شاهدت الأسبوع الماضي على قناة اليمن الفضائية "بشفافية" الذي كرس للحديث عن التحديات الإعلامية ودور الصحفي الحق ومسؤوليته تجاه شعبه ووطنه فتملكتني الرغبة في الكتابة عن هذا الموضوع الحيوي الهام باعتبار أن الكلمة لها الدور الفعال والبارز في الارتقاء بالمجتمعات وإصلاح الكثير من الأخطاء والاختلالات في الدوائر والوزارات، مادام الهدف منها سامياً ومكرساً للدفاع عن قضايا هامة تعود بالفائدة والنفع على الوطن والمواطن على حدٍ سواء.
وبما أن الإعلام رسالة سامية ومهنة جليلة فالإعلامي الحق هو الذي يشحذ قلمه وهمته ويحسن اختيار كلمته التي تؤدي دورها في المجتمع من دون المساس بالثوابت الوطنية التي لن تخدم سوى أعداء الوطن والأمة الإسلامية.
ولذلك فعلى الإعلامي مسؤولية عظيمة سيما وأنه يمتلك وسيلة مؤثرة في الرأي العام بأن يوجهها الوجهة الصحيحة في الخير وللخير ولا غير، من تحبيب الإئتلاف وتبغيض الاختلاف وشد بنية المجتمع وتقوية أواصره فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً فإن شعر في نفسه ضعفاً أو نزغه شيطان فليستعذ بالله منه حتى يحقق الهدف المنشود من إثارة هذه القضية أو تلك وتحديد جوانب القصور في أداء هذا المسؤول أو ذلك وإدانته محلياً، لا أن يجتهد بشكل أو آخر للإساءة لوطنه الذي يستمد منه عزته متناسياً أن عليه حق الدفاع عنه والارتقاء به وتضميد جراحة بكشف فاسديه ونصرة مظلومية وإحباط كائدية.
وكم هو مؤسف أن يبحث الإعلامي عن الإثارة في نقل الخبر دون مراعاة لتوعية المادة سواء كانت صالحة للتسويق أم غير صالحة وهوما تطرق إليه الأستاذ/ النهاري في سياق حديثه وهذا بدوره أعاد إلى خلدي ما قام به بعض مراسلي القنوات الفضائية الخارجية من إرسال مواد تافهة بل وبصورة مبالغ فيها وعلى الهواء مباشرة وبأسلوب عجيب ومثير يدفعك للتساؤل عن الحكمة من وراء تشويه صورة وطنك في الخارج بهذا الشكل المقزز والمنفر وكأن التصرف الغير حضاري الذي قام به عمال النظافة وما نجم عنه من فوضى مادة دسمة وساخنة لا تحتمل التأخير لمصير تلويث الشوارع عنواناً براقاً باعتباره نوعاً من استعدادات خليجي عشرين في محافظة أبين وكأن المحافظة لا تعيش إلا في فوضى وهمجية دائمة واللوم لا يقع على عمال النظافة بقدر ما يقع على المجلس المحلي الذي اكتفى بموقف المتفرج حتى وصلت المدينة إلى تلك الحالة المزرية ليجد ذلك التصرف المشينة والسلوك المهين ووجد صداه بصورة عاجلة.
إذاً فليحمد الله المواطن في أبين مادام الإعلام قد كرس كل طاقته لنقل همومه ومشاكله وصور احتجاجه الهمجية والعفوية إلى من يبحث له عن الحلول والمعالجات في دول الجوار فليهدأ ولتقر عينه مادام لدينا إعلاماً ناجحاً ومبتكراً لحل معضلة الكهرباء والمياه وطفح المجاري على الهواء.
هذه الكاميرات التي جعلت أكبر همها البحث عن جوانب التقصير أو الإساءة بنقل مشكلات داخلية محلية وتافهة ماذا كان سينقصها لو جعلت جل همهما إلغاء صورة اليمن المشوه وحصرت على نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في اليمن من استعدادات وجهود لإنجاح خليجي عشرين وركزت كذلك على ما تشهده المحافظة من تحسينات؟؟!.
فما أحوج وطننا اليوم إلى جهود أبنائه للقيام بواجبهم لأنهم جزء منه ومحسوبين عليه سلباً أو إيجابياً لا أن يبادروه بالخذلان في أوج احتياجه إليهم لنقل صورة مشرفة لضيوفه الكرام ترغيباً وترحيباً، فهل سيفعلون سيما وأن الكرة مازالت في ملعبهم.. وللحديث صلة.