;
ناصر يحيى
ناصر يحيى

المصريون يستعدون للانتخابات بهتاف: الله حي.. التزوير جاي! 1650

2010-11-18 02:20:35

بدأت الانتخابات المصرية.. وبدأت معها أعرق ممارسات تزوير في تاريخ المنطقة العربية! وهو تزوير لا يليق بـ(أم الدنيا) ولكنه صار كالأهرامات والنيل والسد العالي والقناطر الخيرية.. ماركة مسجلة باسم التقاليد المصرية في العمل السياسي!

في الانتخابات النيابية الأخيرة أشرف القضاء المصري على العملية الانتخابية؛ وكانت النتيجة أن المعارضة المصرية حققت أكبر اختراق في تاريخها.. ولذلك كان من أول قرارات تعزيز الديمقراطية بعد الانتخابات هو إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات وإعادة الأمر إلى وزارة الداخلية.. ولسان ديمقراطيتهم يقول للمعارضة: أكلك منين يا بطة.. أكلك منين!

الانتخابات القادمة ستكون مصيرية بالنسبة للحزب الحاكم، لأن البرلمان القادم هو الذي سيتحكم في الانتخابات الرئاسية القادمة! فالوضع يشبه الوضع في اليمن السعيد.. وكلا الحزبين الحاكمين في مصر واليمن غير مستعدين للسماح بحدوث مفاجآت كما حدث في الماضي! ومن أجل ذلك بدأت مرحلة الانتخابات المصرية ومعها كل الممارسات (الديمقراطية الخالدة) والتي تنبئ بأن (العصر) الديمقراطي سيكون على أشده هذه المرة!

من ضمن الترتيبات الجديدة؛ منع استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية.. المقصود هو شعار (الإسلام هو الحل)! والمبرر هو الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم توتير العلاقة مع المسيحيين.. بالإضافة إلى العذر التاريخي الذي تردده الأنظمة العربية هو: عدم استغلال المشاعر الدينية للمواطنين!

والثابت أنه لا يوجد بين البشر من يستغل المشاعر الدينية للناس مثل الحكام العرب.. ومع ذلك هم أكثر الشاكين من ذلك!

shape3

والديمقراطية ليس فيها ما يمنع استخدام شعارات انتخابية ذات مضمون ديني.. وهذه الانتخابات تجري في أوروبا وتشارك فيها أحزاب تسمي نفسها (مسيحية).. وفي أكثر من بلد أوربي نظمت حملات انتخابية على أساس ديني وتبنت شعارات توتر العلاقة مع المسلمين! مثل منع النقاب، ومنع بناء المآذن، ومنع رفع الأذان، والمتطرفون الأوربيون يخوضون الانتخابات ببرامج تطالب بطرد المسلمين وترحيل المهاجرين القادمين من العالم الثالث! ومع كل ذلك لا أحد يمنعهم من الكلام ورفع الشعارات!

فقط عندما يكون الأمر متعلقاً بالإسلام ترتفع مستوى الحساسية من شعار (الإسلام هو الحل).. وللعلم فإن الدستور المصري فيه مادة تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع في مصر.. أي أن الذي يقول (الإسلام هو الحل) يتفق مع الدستور فهو يريد تطبيق هذه المادة!

وفي مصر –كغيرها من الأنظمة العربية- تخالف السلطة الدستور والقوانين كما تشاء ووقت ما تشاء وأينما تشاء.. ويظهر كبار المسئولين وهم يؤدون الصلوات الخاصة كالعيدين والخشوع على وجوههم.. وتنقل القنوات الفضائية صلواتهم للملايين كدعاية بأنهم متدينون صالحون! وتسخر كل إمكانيات الدولة لصالح الحزب الحاكم والزعيم الضرورة! ومع ذلك لا يرون في ذلك مخالفة للدستور والقوانين.

ليس هناك جديد في الحملة الصليبية في مصر على الإسلاميين.. وكل الاتهامات تتكرر حتى صارت مملة.. وقد بدأت في رمضان بمسلسل (الجماعة) التحريضي عن الإخوان الشيخ حسن البنّا الذي كان مدرساً في المرحلة الابتدائية ومع ذلك ما يزال أكثر شخصية مؤثرة في تاريخ مصر المعاصر حتى الآن.. يتبع الملايين في وطنه وفي كل أنحاء العالم تعاليمه ونهجه في فهم الإسلام.. والزعماء الآخرون قلما يذكرهم أحد إلا في المناسبات.. والأحياء منهم لا يقدرون على إقناع إنسان أن يستمع خطاباً أو يقرأ مقالاً لهم! وكلهم لا يجد من المصريين إلا النكت تشرشحه على الملأ!

العداء الرسمي المصري للإسلاميين تجاوز كل حد ومعقولية.. ويروي الدكتور وجدي غنيم حكاية ظريفة عن كيف تتعامل أجهزة الأمن مع المسلمين والمسيحيين؛ ففي المطار يرحب الضابط المصري بالقساوسة القادمين من السفر قائلا: (أهلاً ياأبونا.. شرفت ياأبونا.. اتفضل يا أبونا) فإذا رأى مسلماً ملتحياً بادره قائلاً: (على جنب يا أخونا)!

وفي التسعينيات نشرت مجلة روز اليوسف المصرية – المشهورة بعدائها لكل ماهو إسلامي- تقريرا عن دراسة مصرية حول النكت الطائفية التي يتبادلها المسلمون والمسيحيون-وفق الدراسة- ويعبرون بها عن مشاعرهم تجاه بعضهم وتجاه ممارسات بعضهم ضد بعض!

الشاهد هنا أن التقرير استعرض مجموعة من النكت كلها تدين المسلمين وتسخر من اضطهادهم –المزعوم- للمسيحيين الذين يبدون أبرياء ولا المهاتما غاندي.. واستغل كاتب التقرير كل نكتة ليؤكد على سوء المسلمين وتعصبهم ورفضهم الاعتراف بالآخر! نكتة واحدة فقط أوردها التقرير كانت من النوع الآخر الذي يظهر تعصب المسيحيين ضد المسلمين وعدم احترام خصوصيتهم الدينية.. ومع أنها كانت بيضة الديك إلا أن الكاتب لم يوجه بسببها كلمة واحدة ينتقد فيها التعصب المسيحي، كما فعل في بقية النكات.. وسأورد ما قاله ولكن بعد أن أسرد النكتة والتي تقول: إن مجموعة من العمال المسلمين البسطاء كانوا يعملون مع مقاول مسيحي.. وكان العمال ينشدون أثناء العمل العبارات المشهورة التي يرددها كثير من المسلمين في بلاد الإسلام.. فقد كانوا يعملون وهم ينشدون (هيلا هيلا.. صلي على النبي)..فاغتاظ المقاول المسيحي من النشيد وأمر العمال المسلمين بالكف عن ترديده مهدداً إياهم بالطرد.. لكن العمال احتالوا على الأمر وكتبوا على الحائط عبارة (صلي على النبي) ثم استأنفوا عملهم وهم ينشدون: (هيلا هيلا.. بص للحيطة).

تعليق الكاتب كان هو الأسوأ؛ فبدلاً من إدانة التعصب المسيحي– كما فعل مع التعصب الإسلامي- علق على النكتة قائلاً.. وهكذا استطاع أبناء البلد الأصلاء أن يتجاوزوا المشكلة بهذا الأسلوب اللطيف!.. ثم ولا كلمة عن التعصب ورفض الآخر!

تقشف.. ألماني!

لا يمكن حصر المرات التي قررت فيها (الدولة) التقشف في مصروفتها مثل منع سفر المسئولين إلا في حالات الضرورة القصوى وبإذن خاص من مجلس الوزراء! لكن الذي يحدث أن (الدولة) تصدر قرارات التقشف الخاصة بالمسئولين والمواطنين ولا يبقى منها إلا تلك الخاصة بالمواطنين.. أما المسئولون من شتى الأصناف فهم يتقشفون في القلب.. ويظلون يمارسون وظيفتهم المشهورة في إنفاق أموال الدولة دون اعتبار لأي قرارات تمنعهم من ذلك!

آخر سفريات الوزراء تمت خلال الأسابيع الماضيين.. فقد سافر الأخ وزير التعليم الفني والتدريب المهني إلى ألمانيا في زيارة رسمية استمرت عدة أيام!

الهدف من الزيارة كان على النحو التالي:

1- متابعة(!) ماتم الإتفاق عليه مع الألمان بخصوص تدريب عدد من المدربين اليمنيين في مراكز التدريب الألمانية.

2- حضور المعرض العالمي الخاص بالتجهيزات والتقنيات الحديثة الخاصة بالتعليم الفني!

تأملوا الآن في هذين الأمرين؟ هل يستحق ذلك أن يسافر وزير - مؤكد بصحبة مرافقين- إلى ألمانيا، متجاهلاً سياسة التقشف وربط الأحزمة؛ ومن أجل أن يتابع اتفاق تدريب؟ ألا يوجد هاتف دولي في الوزارة للاتصال بألمانيا والسؤال عن الاتفاق؟ ثم لماذا ابتكرت –إذاً- البشرية السفارات والقنصليات والملحقين في شتى المجالات الذين يمثلون بلادهم ويرعون مصالحها ومصالح مواطنيها.. ويكفون بلادهم ما همهم من تطوير العلاقات مع الآخرين؟

خذوا مثالاً؛ الولايات المتحدة والدول الغريبة؛ فرغم علاقاتهم الحيوية مع بلادنا.. فإنه من النادر أن يـأتي مسئولون بدرجة وزراء لزيارة اليمن.. ليس لأنهم لا يحبون السفر..و لكن لأن لديهم سفارات تقوم بكل شيء، وأيضا لأن اليمن ليست في قلوبهم كما هو حال المسؤلين اليمنيين!.. وإذا جاءوا فإن السبب يكون مهماً وخطيراً وليس لمتابعة(!) اتفاق تدريب!

أما حضور المعرض العالمي فهو عذر فني.. فلماذا يذهب الوزير ولا يذهب الفنيون والمختصون؟ ثم إن (الانترنت) في هذا الزمان يوفر فرصة للإطلاع على التقنيات والتجهيزات في كل مجال دون مشقة ودون صرفيات ودون فراق الأحبة.. والحرمان من نسيم الوطن!

الشيخ.. غاندي!

ذرفت عيون بعض قراء الصحف (المستقلة) التي نشرت خبراً عما حدث بين النائبين الإصلاحيين (محمد ناصر الحزمي وعبدالله العديني) والنائب المؤتمري (سلطان البركاني).. فقد ظهر الإصلاحيان متطرفين عدوانيين ضد (البركاني).. بينما ظهر (سلطان) في الصحف المشار إليها: هادئاً، منطقيا،ً وديعا،ً عفيف اللسان، حريصاً على وحدة مجلس النواب والشعب والوطن والأمة، ومتسامحاً وكأنه المهاتما غاندي أو الأم تريزا.. ولم يكن ينقص إلا أن يقال إن (البركاني) واجه الهجوم ضده على طريقة بلال بن رباح وهو يعذب في صحراء مكة قائلاً: (أحد.. أحد)!

السر وراء هذه الصورة المزورة يمكن فهمه في المثل المعروف:إن لله جنوداً.. من سفريات!

إنقاذ.. الشعب اليمني!

بعد ماحدث مع الطالبة حنان السماوي.. وما حدث قبلها مع الكثيرين الذين اعتقلوا على ذمة الحرب ضد القاعدة وغيرها.. وبعد ما حدث في المناطق التي قصفتها الطائرات الأمريكية في أبين ومأرب ورازح ضحيتها الأبرياء.. بعد كل ذلك فلا يوجد إلا حل واحد ينقذ أرواح اليمنيين إذا قرر الرئيس الأمريكي (أوباما) بالفعل القضاء على القاعدة في اليمن بمفردهم أو بالتعاون مع الحكومة اليمنية.. الحل هو تجنيب الشعب اليمني ماسأة ما يحدث في أفغانستان وباكستان وما حدث في بلادنا..و الإسراع بترحيل الشعب اليمني عن بكرة أبيه إلى خارج اليمن (حبذا أوروبا وأمريكا واستراليا).. واستضافتهم على حساب ميزانية الحرب على الإرهاب حتى ينتهي «أوباما» من القضاء على القاعدة في اليمن!

هذا هو الحل.. أما شن الحرب بالطريقة التي حدثت وتحدث الآن.. فإن «أوباما» سيقضي فقط على الشعب وليس على القاعدة.. يساعده في ذلك الحكومة اليمنية التي لا تعرف أجهزتها كيف تلقي القبض على بائع متجول دون أن يتحول الأمر إلى معركة يسقط فيها قتلى وجرحى!

شيء من الشعر:

إذا ابتليت بخصم لا خلاق له

فكن كأنك لم تسمع ولم يقلِ

أحلى الكلام..

عندما حاصر المتمردون منزل الخليفة عثمان بن عفان –رضي الله عنه- رموه وهم يتصايحون (الله قتله.. الله هو الذي يرميك).

فرد عليهم: كذبتم.. لو رماني الله ما أخطأني!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد