يبدو أننا في زمن التناقضات في كل شيء، ليس في قرارات وخطط الحكومة فحسب، حيث تتحدث عن الكهرباء النووية وعبر الرياح وغيرها في وقت تزداد فيه الانطفاءات للتيار الكهربائي في مختلف محافظات الجمهورية... تتحدث عن الترشيد في الإنفاقات ، ويلاحظ ارتفاع معدل سفريات معالي الوزراء إلى الخارج وشراء السيارات وغيرها ذلك.. تتحدث عن إنعاش القطاع الاقتصادي وعن مشاريع تنموية في الوقت الذي يهرول فيه الريال اليمني إلى أسفل سافلين وترتفع أسعار المواد الغذائية ومواد البناء وغيرها ويتراجع سعر الصرف وتظل تلك الأسعار مكانها.
تتحدث الداخلية عن عمليات نوعية في محاربة الإرهاب والقاعدة ونتفاجأ بين الحين والآخر بالتفجيرات والطرود والعمليات الانتحارية واستهداف رجال الأمن إلى غير ذلك. وكذلك هو الحال فيما يخص عناصر التمرد الحوثي كما سمعنا في حرب أولى وثانية وثالثة وعن العزم على تطهير كآفة مديريات صعدة منها.. نتفاجأ توسعها في الثلاث المحافظات، واستمرار نكثها للاتفاقيات والعهود والالتزامات السابقة ومواصلة عملياتها الإجرامية ضد أبناء محافظة صعدة وأبطال القوات المسلحة المرابطين في تلك المحافظات.
ومن بين كل هذه التناقضات فيما يخص محافظة إب والتي تعد المحافظة الثالثة على مستوى الجمهورية فيما يخص عدد السكان.. إلى جانب السياحة في هذه المحافظة ذات المناظر الخلابة خاصة في فصل الصيف والمعالم الأثرية والتاريخية والموروث الشعبي المتنوع فيها ومختلف المقومات السياحية إلى الحديث في أكثر من محفل عن إعلانها عاصمة سياحية لليمن.
وخلال السنوات الماضية أقيمت ثمانية مهرجانات سياحية في هذه المحافظة واعتماد خطط استثنائية لهذه المحافظة الأولى بعشرة مليار ريال والثانية التي اعتمدت مؤخراً بمائة مليار ريال ، إلى جانب تنفيذ المشاريع المحلية المختلفة.. لكن كل! ذلك ورغم الجهود لإعلانها عاصمة سياحية، إلا أن أبناء المحافظة لا زالوا يضطرون في أيام الأعياد والمناسبات والإجازات للسفر إلى مدينة تعز للترفيه عن أبنائهم وأسرهم في الحدائق والمنتزهات، ورغم حجز أراضي في إب لإقامة حدائق إلا أن هنالك أياد خفية تسعى دائماً لعرقلة عمل مشروع حديقة عامة في مدينة إب تليق بها كعاصمة سياحية أو المحافظة السياحية الأولى في اليمن، لا تلك الأحواش التي يسميها المجلس المحلي بالمحافظة حدائق ويستغل أصحابها المناسبات هذه لابتزاز أبناء المدينة من ذوي الدخل المحدود والغير قادرين على السفر إلى مدينة تعز أو عدن أو الحديدة برفع أسعار التذاكر.. وغير ذلك دون أدنى رقابة من قبل محلي إب، وهي حدائق يلاحظ فيها الازدحام بحضور ثلاث أو أربع أسر وكافة ألعابها لا يتوفر فيها الصحة والسلامة مثال ما يسمى بحديقة "سرت" وما دام الأراضي محجوزة منذ عشرات السنين تحت مسمى حدائق، كأرضية حديقة المعاين وحديقة المحمول وغيرها والخطط الاستثمارية ذات المليارات متواصلة، فأين العراقيل التي تمنع إقامة حدائق عامة في عاصمة المحافظة؟! خاصة وأن موضوع التعويض لأصحاب الأراضي يجده الكثير عذر غير مقنع.
فهل ننتظر من قيادة المحافظة إجراء صادق في تنفيذ سريع لهذا المشروع الذي يعد مطلباً لكافة أبناء المحافظة بدلاً من أن تتعرض الأراضي المحجوزة باسم حدائق للاغتصاب لتذهب إلى المتفيدين وما أكثرهم في هذه المحافظة.
??