يبدو أن الوطن لا يزال يهرول باتجاه المجهول داخل ذلك النفق المظلم الذي حدده الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر – رحمه الله- خاصة بعد مغادرة شركاء العمل السياسي لطاولة الحوار، وأصبح كل طرف يرسم خطة ما بعد الإعلان عن فشل الحوار، فيما الشعب لا يزال يجهل من الذي انقلب على اتفاق فبراير.. ومن الذي يسعى لإدخال البلاد في فراغ دستوري .
اليوم الآمال والتفاؤل بانفراج الأزمة يسير بالاتجاه السالب وطرفا اللعبة السياسية شركاء الحوار بالأمس تركوا الطاولة والوطن خلف ظهورهم لرسم سياسات اللاّحوار والتي قد يكونوا بعدها شركاء دمار البلاد لا قدر الله .
بالنسبة لقناعتي لن أتفاءل بعد اليوم إلا في حالة واحدة هي نزول طرفي اللعبة إلى الشارع لملامسة همومهم وآلامهم عن قرب وبشكل مستمر ووقوفهم جميعاً في صف المواطن المغلوب على أمره من الفقراء والمساكين وأصحاب المظالم وغيرهم كثير والعمل على احترام آدمية الإنسان اليمني والقضاء على كل الممارسات الغير قانونية تجاه العامة من أصحاب النفوذ الفاسدين.. دون التعامل مع تلك القضايا – الفساد المظالم- بمعارين ووقف مصالح وأجندة حزبية، وما أكثر تلك الممارسات التعسفية والبلطجية اليوم .
وحتى لا يذهب الوطن اليمني أرضاً وإنسانا ضحية مصالح حزبية ضيقة ومصالح شخصية بحتة، لا بد من توافق سريع بين النخبة الحزبية المخضرمة في بلادنا [المؤتمر- المشترك] .
وهنا أقول لخيول الحزب الحاكم: أن الانتخابات النيابية القادمة تختلف تماماً عن انتخابات المحافظين التي أجريتموها عام 2008م، ولا نزال نتجرع آثارها إلى اليوم، وهي دعوة في نفس الوقت للطرفين "المؤتمر والمشترك"، إن صدق النوايا في حب الوطن والوفاء له لنجنبه ويلات المشاكل والخلافات والفوضى لا قدر الله، قادر على إزالة كافة الحواجز وإنهاء مختلف الخلافات للعمل معاً من أجل ذلك سواء بإجراء الانتخابات أو تأجيلها أو حتى إلغاءها بالمرة... إذا تطلبت مصلحة الوطن وأمنه واستقرار ذلك.. وتأكدوا أنه بصدق النوايا لخدمة الوطن والحفاظ عليه ستنالون حب واحترام الجماهير اليمنية وفي نفس الوقت تستطيعوا أيضاً تحقيق مصالح حزبية وشخصية بالشكل المعقول وأنتم داخل وطنكم وبين أهلكم ومحبيكم .
لكن إذا فاجأتمونا خلال الأيام والأشهر القليلة القادمة بتوافق حول الانتخابات ومستقبل الوطن والعملية الديمقراطية باتصال غربي أو بتوجيه من ماما أميركا ومنظمات الغرب الداعمة للديمقراطية.. فهذا يؤكد حديثي السباق و أن التفاؤل بكم في إصلاح أوضاع البلاد والعباد صار غير وارد .
لهذا صارت كافة الاحتمالات حولكم واردة، فقد يصر كل طرف على رأيه إلى عشية الانتخابات وحينها فقط قد تتم الانتخابات من طرف المؤتمر وحلفائه بسلام وهدوء في مناطق معنية وفوضى في مناطق أخرى.. لكن في نفس الوقت لن يخرج الوطن من أزماته المزمنة التي يعاني منها اليوم وصارت في تفاقم مستمر.. وفي هذه الحالة انتم شركاء الدمار لا شركاء الحوار، حتى وإن ماتت الدولة والنظام موتاً سريرياً .
أما الحالة الثانية فهي تدخل خارجي لتوافقكم وإجراء انتخابات وفي نفس الوقت ستظل أزمات الوطن مستمرة وفي تفاقم حتى بعد تقاسم الكعكة.. وإما الإخلاص في النوايا وحب الوطن وتجنيبه كافة الويلات والفتن والاتفاق على إجراء الانتخابات أو تأجيلها والعمل كفريق واحد على حلحلة كافة العقد والأزمات التي صار اليمن السعيد يعاني منها .
إحدى الحالات الثلاث ستتم خلال الأشهر القليلة القادمة، وهناك حالة واحدة ستنالوا حب وملايين الجماهير اليمنية ويخلدكم التاريخ كما خلد أسعد الكامل والملكة بلقيس وغيرهم من أبطال وشهداء الثورة اليمنية.. فهل ننتظركم في هذا الطريق؟! لن يتملكني اليأس وسأظل أتفاءل بكم خيراً إلى عشية الـ27 من إبريل 2011م .
عبدالوارث ألنجري
شركاء الحوار..... شركاء الدمار. 1595