يعتبر الدور الذي لعبه "اللورد بلفور" وزير خارجية بريطانيا سابقاً في إقامة الدولة الصهيونية من خلال وعده الخطير في مثل هذا اليوم الثاني من نوفمبر من أخطر الأدوار التاريخية التي حدثت في العصر الحديث.
وهي قصة مؤامرة كاملة في فتح أبواب فلسطين أمام الصهيونية العالمية.. نعم في مثل هذا اليوم كان وعد بلفور عام 1917م ومنذ ذلك الزمن وحتى الآن والصهيونية العالمية تخطط مع إسرائيل الجرائم والأماني في العودة كما يزعمون إلى فلسطين أرض الأجداد ولسان حال اليهود يقول أسمع يا إسرائيل ، أنصت لصوت قلبك إن ساعة الاستيلاء على فلسطين قد حانت ليس من العقل أن نتركها للآخرين فيستولون عليها، نحن أولى كفانا تشرد وضياع.
في فبراير عام 1918م وصلت الطلائع الأولى من هذه الفرقة إلى فلسطين يقودها الضابط البريطاني الكولونيل باترسون رافعة راية يهودية عليها النجمة السداسية الصهيونية ومكتوب عليها بالعبرية: "إن نسيتك يا أورشليم نسيتني يميني" هي آية دائماً يذكرونها في مزامير داؤود ضمن الشعارات الدينية الصهيونية ولهذا فلقد استفادت الصهيونية من الأحداث الدولية في الفترة ما بين الحربين العالميتين وعلى إثرها تحددت أهداف بني صهيون بإنشاء وطن قومي لهم باعتبار فلسطين هي الأرض التي عاشوا في ربوعها فترة من الزمن منذ آلاف السنين قبل أن يهيموا على وجوههم في مشارق الأرض ومغاربها.
إذن نجحت الصهيونية في إقامة كيان أجنبي في قلب الوطن العربي في فلسطين بعد أن طردت غالبية سكانها العرب وحصلت على اعتراف من غالبية الدول وبإقرار من الأمم المتحدة.
أما أصل اليهود فيرجع إلى يعقوب ومنه تناسل الشعب اليهودي ويسمون العبرانيون أو العبريون وأحياناً بني إسرائيل نسبة إلى لقب يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
ومن المعلوم أن الصهيونية كانت تجري اتصالاتها من أجل أن تجد وطناً لهذا الشعب اليهودي المبعثر حتى يكف عن التجوال في العالم.. والهدف بالنسبة لهم مطالبة بأية أرض يستطيعون إيواء أنفسهم من البؤس واليأس اليومي.. أية أرض تظل ملكاً لهم لا يستطيع أحد أن يطردهم ونجح وازيمان بمساعدة صديقه بلفور في الحصول من الحكومة البريطانية على وعد يحقق التحالف بين بريطانيا والصهيونية ضد حركة القومية العربية في مراسلات حسين "مكماهون" وأصدر كتاباً بتوقيع بلفور ورد فيه "إن بريطانيا تنظر بعين العطف والرعاية إلى أمل الصهيونية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وأن بريطانيا ستعمل جاهدة بكل ما في وسعها لتحقيق هذا الأمل وستعمل جاهدة على الحفاظ على الأوضاع السياسية لليهود في البلاد العربية".
إن المسؤولية الكبرى والأولى في نكبة فلسطين تقع على عاتق بريطانيا الدولة المحتلة التي عملت على التحريض ضد فلسطين والفلسطينيين.
وذهب يجري بلهفة وسرور ستمائة ألف يهودي إلى فلسطين الدولة الطيبة المتزنة التي يمتلكها مليون وربع مليون عربي أكثر من أربعة عشر قرن وفي الحال أعطي لليهود أراضاً فلسطينية بنسبة 56% من أراضي العرب، أما العرب فأعطي لهم 43% وجعل لمدينة القدس كياناً منفصلاً منزوعة السلاح.
وهكذا احتلت القوات الصهيونية جميع المناطق المخصصة، بالإضافة إلى أجزاء من الدولة العربية وقطاع القدس وقامت إسرائيل على أشلاء العرب، وبعد الحرب احتلت إسرائيل حوالي 80% من أراضي فلسطين وتشرد حوالي 750.000 ألف عربي وغادر منهم البلاد 400000 ألف فلسطيني قبل 14 مايو 1948م، وتم الفصل الأخير من المؤامرة طرد شعب فلسطين من أرضه وإقامة دولة من مجموعة من العصابات الصهيونية لتحقيق حلم كاذب لا أساس له ولا سند من تاريخ أو منطق وبذلك نجح الاستعمار في حرمان شعب فلسطين من حقوقه وأرضه لصالح طائفة دخيلة... وحددت الصهيونية حلمها الكبير بما كتبته على الكنيست وقالت فيه : حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" علينا أن نقيم إسرائيل الكبرى وعلى العرب وبقية العالم الامتثال للأمر الواقع".
وحكماء صهيون ينامون ويقومون على أقوالهم تحت قاعدة: اضربوهم وهم يضحكون، اسرقوا بيوتهم وهم لاهون قيدوا أرجلهم وأدخلوهم السجون واقتلوهم وعلى أنقاضهم أقيموا عرش إسرائيل .. إنهم عرب لا يفهمون!!!
وما دمنا قد حصلنا على وعد بلفور فلقد حصلنا على صفقة قلوبنا وأحلامنا وراحة أجسادنا على أرض الميعاد..
الثاني من نوفمبر في مثل هذا اليوم من كل عام يحرك فينا جذور الذاكرة التي هي فعلاً ليست خامدة .. فحركة الحياة على مرأى منا عبر الأقمار الصناعية وفي شبكات الإنترنت والفضائيات السريعة تجسد ألوان الجرائم، كل لحظة وهم يمارسونها ضد اخواننا داخل أرضهم.. ولا زال الفلسطينيون الطيبون يكابدون ألوان الحصار والعذاب النفسي والمعاناة داخل السجون الإسرائيلية وعلى واقع الأرض بقوة وجبروت وصمود وهي في رؤاهم عملاقة، منشغلون فيها، أي قوة تمتلكها فلسطين، لم يستطيعون القيام بها، في إن فلسطين في رؤانا تحفة من النبل والشهامة تدافع علينا وعلى كل البقاع العربية ولولا فلسطين لتمادت إسرائيل في أخذ أراضينا أيضاً.. فلسطين وحتى اللحظة الراهنة تدافع عن حقوقنا من مكانها وبالفعل أعطيت درساً للعالم كله من هي فلسطين ولسان حالها إلا أرضي أنا اعمل ما شئت يا سارق!!" "إلا أرضي أنا"؟؟.
يارب يا من حرمت الظلم، انصر فلسطين واطرد المغتصب منها وكن معها في كل لحظة وحين، إنك بالإجابة جدير!!.