إن كل جيل يطمح لأن يكون الجيل الذي يليه أكثر سعادة منه، ويسعى إلى تهيئة إمكانيات أفضل لبناء الحياة وتعبيدها أمام الجيل الابن، أما مسألة
السماح للشباب بالتجاوز!! في الحقيقة لا بد للجيل الشاب أن يتجاوز ولا بد للجيل السابق أن يتفهم أن هناك متغيرات في طبيعة الحياة.. في المفاهيم ووسائل التعبير، وأساليب التعامل مع المستجدات وفقاً لبديهية نمو الوعي الذي يتطور باستمرار ويقدم الأفضل كما لا بد من جيل الآباء أن يعترفوا بذلك، وأن لا يشددوا السيطرة ويحكموا قبضتهم على الجيل الناهض.. حتى لا يصبح مسخاً.. الأمر الذي يعني إلغاء وجود هذا الجيل، وحدوث تناسل غير مجدٍ، يسقط التطور يقف في وجه الحياة..وتلك حقائق لا مناص من التسليم بها.
فعلاً شباب اليوم يعيشون أوضاعاً لا يحسدون عليها، فهم محكومون بقيود خارجة عن إرادتهم ومفروضة عليهم بحكم تلك التطورات التي حدثت وتلك الأعداد الكبيرة من الطلبة الجامعيين الخريجين إلى مصير غير واضح هو إلى أين بعد التخرج من الجامعة؟ وغيرها من الحاجات والأعباء التي تقض مضاجعهم "العمل" "الزواج" "السكن" "العيش" وغيرها من الطموحات ولكنها تصطدم بواقع لا يساعدهم على تحقيقها .. مع أن معظمها حق لهم ومسؤولية تحقيقها يقع على كاهل السلطات في كل زمان ومكان.. ومن حق الشباب أن يتزوج ويبني أسرته إسهاماً في بناء المجتمع القادم.
نعم يتفق معي الكثير.. أن الشباب يعيشون أوضاعاً صعبة، لكن هذا لا يعفيهم ولا يلغي مسؤولياتهم في مواجهة هذه المعوقات بكل الطرق التي تهيئ الاستقرار للوطن والنمو وتشكيل البنية التحتية للمجتمع التي ستقود بدورها إلى بنية ناضجة وواضحة الأهداف والسبل، وأما أن يكون ذلك مسؤولية الجيل السابق.. فهو ما يصعب الإقرار به.
فهد علي أحمد
شبابنا.. والمستقبل الضبابي 2457