عباس غالب اسم له معناه الطيب بحضوره الكبير في الصحافة الوطنية، قلم تمرس على الوفاء والشجاعة النادرة، وخاطب بصدق الحقيقة كما هي وقدمها للقارئ الذي أخذ ينفاح من قلمه ما يشده إلى مفاهيم وطنية فاعلة ومؤثرة وقوية.
وعباس غالب مدرسة في الصحافة اليمنية حين يأتي الباحث على بعض منها يجد أنه من الاستحالة بمكان القفز على هذا القلم الرائع باعتبار أن ذلك القفز خيانة للصحافة اليمنية.
وعباس غالب الذي يعاني اليوم من آلام مرضية شديدة، هو ذلك الإنسان الذي تجده على الدوام باسماً، ودوداً، هكذا عرفناه أكان في الصحة أم في المرض وهو اليوم في معاناة شديدة يجعلنا نتحسس ذواتنا ونسأل هل نحن أوفياء مع هذا القلم الرائع على الدوام؟ هل نذكر ما قدمه من روائع في كتاباته التي كانت وما تزال الفعل الخلاق الذي يسمو على كل الصغائر ويبحث فقط في الوطني بصرامة لا يقدر عليها أحد سواه.
عباس غالب هذا الكنز المعرفي الذي يعطي بسخاء ويفيض على الوطن بالرائع من الحرف هو اليوم في حالة تجعلنا أكثر قلقاً إن لم نعره اهتماماً وندفع وبقوة لعلاجه في الخارج وذلك أضعف الإيمان مع زميل رأينا فيه ما يستحق الحياة في هذا الوطن وما يمنح العافية لنا جميعاً، إذ أنه بمرضه يصيبنا بالألم الشديد ويجعلنا ندخل منطقة الكآبة لأن ثمة رائعاً يعاني في سرير المرض الكثير من الآلام، وثمة أصدقاء ينامون قريري العين.
إذاً كيف لهذه الصداقة أن تكون في مستوى نبل الأخلاق وقيم الوفاء؟! كيف لنا أن نبقى على تساؤلٍ فقط عن حالته ولا نعمل شيئاً في اتجاه معالجته؟!
عباس غالب قلم يحُترم وإنسان صادق لا يحمل الضغينة والحقد على كائنٍ من كان، ولا يعرف غير نقاء السريرة والحب للجميع والصفح لكل من يسئ إليه.
هو الآن.. عباس غالب يرقد في مشفى العرضي في العناية المركزية يقلقنا تماماً.. يجعلنا نعلق كبير أملنا بعد الله تعالى على فخامة الأخ/ الرئيس في أن يقدم لهُ الرعاية التي يستحقها، فلطالما كان وفياً للوطن وقيادته السياسية وشكّل بحضوره مدرسة صحفية متميزة وعبّر بجرأة ووضوح عن مواقف شجاعة من النادر في ظروف حرجة أن يعبر عنها غير الأوفياء والصادقين.
عباس غالب نزيل مشفى العرضي بكليتين متوقفتين وساعات حرجة يشكل ألماً لنا جميعاً، إننا معه ندعو الله له بالصحة والعافية وأن يقيل عثرتهُ وأن نجد في الزملاء وفي مقدمتهم الأستاذ الصحفي عبده بورجي ما يمنحنا روعة الوفاء كباعث أمل للوسط الصحفي برمته.
وللجهات المختصة نقول: عباس غالب لم ينل ما يستحقه من تكريم أو حقه الوظيفي، فقد ظل مظلوماً في صمت شديد يحرج وطناً بأسره، وحان الآن والآن فقط أن تقف الجهات المعنية بمسؤولية أخلاقية إزاء هذا القلم الأنيق.. على الأقل في إخراجه من راهنه الصحي وتلك أكبر خدمة نقدمها للوسط الصحفي، فهل نتعشم خيراً؟ نرجو ذلك.