إن الوحدة عنصر أساسي وسبب جوهري للنصر والتاريخ لا يكذب، فقد كان الاتحاد في أي عصر سبباً للنصر والقوة..
وكان التفرق والاختلاف سبب الهزيمة والفشل، والله تعالى يقول: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".. والوحدة
والأخوة من أمر الله ونعمته.. "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين
قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا".
إن الوحدة تولد الثقة وتزرع الطمأنينة، فتتجه الجهود والقوى للعمل لمصلحة الأمة في البناء والإنتاج أيام السلم والرخاء..
وتتجه إلى الجهاد والتضحية أيام الحرب، بينما في أيام الفرقة والاختلاف يسود الشك وتتجه القوى لمحاربة بعضها بعض، كما كان
الاتحاد سبب لعون الله ونصره وتأييده كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يد الله مع الجماعة".
عاشت محافظة عدن أمس يوماً إبتهاجياً وأحتفالياً جميلاً وحشدا جماهيرياً كبيراً في الحضور لمهرجان الافتتاح لخليجي 20، حيث
توافد المواطنون من كل محافظات ربوع اليمن، الكل يرفع علم اليمن الموحد عالياً.
ما أجمل هذه اللحظات والروح الأخوية التي شكلت لوحة وطنية وحدوية نتفاخر بها أمام ضيوفنا الأشقاء.. وإنني أتمنى أن
يكون لنا وبنفس هذا الزخم في حدث وطني كبير بعد الحوار ويخرج الجميع بنفس الروح والحراك الرياضي والتفاعل الوطني
الذي شهدناه بمناسبة خليجي 20.
فمن يدري لعل الله يضع لنا في حلكات ليلنا الداجي فجر واعد ومن يدري لعل آلامنا هذه مخاض العزة والتمكين؟.. وهل
يدرك هذا المعنى الغارقون في تشاؤمهم أن اليأس والقنوط ليس من خلق المسلم.
هل ستبقى عدن بمظهرها الجميل ما بعد خليجي "20"
ناصر صالح العبادي
الجمال الذي ظهرت به مدينة عدن ثغر اليمن الباسم في هذه الأيام فاق كل التوقعات لتظهر بمظهر يليق بمكانة هذه المدنية الرائعة
،بعد أن حالفها الحظ لتستضيف خليجي عشرين ،لتكن هي وأهلها خير مضياف للإخوة الأشقاء الوافدين إليها من دول الخليج و
أمام كل هذا هناك سؤال مطروح ومهم من كل أبناء هذه المحافظة ،يا ترى هل ستظل هذه المدينة بهذا الجمال حتى بعد انتهاء
خليجي عشرين أم أن هذا الجمال سيتلاشى ويتم تركها ،تعود إلى ما كانت عليه؟ وهذا مالا نرضاه ،لذا فإن الجميع مدعوون إلى
تكاتف الجهود لتظل هذه المدينة بروعتها وجمالها ابتداء من المواطن العادي إلى قيادات المديريات والمحافظة ،حتى لا تذهب كل
تلك الجهود والمبالغ الهائلة التي تم صرفها في تلك المشاريع أدراج الرياح .
فهي لازالت بحاجة لمزيد من المشاريع وتقع على عاتق قيادة المحافظة المسؤولية الأكبر في محاسبة كل من يعبث بتلك المنجزات