ما أعجنا نحن البشر!! ندرك بأننا في هذه الدنيا أن لنا أياماً محدودة ومع هذا نسير في الطمع ونفرط في التعصب ونرحب بالباطل ونقطع الحق .. متناسين القبر الموحش الكئيب، وعذابه مهما بالغنا في تشييده ونحن على هذه الحياة.. فهو موجود ومحفور ويصيبنا الخوف ونشعر بالرهبة، نحن أبناء آدم وحواء لمجرد ذكره.. لا حرير ولا زينة ولا قصور فاخرة ولا جاه ولا أبنية عالية، بل قماش ابيض نلتف فيه، والأفاعي والديدان التي تحوم بفرح وسرور بانتظارنا للقدر المحتوم، نحن البشر السنا ببشر؟ .
تأمل أيها الإنسان الصغير الكبير الضعيف القوي، أننا نخضع له بقوة ونذهب إليه كارهين دون اعتراض أو شجب، أصوات وبكاء وعويل من الأهل الأحباب والأصحاب في الأخير تذهب الأصوات وتبقى أنت وعذاب القبر.. هذه الحصيلة النهائية لعمرنا كله فتأتي ساعة الحساب.
هنا يأتي السؤال! فنسأل أنفسنا ماذا عملنا خلال مشوار حياتنا، أولاً لله سبحانه وتعالى ثم للأهل والجيران وذوي القربى؟، ماذا أنجزنا كموظفين وعمال، ومدرسين وأساتذة وطلاب، وعيوننا الساهرة من الأمن والشرطة والجيش، والأغنياء والفقراء الخالدين على هذه الأرض.. نساؤنا مع أطفالنا ورجالنا مع شبابنا، الجميع مشغول، البعض لا يهدر وقته والثاني يقتل وقته والآخر وقته كئيب، البعض حمله ثقيل والثاني خفيف والآخر لا حمل له.
نقتل الوقت بالجلوس في الأماكن العامة والبعض في التعبد والركوع والقراءة، البعض يكتفي بالجلوس في الشوارع لمضغ الشجرة الملعونة، والبعض يسترخي بالمقاهي والأماكن العامة، محاولة من الجميع لإعدام الوقت ، نعلم على مضض أصبحت أن حياتنا لا تغيير فيها يذكر الروتين هو الروتين،( تيتي وجيتي ومشيتي).
يجب أن نهرب من الماضي وننزع حالة التبلد التي نعيشها، يجب أن نعتدل ونسمع ونطيع وان نشيع السلام ونميل للحق، وان نبتعد عن الإهدار والإسراف ونشر الباطل.. إننا أمة تآكلت روحها من الكسل وتفشى فيها الهموم وهدمنا أنفسنا ودككناها دكاً .
يجب أن نكون مخلصين نحو أنفسنا والآخرين .. منصرفين للعمل بدأب وتفان ونعالج الشؤون بالكلمة المسؤولة الصادقة، ونبتعد عن الاعتكاف وحب الأنا وأهل الأنا.