يحتاج الأمر في معظم القضايا التي سبق أن كتبنا عنها إلى النظر فيها مرة أخرى لأن القصة والمشكلة تظل مستمرة ، ومادامت كذلك ، فلابد أن نظل نكتب عنها حتى تتغير ونتخلص منها أو تتخلص هي منا، وحين تتخلص منا فهناك الكثير غيرنا سيقومون بهذا الدور وهذا الواجب ، ومن ضمن هذه القضايا والتي سبق الكتابة عنها قضية فساد القانون وضعفه وكثر سلبياته وجوانب القصور فيه والتجاوزات والانتهاكات لمعظم مواده وبنوده وكافة نواحيه وتسلسل مراحله .
ولن يحبطنا شعورنا بأن ما نكتبه من انتقادات لا يغير في واقع الحال شيئاً، لأننا مؤمنون بالقضية التي نكتب عنها ونعتبرها أمانة يجب تأديتها والقيام بها، إن أقرب قضية ومشكلة تواجهنا أو تصل إلى مسامعنا يواجهها القانون عادة بالتقصير أو الجهل في استخدام القانون من رجاله أو بإساءة استخدامه، أو الابتزاز من خلاله وليس هذا إلا بعض عناوين ما يصنعه القانون هنا في بلدنا ، والذي لا ينفع أن يحتكم الناس إليه لضعفه وظلمه وسوء تقديراته وحساباته التي تختلف من قضية لأخرى، وتتفاوت من شخص لآخر ، فقد يتم تطبيق القانون على شخص ولا يتم ذلك مع آخر .
إن ضعف القانون وظلمه وتجاوزاته وانتهاكاته وسوء استخدام سلطته من القائمين عليه من أهم المشاكل والقضايا التي يعاني منها مجتمعنا، والتي ربما قد تضرر بها معظم أفراد هذا المجتمع .
ربما قد يفيد القانون بعض الحقوق أحياناً ولكن حتى من أعاد حقوقهم فهو في المقابل كبدهم خسائر كبيرة حتى أعاد تلك الحقوق .
القانون هنا لا يفرض نفسه ولا يتساوى أمامه الجميع ، فقد يحابي هذا ويجامل هذا وكلا حسب منزلته ومكانته وسلطته ونفوذه أو منصبه ، فهذا قد يتم تطبيق القانون عليه كما وردت نصوص بنوده والآخر قد يتنازل القانون ويتغاضى ويتساهل معه لأنه دفع مقابلاً ليتغاضى القانون عن انتهاكاته واعتداءاته .
أراء الناس في القانون سلبية للغاية وصورته مشوهة في نظرهم ولا نستطيع لومهم على ذلك فما يواجههم القانون به يدل على صواب أرائهم وانطباعاتهم، يمكنا أن نسمي ما عليه القانون الآن بفساد القانون، هذا الفساد والذي لم يترك باباً أو مجالاً إلا أقتحمه واستشرى فيه ، لقد وضع الفساد ولنفسه بصمة في كل مكان وفي معظم أركان وطننا الحبيب .
إن فساد القانون مشكلة كبيرة فهو يحرم الناس الشعور بالأمان والاستقرار والطمأنينة ، فساد القانون معاناة لمجتمع بأكمله، هذه المعاناة سببت الضيق والهم والحزن والألم ، نعم إن مجتمعنا بأكمله يعاني من كل ذلك ولا أدري متى يمكن أن تنتهي هذه المعاناة ، ومتى سيخلصنا الله منها نرجو من الله أن يعجل في ذلك، فلم نعد نحتمل المزيد من هذا الذي نحن فيه ونحن عليه ومما يصنعه بنا فساد القانون .
زايد منصور الجدري
فساد القانون 2001