إلتقيت بامرأة في الأربعين من العمر بعد خروجي السريع من المهرجان الخطابي للرئيس، تبكي تريد رؤية الرئيس لتشكو له حالها، "حديث الحريم وكلامهم الكثير"، أول عبارة قالتها نفسي أذهب لشخص لا يحب النساء، ضحكت وقلت لها إبليس.. والأفضل أن ترجعي إلى دارك وتستغفري وتطلبي بهلاك هؤلاء الرجال، طلبت منها أن تواصل الحديث وبالفعل قالت كل ما لديها، طلبتُ منها العودة لأنها لن تستطيع الإنفراد والحديث مع الرئيس، إذا كنا نحن حضرنا المهرجان بعد حصولنا على بطاقة دعوة وعاملنا بعض رجال الأمن معاملة الكرام ( افهموها).
إن من مظاهر النهضة والرقي في أي دولة وأي أمة هو الجهاز الإداري في الدولة. وإذا زاغت النفوس ولم تراقب التصرفات لن تستقيم الإدارة.. كيف لي أن أستغل وظيفتي ومنصبي، والجري وراء النزوات والمراهقة المتأخرة، هؤلاء أن فصيلة دمهم باتت معدومة، لم يعد هناك رجل رشيد للأسف الشديد، الأخلاق باتت بالحضيض.. وهل سيرضى هؤلاء بأن تعامل أمه أو أخته أو زوجته هذه المعاملة والمساومة؟ من سيرضى على نفسه الحصول على وظيفة أو مساعدة أو توقيع أو مساعدة لحل مشكلة، بعرض لحمه وبيع عرضه؟.
الإنسان الذي يريد أن يشبع رغباته ويعمل أشياء القصد منها لفت الإنتباه لشخصه والبحث عن ملذاته داخل حرم المؤسسة أو الإدارة، فهذا لا يخدم الوطن والشعب وإنما يخدم الشيطان.. فلتدعوا له بالغفران. 
لماذا لا نؤدي عملنا بأمانة وإخلاص؟ لماذا نضع العقبات والحواجز في التعامل مع المواطنين ونستغل المكانة في البحث وراء الملذات؟ لماذا تذوب قيمنا أمام أمنا حواء لماذا الخلط بين العمل والقوام.
أيها الرجل..الطفل الرضيع.. لابد أن تعطي لنفسك وقتاً لتستعيد توازنك ولتقيم علاقاتك بالآخرين .. وتعرف أخطاءك التي تؤدي إلى هلاك أخلاقك.
لـي حزن يعقوب .. ووحشة يونس .. وآلام أيوب .. وحسرة آدم
أقف تعظيماً واحترام لكل نفس بريئة.. لم يكدرها الزمان.. أو تغيرها الحياة .. وتعيش مشوارها حتى يأتي يوم اللقاء وتلقى ربها سليمة نظيفة .
??

??