ما الذي جرى ويجري للمؤسسة العامة للغزل والنسيج، هذه المؤسسة الوطنية العملاقة؟! إن أقل ما يمكن تسمية ما يحصل فيها أنه مأساة وطن وكارثة.. خمس سنوات وهذا المصنع متوقف عن العمل، وكان سبب التوقف هو ترميم وتحديث المصنع، فما حكاية مصنع الغزل والنسيج بصنعاء؟؟!
يحتوي المصنع على عدة أقسام منها قسم النسيج والذي كان يحتوى على ما يقارب ألفاً وخمسمائة مكينة نسيج، هذا القسم تم بيع جميع مكائنه والتي كانت صالحة وجيدة، وتم بيع جميع محتويات القسم كخردة، وحتى الأثاث والخشب كل ذلك تم بيعه، وماذا أيضاً؟ تم استيراد مكائن جديدة لهذا القسم ومنذ خمس سنوات لازالت في ميناء الحديدة وقد وصل إلى بعضها الصدأ.. ربما أن إدارة المصنع لم تعثر على قاطرات ووسائل نقل، لنقل تلك المكائن الجديدة من الميناء إلى المصنع؟!! لم يصل إلى المصنع من تلك المكائن إلا حوالي "83" مكينة وتم تركيب وتشغيل "5" مكائن منها والبقية مازالت بلا تشغيل وبلا تركيب، لأنه حتى اللحظة لم يتم استكمال الترميمات ولم يتم توفير مولدات الكهرباء التي يحتاجها القسم لتشغيل المكائن والمكيفات ولم يتم أنجاز التجهيزات الأخرى!.
خمس سنوات ولم تستكمل الترميمات والتجهيزات في هذا القسم.. ما سبب كل هذا التأخير، ومن وراء ذلك؟ لماذا لم تنجز المؤسسة الاقتصادية عملها وهي التي حصلت على مناقصة ترميم وتجهيز مصنع الغزل والنسيج؟! ولماذا لم تتخذ وزارة الصناعة وإدارة المصنع أجراءاتها القانونية ضد المؤسسة الاقتصادية جراء تأخرها في تسليم المشروع في الوقت المحدد؟ أم أن الوقت المحدد في بنود العقد والاتفاق هو أكثر من خمس سنوات؟! ولماذا لم يتم توفير المولدات الكهربائية التي تحتاجها الأقسام الأخرى؟! من السبب وماهو السبب لما يحدث لمصنع الغزل والنسيج؟! ومن هو المسؤول عن ما يحدث لمصنع الغزل؟.
لا أعتقد أن الشركة المنفذة للترميم والتجهيز هي المسؤول وحدها عن كل هذا ، بل إدارة المصنع تتحمل السمؤولية الأكبر والتي كانت سبب كل ما حدث هناك منذ البداية، هذه الإدارة التي جاءت بالخراب والدمار ، وكانت سبب توقف وتعطيل هذا المصنع والمنجز الوطني العملاق، بمبرر تحديث وترميم المصنع بعد توليه إدارة المصنع بعامين.
لاشك إن استمرار توقف المصنع منذ سنوات وراءه مؤامرة دنيئة وأيادٍ خبيثة تسعى لتعطيل وتخريب منجزات الوطن ومؤسساته العملاقة ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، فالمصنع متوقف عن العمل "1200" عامل لا يعملون ويستلمون مرتباتهم بعد أن تعاقدت إدارة المصنع مع بنك التسليف الزراعي لتوفير مرتبات العمال منذ توقفه وحتى عام 2009م على اعتبار أن المصنع سيتم إعادة تشغيله قبل هذا التاريخ وهو مالم يحدث.. فما كان من البنك إلا أن قام بالحجز على جزء من المصنع لعدم التزام المصنع برد مديونيته والتي وصلت إلى مليارات.
أخشى أن تكون هذه هي بداية النهاية لمصنع الغزل والنسيج والذي يوشك على الانهيار في ظل صمت وسكوت مريب من الجهات المختصة.. أين دور وزارة الصناعة والتجارة من كل هذا الذي يحدث للمصنع التابع لوزارتها؟! أعتقد بعد كل هذا الذي حدث لمصنع الغزل والانجازات والأدوار الغائبة لوزارة الصناعة فيما يقع من دائرة واجباتها واختصاصاتها ومسؤولياتها، أعتقد أنه لم يعد هناك أي داعي لوجود وزارة اسمها وزارة الصناعة والتجارة، كما أنه لابد من إخضاع إدارة المصنع للمسائلة والإجراءات القانونية جراء ما ألحقته من أضرار وتخريب وتعطيل للمصنع ودورها في القضاء على أكبر مؤسسة وطنية عاملة في مجال تصنيع الغزل والنسيج.
إن كل ما ذكرناه ليس إلا بعض الحقائق المؤلمة الكارثية ومأساة اسمها مصنع الغزل والنسيج.
??
زايد منصور الجدري
مأساة اسمها مصنع الغزل والنسيج 2193