سخونة ومشاكل من الاعوام التي سبقته لا قدر الله .
وذلك لان العام الجديد سيحمل كل ما صدرته اليه الاعوام الماضية من مخلفات وصراعات ومشاكل وعوائق .
وهو في الحقيقة لم تصدره اليه الاعوام الماضية بل ان فعل البشر وقوى الشر هي من جعلت الاعوام الماضية تمر بما مرت به من احداث وقتل ودماء واشياء جعلت من الحياة وخاصة في دول محددة ومن بينها اليمن وكأنها حياة الغاب والشر .
فكم شاهدنا من الدماء الاشلاء .. وكم سمعنا من الرصاص والانفجارات ..وكم نجونا من الحوادث والاشتباكات.. وكم صادفنا من المشاكل والمكوارث ..وكم فقدنا احباباً واصحاباً وشباب نعرفهم بسبب تلك الصراعات المسلحة التي لا يمكن لنا الا ان نسمي من يشارك فيها بـ(قوى الشر) بما تحمله من شر تجاه البشرية والنفس التي حرمها الله الا بالحق .
لكن دائما ما ينتصر الحق وهو اعلى من الباطل ودائما ما يكون الخير اقوى من الشر ..قال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) صدق الله العظيم .
نسأل الله ان يجعل عامنا هذا عام الخير ونصرة الحق والمحبة والسلام .
??
أديب السيد
أهلاً بالعام الأول من العقد الثاني في القرن الواحد والعشرين 1746