قبل أن تثور ثائرة النواب الكرام وتتعالى الأصوات المطالبة بسيادة النظام والقانون وتعاون حماسها مجدداً.. وقبل أن نجد الأصوات الناقمة على غياب هيبة الدولة وما قد يرافقها من استياء وتذمر واتهامات بالعجز والتقصير وبأن مستوى الأداء الأمني دون المطلوب.. مع أنه يحطى بنصيب الأسد من الموازنات.. ولما لهذا الموضوع من أهمية بالغة في استتباب الأمن فإننا نعاود طرقة مجدداً علنّا نجد الآذان الصاغية.. فالسلاح بلاء خطير وشر مستطير لا يجلب إلا الويل والندامة وضحاياه دوماً في ازدياد وهو أمر يؤكده الواقع.
والنائب بشر قد أكد في وقت سابق أن الجهود الذاتية التي بذلتها وزارة الداخلية قد باءت بالفشل بقوله:"إن وزارة الدخلية قد أنفقت وبذلت مبالغ كبيرة من خزينة الدولة لشراء السلاح من التجار المحليين لإنهاء انتشاره أو الحد منه غير أن تلك الجهود قد أحبطت بقيام تجار السلاح بإدخال إضعافها وتوزيعها على الأسواق اليمنية".
ونحن لا نعجب من ذلك.. فاليد الواحدة لا تصفق لكن ما دام كذلك والمجلس على علم بذلك فأين تلك الأصوات التي تعالت ذات يوم مطالبة بسيادة النظام والقانون؟ لندعوها وغيرها للتفاعل الجاد بإخراج قانون السلاح إلى حيز الوجود لان المصلحة العامة تقتضي ذلك ولا خير في تأخيرها.. وهي خطوة فنحن أمة مسلمة متعاونة على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
وبما أنكم الصفوة أيها السادة النواب فقد أولاكم المواطن ثقته في إقرار ومصادقة ما يعود بالنفع على الجميع.. ولأن المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة تجاه أنفسكم وشعبكم ووطنهم وأمتكم فإننا نذكركم فلعل الذكرى تنفع المؤمنين بأن عليكم إعطاء الأمر الأولوية والاهتمام كونه جدير بذلك.
تبرأة لذمتكم أمام الله عز وجل قبل أن تفقوا بين يديه وسيكون في ميزان حسناتكم.
استشعاراً لعظمة الأمانة التي عاهدتم العباد عليها وأشهدتهم الله على بذل قصارى جهدكم للقيام بحقها لان حمل السلاح والتجوال به داخل المدن والعواصم مظهر غير حاضري على الإطلاق، حقناً لدماء المسلمين التي تزهق بقصد أو بدون قصد.
فكثير من الأسر في المدن والأرياف وربما أعداد منكم في المجلس تحمل بين جنباتها جراحاً غائرة ونالت نصيبها المر جاء جراء حيازته للسلاح والتباهي به فأنكوت بناره وكم هي الأسر التي مازالت تعاني الأمرين وتعيش في خوف.. فولدها إما قاتل أو يهيم على وجهه في بلاد لله وقد فارق الأهل والولد أو حتى كميت يعيش حياة مكررة يكتنفها القلق يلتفت يمينه يساره ولا يعلم من أين سيأتيه من يجهز عليه.. فقد حرم وحرمت عائلته الأمان ولذة الاطمئنان.