لم تكن الزيارة التي قام بها الرئيس/ علي عبدالله صالح – لمحافظة أبين بالأمس مفاجئة أو وليدة الصدفة، بل كانت ضرورية ومعداً لها من فخامته وفي اجندته الأولى في غمرة أفراح وابتهاجات شعبنا بالنجاح الذي لا يقل عن الانتصار لبطولة كأس الخليج العربي"20" والتي كانت محافظة أبين شريكة في استضافتها مع عدن على ملعبها الدولي ملعب الوحدة الرياضي وكانت نموذجاً في الاستضافة التي أبهرت الضيوف الأشقاء من الجزيرة والخليج ونالت إعجابهم.
ومن المؤكد أن التميز الذي ظهرت به أبين في مواكبة ذلك الزخم الرياضي الكبير قد قوبل بالتقدير والوفاء من فخامة الرئيس وهو يكرمها مع قيادتها المتفانية والناجحة ممثلة بمحافظها الشاب م/ أحمد الميسري بالزيارة الرئاسية المباركة التي كان لها صداها البالغ وثمارها الإيجابية الملموسة على واقع الأرض .
ثمة معانٍ ودلالات حقيقية لزيارة الرئيس/ صالح لـ أبين يوم أمس وشخصياً أعتبرها من أجمل وأفضل زياراته المهمة للمحافظة، التي عاد ليصفها في كلمته ببوابة النصر الوحدوي وأسماها بذلك بعد معركة الدفاع عن الوحدة العام 94م أي قبل "17" عاماً.. ومع موجة الأحداث والاضطرابات المؤسفة التي قادها من يسمون بعناصر الحراك المطالبة بالانفصال وفك الارتباط الوحدوي منذ عامين ونيف وكانت قد رفعت سقف نشاطها في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية في فترات متفاوتة إلى أعلى مداه، وكانت أبين إحدى مسارح قوى الحراك الذي صاحبته أعمال العنف والتخريب والاغتيالات بدخول عناصر الإرهاب لتنظيم القاعدة .. لكن المشهد الذي أحدثه "خليجي20" وحتى الآن قد غير الأمور بسرعة فائقة وتنفست أبين الصعداء لتأتي زيارة الأمس الرئاسية لتعطي أبلغ الرسائل الهامة لكل من يتوهم بالدفع بأبناء المحافظة إلى الصراعات والفتن التي اكتوت بها في الماضي ودفعت الثمن غالياً كما قال المحافظ م/الميسري في كلمته الرائعة في الصالة الرياضية المغلقة أمام فخامة الرئيس .
إن زيارة الرئيس لـ أبين كانت لها خصوصيتها إذ لم تكن من أجل حضور فعالية وإلقاء كلمة أمام الحاضرين في الصالة المغلقة وتفقد أحوال المواطنين وحسب .. بل جاء وهو يحمل كل بشائر الخير.. والدليل لما أقوله افتتاحية وتدشين العمل لـ"210" مشاريع خدمية وتنموية بتكلفة أكثر من "16" مليار و"332" مليون ريال في شتى مجالات الحياة ..
واللافت للنظر قيام الرئيس بجولة ميدانية في شوارع مدينة زنجبار بأمان واطمئنان.. وكما أشرنا هي رسائل معبرة لمن كانوا يروجون عن الوضع الأمني بالمحافظة وصعوبة قدرة الرئيس لزيارة أبين.. لكن الحاصل أن أبين الوفاء والعطاء قد أسقطت اشاعات التضليل التي صارت منكسرة بزيقها ونزفها وأوهامها .
علي منصور مقراط
الرئيس صالح .. وأجمل زيارة لأبين 2079