يقال دائماً أن النجاحات تولد من رحم المعاناة, ويقال إن لكل قصة إبداع سبقتها قصص آلام وحرمان, ويقال إن الحظ لا يأتي إلا بعد أن تقدم 100% مما يتوجب عليك القيام به , ويقال أن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر, ويقال إن الحبل مهما أشتد وقسى فإنه سينقطع في الأخير,
هذه كلها حكم وأمثال ومقولات لم يتلفظ بها فيلسوف أو حكيم تحتمل الحصول من عدمه بل قيلت بعدما حصلت النجاحات وتجاوزت الإخفاقات وانطلقت الإبداعات, ولأن يمننا الحبيب مرت وتمر علية عصور وسنيين وأزمنة من الحروب والصراعات والخلافات والمشاكل وكلما زال جرح جد في التذكار جرح , وكلما زالت مشكلة تولدت أخرى ولأن الأرض طيبة والرب غفور , فقد تولدت من خلال أرحام هذه المشاكل المتناثرة هنا وهناك لحظات وأيام حب وأفراح ومناسبات واجتمعت هذه المناسبات كما اجتمعت مشاكلنا , فكما أن يمننا الحبيب يمر بثلاثة أعاصير ملتهبة من المشاكل والأزمات متناثرة من أقصى الشمال إلى أطراف الجنوب فإن رحمة ربنا بنا أن أجمع لنا ثلاث مناسبات إحتفائية لتخفف عنا وطأة هذه الأزمات وإحتقانات الشعب وآلامه , فاجتمعت لنا ثلاث مناسبات من أحب المناسبات إلى أي شعب يتمناها , فالبداية يوم من أحب الأيام إلى الله , يوم الحج الأكبر ,يوم مقدس عند العالم الإسلامي أجمع , يوم عيد الأضحى المبارك , فهذه مناسبة وشعيرة عظيمة من شعائر الله فتعظيمها واجب علينا لصقل نفوسنا وتتقي قلوبنا وتزال الكراهية والغل من بيننا , يوم يفرح فيه الصغير والكبير على حدٍ سواء , يوم تشرق الشمس وضاءة ساطعة نظرة راسمة أجمل حلل لأجمل صباح قد يشرق على الأرض , هذا يوم من أيام الله التي من بها ربنا على جميع عبادة ونحن من عبادة الممنون عليهم ولحسن حظنا بل أقول لأن مشاكلنا كثيرة ومستمرة ومتشعبة فقد كان من سعدنا أن اجتمعت هذه المناسبة مع مناسبة قادمة خلال منتصف الأسبوع القادم وهو خليجي عشرين والذي له وقع كبير وعظيم في نفوسنا جميعاً نحن اليمنيين سواء في الحكومة أو المعارضة أو من يقف بينهما من شعب مغلوب ومطحون على أمره , مناسبة عظيمة على كل قلب كل يمني فقيراً كان أو غنياً, مغترباً كان أو مقيما , ذكرا كان أو أنثى , فنح اليمنيين الشعب المضياف المعروفة كرمة وشهامته منذ الأزل نفتخر افتخار حاتم الطائي عندما يزوره ضيفاً ومن شدة فرحتنا وكأن الرائي لنا يظن أن الضيف هو المضيف والعكس في كون المضيف هو الضيف, هذا طبعنا والطبع يغلب التطبع مهما وصلت بنا الحالة الاقتصادية ومهما نحلت أجسادنا وجعنا فسنظل شعباً مضيافاً نختلف جميعاً حكومة ومعارضة وشعبا وحركات تشطيرية وحركات حوثية في كل أهدافنا وأغراضنا إلا أننا جميعاً نتفق على ((إكرام الضيف) لأنه وإن فرقتنا الأهداف والمصالح فيجمعنا بالطبع الدين وتوصياته ومنها إكرام الضيف , ومن خلال هذه المناسبة الرائعة فيجب علينا جميعاً أن نشكر ربنا لإكماله نعمة علينا وتوفيقه لبلادنا الحبيبة باستضافة الحدث الكبير والذي سيجمع كل أبناء الخليج العربي والعراق في أرضنا الحبيبة ولأن الهدف ليس الحصول على الكأس ولكن الأهداف ابعد وأسمى من هذا من خلال إرسال رسالة بأن اليمن جزء من هذه المنطقة لا تتجزأ أبداً مهما حاول الفكر المادي أن يجزئها ورسالة أخرى بأننا نحن اليمنيين قادرين على احتضان أي فعالية رياضية ولسنا كما يروج لها الغير بأننا شعب ضعيف اقتصادي وينعكس هذا الضعف على مستوى قدراتنا الإنتاجية والنجاحية وغيرها , وخلال هذه الأيام الخليجية الرائعة والفعالية المتميزة والتي ستحتضنها بلادي الحبيب وفي منتصف أيام خليجي20 يأتي يوم من أعظم الأيام على الشعب اليمني خاصة وهو يوم تحرر جنوب اليمن من الاستعمار المسيحي البريطاني والذي كان جاثماً على بقعة عظيمة وعزيزة في بلادي الحبيب وكان هو أساس تشطير بلادي الحبيب فهذا اليوم سيوافق الثلاثين من نوفمبر المجيد والذي سيحتفل به بلادنا الحبيب من أقصاه إلى أقصاه بهذه المناسبة , سيحتفل ويتذكر كل شهيد يمني ضحى بنفسه من أجل أرضة وعرضه لأنهم أساس عزتنا وقوتنا واستقلالنا، فلهم جميعاً كل الحب والاحترام والتقدير, فهذه ثلاث مناسبات متتالية أولاهما خاصة بالمسلمين جميعاً وهي (عيد الأضحى المبارك ) وثانيهما خاصة بالجزيرة والخليج العربي وهي (خليجي20) وثالثهما خاص باليمن وحدة وهو (عيد الاستقلال ) فيا له من شهر عظيم هذا الشهر الهجري العظيم (ذي الحجة ) وما يوافقه من الميلادي (نوفمبر ) والذي اجتمعت فيه أفراح كل اليمنيين وبلا استثناء , فلنشد الهمم ونشمر عن السواعد ولننجح هذه التظاهرة الخليجية اليمنية نجاحاً باهراً ولندع إخواننا في الخليج والعراق يتحدثون عن هذه الاستضافة والتنظيم المبهر حتى وإن لم نبهر في فنون الافتتاح والأشياء المصاحبة لها لأن كل هذا يحتاج لإمكانيات مادية ضخمة وهائلة في ظل التدهور الاقتصادي الرهيب لحكومتنا وبلادنا فلابد لنا أن نبهرهم في حسن التعامل وحسن الاستضافة لكل وافد إلينا من دول الجوار , فيجب علينا أن نخلي مدننا اليمنية من كل مظاهر سلبية تؤثر على سمعة وصورة اليمن ونخلي نفوسنا من كل مظاهر سلبية زرعتها الظروف والمشاكل السابقة، لأننا في الأخير نمثل اليمن وشعبه ولا نمثل جهة أو فكراً أو حزباً أو مذهباً بذاته, فاليمن أرضنا نحن وليست ملكاً لغيرنا، فجمالها من جمالنا وعزتنا من عزتها والعكس بالعكس , فلنكن جميعا نحن اليمنيين عند حسن المسئولية وحسن الاستضافة والكرم , ولنكمل أفراحنا الثلاثية على أمل تجاوز كل خلافاتنا ومشاكلنا مستقبلاً وتعود اليمن يمن الحب والحكمة والإيمان كما كانت.. والله من وراء القصد.
Yusef_alhadree@hotmail.com
يوسف الحاضري
عيدنا ثلاثة أعياد 1721