ظهرت في الفترات الأخيرة حركات وأفكار وتوجهات شيعية ومذهبية تمس الجانب الديني أكثر منها الجانب الحياتي , ومن هذه الأعمال ما نسمع عنها ( لأني لم أشاهدها إطلاقاً ) عن مسلسلات درامية تحكى فيها قصص خير من خلق الله قاطبة وخير من سجد وعبد لله وخير من وحد الله وشهد بالوحدانية والإلوهية والربوبية لرب العالمين , مسلسلات درامية تقص فيها حكايات من اصطفاهم الله جل وعلاه من بين خلقه أجمع ليحملوا كلمته ورسالته للناس أجمعين , اختارهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا رسلا ومبشرين وحاملين دين الله في الأرض ويتكلمون بكلام الله ويهدون بهدية ويخرجون الناس من ظلم الفكر والعقيدة إلى نور العقل والدين في الدنيا , خلقهم الله ثم اختارهم ليصطفيهم من بين خلقه أجمع، ليكونوا وسيط بين الخالق والمخلوق بين المعبود والعابد ليقولوا للناس أجمع على مر العصور والدهور بأن الله الخالق أحق بالعبادة والربوبية والإلوهية دون غيره, وعندما نجد مثل هذه الاصطفاء والاختيار من رب العالمين لهذه الشريحة من الخلق فهذا الشرف ولا شرف بعده وهذا السمو لا سمو بعده وهذه الرفعة والمدح والرقي ولا شيء بعده , وعندما يكون لبعض الخلق من دون الأنبياء والمرسلين الأخيار شرف لمن عاش في حياتهم ونصر الدين منهم وآمن بالرسالات شرف النظر والسمع والجلوس معهم وبين أيديهم ونصرتهم فهذا شرف عظيم جداً جداً أعطاه الله لبعض الناس دون البعض، ونحن ممن لم ننال هذا الشرف والرفعة من التواجد في عهد أي نبي وخاصة نبي الله وخاتم المرسلين والأنبياء أجمع محمد بن عبدالله عليه وعلى جميع أنبياء الله الصلاة والسلام، لكن يكفينا شرفاً ورفعة أننا من أتباع هذا النبي العظيم ويكفينا فخراً أننا عباد لله وأننا مسلمين ومؤمنين بالله وقد فضل الله كل عصر ودهر بأفضال ومميزات تختلف عن الغير , ومن هنا نسأل الله أن يجعلنا ممن يتقبلهم يوم القيامة وممن ينظر لوجهه الكريم في الجنان مع جميع من اصطفاهم من الأنبياء والمرسلين، لأننا فقدنا لذة النظر لوجه نبياً من الأنبياء في هذه الدنيا , ومن هنا بدأت الحكاية والرواية لضعاف النفوس بل لعديمي الدين والملة ومن لا دين لهم من مذاهب تدعي زوراً وبهتانا انتمائها لحضيرة الإسلام الحنيف من المتشيعين الأغبياء والأفكار المنحطة والتوجهات الرخيصة والأهداف الفاضحة والواضحة والسخف الفكري العقلي والذين اتجهوا اتجاهاً مغايراً عن أعداء الله السابقين في طرقهم وأساليبهم لمحاربة الله في الأرض، وقد فاقوا بهذه الأعمال قائدهم الدنيوي على مر التاريخ (إبليس اللعين ) ومن هذه الأعمال إنتاجهم لبرامج درامية ومسلسلات فيها تجسيد واضح للأنبياء والمرسلين في حلقاتهم وظهور مجسد لأنبياء الله في هذه القصص , يأتون بأشخاص ممثلين ليكونوا هم أنبياء الله في هذه المسلسلات في تطاول لم يسبق له مثيل إلا في عصور الردة بعد أن لحق نبينا الكريم بالرفيق الأعلى من مسيلمة الكذاب وأسود العنسي باليمن وغيرهما, فهاهم يجسدون هؤلاء الأنبياء في اتجاه وتصرف دنيء وسخيف ومنحط لا قبل له , فنسمع تارة بأن التلفزيون التابع لجهة ما تبث هذه الأيام مسلسل يوسف عليه السلام وقد جاءوا بممثل واطئ وسافل وحقير ليتقمص دور نبي الله في هذا العمل ويتكلم بلسانه ويفكر بعقله ويعمل بعمله ويقول أنا نبي الله يوسف, وتارة نجد امرأة لا تعليق عليها وعلى حياتها الاجتماعية تترهب وتتقمص دور الشريفة التي أحصنت فرجها وتقول أنا (مريم بنت عمران ) من أختارها الله عن جميع نساء العالمين ومن أحصن الله فرجها ولم يمسها بشر ومن نفخ الله من روحه فيها و جعل الله منها نبي كريم من أولي العزم المسيح عيسى ابن مريم , وأيضا ظهور ممثلين كانوا من قبل يمثلون في أفلام ومسلسلات عن الحب والغزل والحقارة والتفاهة، ثم تأتي الفرص ليجسدوا أنبياء الله كعيسى ثم زكريا ويحيى وغيرهم أجمعين، والأكثر تخوفاً ورعباً أن نجد في القريب العاجل تجسيداً لخير الخلق أجمع محمد صلى الله عليه وسلم , وهذا غير مستبعد إطلاقا، فقد استباحوا أجساد وأفكار كل الأنبياء وما محمد إلا رسول من رسل الله, ومن هنا نجد السخف الشيعي والمد التشيعي وخطره الواضح الفاضح ليس فقط على الدين الإسلامي ومعتنقيه، بل على البشرية أجمع فعندما نستنكر جميعا قيام إنسان تافه وحقير برسم الرسول الكريم فهؤلاء يتجهون اتجاهه ولكن بأسلوب أخطر وأفظع، فهذه خطر الشيعة ومتشيعيها في هذه الأرض من الذين يسعون دائما لهز الأمة الإسلامية بكل الأساليب والأفكار والاتجاهات وبدون كلل أو ملل أو بخل وشح, والأكثر حزناً من هذا ويحتاج لوقفة صادقة جادة منا جميعاً وجود قنوات غير شيعية تبث هذه السخافات الدرامية لهذه الشريحة الشيعية والسبب بعدما وجدت قاعدة عربية إسلامية مشاهدة ومتابعة لهذه المسلسلات وبشكل رهيب، فكان لزاماً لهذه القنوات التجارية إرضاء رغبات الجمهور ولو على حساب معتقداتهم ورضا ربهم , وإذا عذرنا هذه القنوات التي لا دين لها ولا إنسانية فمن يعذر المشاهد العربي لهذه البرامج , من يعذر كل من يؤمن بالله ورسله جميعاً، الذين دائما يتتبعون هذه البرامج بل ويجادلون كل من يقول بتحريم مثل هذه البرامج ولسان حالهم (نستفيد من قصص الأنبياء السابقين ) فكيف تستفيدون ممن سبقونا من الأمم بفكر وإخراج وتمثيل أناس هم أنفسهم غير مستفيدين من هذا الدين ومن الأديان السابقة ولو كنتم بالفعل تبحثون عن الاستفادة الحقيقية فعليكم بكتاب الله وكل ما ذكر فيه , فهل تقرأون القرآن وتتدبرون أحكامه وتعتبرون من كل شيء ومن قصص القرآن يا من تبحثون عن الاستفادة أم أن الموضوع جدال ولا غير, هل تقرأون كتب التفسير لأنها ربطت بين القرآن الكريم كلام الله جل وعلا وبين السنة وأحاديثها كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرت فيها قصص كثيرة ولكن ليست للمتعة وإنما للعبرة فالله سبحانه وتعالى يقول في آخر سورة يوسف والتي وصفها (بأحسن القصص ) يقول ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)، بمعنى لن يعتبروا أو يستفيدوا أو يتبعوك يا محمد مهما قصصت عليهم القصص, ومن هذا المنطلق لا نستغرب أبداً من نجاح هذه المسلسلات الدرامية الهدامة للدين الإسلامي على الإطلاق، فقد وجدنا مسلسلات تركية كانت فاشلة في أرض الأتراك الإسلامية ونجحت نجاحاً لا قبل له في أرض الإسلام العربي، بل أن الموضوع انتقل ليكون روتين في حياتهم، استبدل بأوقات الصلوات الخمس وحلت مكانها أوقات الدراما والمسلسلات سواء التركية والتي هدت المجتمع العربي أو الشيعية المجسدة للأنبياء والمرسلين والتي ستهد الفكر والعقل العربي، لأن الواضح والظاهر أوضح لنا وأظهر بأن الإنسان العربي متابع من الدرجة الأولى لكل مسلسل خارج عن النص، بل ومتأثر بها ولله در شيخنا القدير المفكر الإسلامي الدكتور/ عائض القرني في مقولته المشهورة ( بأن الإنسان العربي يخلف عشرة من الأبناء تجدهم يأكلون الفصفص في زوايا الدواوين، متسمرين أمام التلفاز ببلاهة مفرطة والإنسان الغربي يخلف اثنين من الأبناء أحدهم يخترع الصاروخ والآخر يصعد به للقمر )) ويا لها من مفارقة عجيبة بين من يحملون العقيدة السمحاء وغيرهم، فقد نسينا الله بتصرفاتنا وتغابينا ولهثنا وراء كل خاطئ فأنسانا الله أنفسنا, فأفيقوا يا أمة خير البشر وحاربوا مثل هذه المسلسلات والبرامج التي تهد العقل والفكر والمجتمع والأدهى تهد الدين حتى وإن كانت مقتبسة من القرآن والسنة، فحرمة الأنبياء والمرسلين من الثرى إلى الثريا، فقد حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم فلا نحلها بأسلوبنا وطرقنا ولهثنا وراء أعداء الإسلام من الشيعة الروافض الاثني عشر به ولا نسمح لكل قناة تستبيح هذه البرامج وتبثها من أروقة أجهزتنا التلفزيونية، لنحافظ على طهارة وقلوب أسرنا وأبنائنا "ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
yalhadree@yahoo.com