فعندما تزداد هذه الظاهرة وبشكل أكبر تلجأ بعض البلدان إلى معالجتها بعد وضع عدد من الأبحاث والدراسات عنها وتعميم الدراسات والأبحاث والمعالجات على مختلف الفئات والأعمال من الناس.
فظاهرة انتشار المعاكسات بين الناس وبالذات بين الشباب قد تؤدي أحياناً إلى ارتكاب الجرائم، والحمد لله في بلادنا إلى حد الآن نادراً ما نسمع أو نقرأ عن معاكسة أدت إلى جريمة ولكن تزايد انتشار هذه الظاهرة مؤخراً في شوارعنا وأسواقنا المزدحمة بالناس وفي المواصلات بشكل ملفت للنظر واتباع أساليب لا أخلاقية في مضايقة الفتيات بالذات والنساء قد تؤدي إلى ارتكاب العديد من الجرائم فتدل على انهيار هائل ومتوقع داخل المجتمع.
فقديماً لم نكن نسمع مطلقا عن مثل هذه المعاكسات في مجتمعنا اليمني إلا في القليل النادر.
أما الوقت الحالي فقد أصبحنا نسمع عنها غالباً ونراها أحياناًُ في كل مكان وبعض الناس تصل إلى منازلهم عن طريق الهاتف غالباً.
باعتقادي أن ما يحدث الآن يعود إلى عدد من الأسباب حيث يأتي في مقدمتها تفكك الأسرة الرهيب الذي تعاني منه بعض الأسر فيصير كل فيها غير معني بالآخر وينصب كل جهوده في مجال تلبيه رغباته وتحقيق اهتماماته.
الشيء الثاني والذي يعتبر مكملاً للسبب الأول هو الانفتاح الإعلامي الرهيب ومشاهدة القنوات الفضائية المفتوحة والتي تجعل المثيرات الجنسية التي يتعرض لها الشباب عديدة وبالتالي اللجوء إلى تفريغ الطاقة المكبوتة بداخله والاتجاه إلى الجنس الآخر بمختلف السبل والوسائل والتي منها المعاكسات بالطبع، كما أن غياب عامل الوعي الديني والبعد عن العادات والتقاليد التي كان يتمتع بها مجتمعنا الإسلامي والتي أكد فيها على ضرورة احترام الفتاة ومعاملتها معاملة الأم والأخت والإبنة والزوجة والاهتمام والحفاظ عليها.
فالجهل بالدين يؤدي إلى الكثير من السلوك والتصرفات اللامعقولة والغير متزنة اجتماعياً، كما أن عامل زيادة حجم الفراغ الذي يملئ أوقات طلابنا وشبابنا وعدم التوجيه بالاستفادة من ذلك بالمفيد يعتبر أيضاً من أحد عوامل تشجيع ظاهرة المعاكسات بينهم.
إن ظاهرة المعاكسات تعتبر من أحد ظواهر الأمراض الاجتماعية واتخاذ العقوبة القاسية ليس كفيل بالمعالجة وحده فهناك ضرورة قصوى لعملية التوعية والتوجية.
وهذا ما يجب أن تلعبه عدد من الجهات والوسائل ممن تقع على عاتقهم مسؤولية التوجية والتنوير للمجتمع وأفراده كوسائل في المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والنوادي والاستفادة من اهتمامات الشباب وتوجهها نحو المفيد لهم ولمجتمعهم وابتعادهم عن اهتمامات النزوة ، هذا إلى جانب التماسك الأسري ليعود بالأسرة إلى القيم والتقاليد من جديد.. والله من وراء القصد.