كثيراً ما يتحدث فرقاء المشهد السياسي على الساحة اليمنية عن الديمقراطية، متناسين تماماً احترام إرادة هذا الشعب وتطلعاته.. فأصبحت الديمقراطية حكرا على قرارات سياسية تترجم وجهاً من أوجه الممارسة الديمقراطية وهي العملية الانتخابية التي ظلت تتأرجح بين كفتي الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك .
اليوم وبعد جهد جهيد وتعكير مرير لإرادة الشعب بدأت التحضيرات الجادة للانتخابات النيابية ابريل 2011م إلا أن الأخوة في اللقاء المشترك مازالوا يعكفون على قرار عدم خوض هذه المنافسة الانتخابية التي سيكون الشعب هو الفيصل الوحيد فيها.
أتذكر في أول تأجيل للانتخابات النيابية تلك الصدمة القوية التي تلقاها الشارع اليمني الذي كان آنذاك مراهناً على أحزاب اللقاء المشترك بسبب أوضاع متعددة أوصلت الناس إلى مرحلة ملل وتطلع للتغيير، إلا إن أحزاب المشترك كسرت تلك الإرادة الشعبية.
الدندنة التي مازال البعض يغرد بها حول نزاهة الانتخابات وسير العملية الانتخابية لم تعد تجد نفعا في ظل شعبٍ أصبح يعي جيداً أين تكمن مصلحته ومع من يجب أن يكون مستنداً إلى الديمقراطية التي تكفل له حرية الاختيار دون أية منغصات، يجب على كافة الأحزاب السياسية احترام هذا الشعب وعدم التقليل من شأنه سواء في التمثيل النيابي السيء الذي لم يضفِ على المواطن سوى الإهمال وعدم الاكتراث لمطالبه تلك، التي كانت شعاراً يتغنى به المرشحون.
أيضاً الهروب من الانتخابات بسبب عدم الثقة بالشعب الذي أصبح يدرك جيداً ما ينفعه ويضره ، كيف ينادون بالتغيير وهناك انحراف خطير عن الطريقة المثلى للتغيير، الهروب من خوض العملية لانتخابية ليس له تفسير سوى أن تكون هذه الأحزاب فاقدة لبرنامج انتخابي على ضوئه يمكن تحقيق ما تنادي به وتتطلع إليه باسم الشعب، أعتقد أن الدعوة إلى التغيير بعيداً عن طرقها الديمقراطية والمضمونة، النجاح ما هو إلا هراء على هذا الشعب الذي لا يملك الاستعداد لأن يتجرع مرارة الدندنة السياسية التي تبتعد كثيراً عن ما يبتغيه،بعدم خوض الانتخابات ستفقد الأحزاب المتخلفة قاعدة شعبية قد ربما لا تنتمي لها لكنها تتطلع إلى التغيير.
اليمن اليوم أصبح بلداً ديمقراطياً مرموقاً ويشهد على ذلك القاصي والداني ، والعملية الانتخابية لن تتأثر بعدم خوض بعض الأحزاب هذا الاستحقاق.
ويبقى من الأولى لفت النظر إلى الشعب فذلك خير من المصالح الحزبية التي لا هم لها غير ضمان الوصول إلى السلطة واقتسام خيرات الوطن حسب زعمها، ثروات الوطن ليست لأحزاب أو جماعات ثروات الوطن لكل يمني.. ومن يحترمه الشعب ويثق به حتما سينجح وسيكتسح بعدها ، لابد على أحزابنا السياسية أن تكون على قدر من الحصافة والمصداقية.. أما الشعب فحتماً سيكون أدرى بمن يوليه ثقته ومن فشل أعتقد أننا لن نراه مستقبلاً على قاعة مجلس النواب.
aldahiad@yahoo.com
محمد أمين الداهية
الانتخابات النيابية وما يجب أن يكون 1631