وأي نوع من الحياة هي تلك التي يعيشها ويحياها ذلك الفرد المشرد عن وطنه ومجتمعة وعشريته أن وجد أي أحد نفسه لا قدر الله في مرتع الضياع ومسل التشرد شأن أولئك الأخوة العظماء الأمجاد من أنباء بلاد الرافدين "العراق" الذي ارتضوا الهجرة بعيداً عن وطنهم إلى أوطان أخرى بحثاً عن الأمن والأمان وسلامة الرأس كما يقال وهرباً من موت محقق على أيد المستعمرين أو عصابات النقمة والعذاب أو طوائف الغلو والتطرف وجماعات التمرد والإرهاب والتي عبثت بالحياة في وطن الأمجاد ـ عظماء العرب.
ليجد أبناء هذا الشعب الماجد العظيم أنفسهم وبسبب أهواء ومؤامرات وخيانات وسفالة بعض الفئات والأفراد ممن باعوا أنفسهم للشيطان حيث كانوا ينعقون بنفس نعيق وعواء من نسمع أصواتهم اليوم في بلادنا اليمن والذي يحقرون كل شيء في وطنهم ويطالبون بتدخل استعماري مباشر في بلادهم ويعملون على شق عصا الطاعة وتفتيت لحمة الجماعة وإثارة الأحقاد والشحناء والبغضاء والكراهية وتشويه صورة المجتمع اليمني بأفكار وأباطيل وخزعبلات ودعوات ناقمة، بحيث لا يدري هذا الشعب وخصوصاً منهم فئة الشباب ما هو الباطل من الصواب.
فيحولوهم بفعل ذلك إلى أدوات عبث ونقمة ومعاول هدم وتدمير وسلاح مدمر في يد الاستعمار وأعداء الدين والأمة ليسهل على العدو بعد ذلك كسر حصانة ومناعة هذا الشعب وبتر أطرافه وسواعده وقلع أسنانه وخالبه ثم نتف شعره والسيطرة الكاملة والتامة عليه والتحكم به والعبث بكل شيء فيه على الشكل الذي يريد!!.
فيتشرد بعد ذلك عن وطنهم من أراد النجاة ويهان ويموت من قرر البقاء مرابطاً في وطنه حيث مرتع آبائه وأجداده وتتحول الحياة إلى نقمة وعذاب وقتل وضياع وينهار لا قدر الله كل شيء وينتهي الحال بأبناء هذا الشعب إلى ما هو أشد وأنكى وأضر من حال إخواننا الطيبين من أبناء الصومال الشقيق لأن حالنا وظروفنا الاجتماعية مماثل لإخواننا الصوماليين بداية من وجود التفرقة والطائفة والقبلية إضافة إلى تباينات وصراعات المذهبية والخلافات العقائدية والفكرية، وفوق ذلك حزم من الجهل والتخلق وموروث هائل وكبير جداً من الجهل وعقم الفهم والثقافة، يتبعها أعباء الفقر وقلة الموارد والبطالة وسوء الإدارة وفساد التعليم والتربية.
سيجد اليمنيون لا قدر الله أنفسهم في مسالك من الضياع الذي لا حدود لأسائقه لأن كل تلك البؤر والمشكلات والانقسامات ستحولنا إلى قتلة وانتحاريين ضد بعضنا البعض وسننهب كل الممتلكات وندمر كل المنشئات والمشاريع ونعبث بكل شيء موجود على هذه الأرض ونتحول ـ لا قدر الله ـ في ليلة وضحاها إلى أفقر وأحقر شعب على وجه الأرض، وسنتقاتل فيما بيننا حتى يطير الصوف ويسيل الدم أنهاراً دون أن ندري لماذا نحن نقاتل.
سنموت من الجوع والعياذ بالله وسيصل الحال بالبعض إلى أكل لحوم بعضهم البعض لأنه لم يعد لدينا أي موارد للحياة لا زراعة ولا صناعة ولا غيره كل اعتمادنا على الغرب بينما يمكن إنهاء الحياة بكاملها في هذا الشعب لمجرد حصار اقتصادي من قبل أمريكا ودول الغرب يستمر لمدة شهر واحد فقط.
فيا أخوة.. يا عقلاء يا من لا تفكرون في عواقب الأمور ولا تبعات ما قد يحدث بسبب نعيقكم ونشاطاتكم وأفعالكم الساعية إلى إحباط مسيرة العمل والتنمية وضياع هيبة وسلطة الدولة.
وإشاعة ثقافة الحقد والكراهية وأفكار التمزق والتطرف والفوضوية وويلات الإرهاب والتطرف والتمرد والضياع.
إن اليمن اليوم وبسبب أفعالكم ونشاطاتهم وجرائم عبثكم قد أصبحت على مفرق من طرق الضياع.
فعودوا إلى رشدكم وتنبهوا لخطورة ما قد يصل إليه حالنا في هذه البلاد لو أختلت معايير السيطرة على زمام الأمور وتم لأعداء هذه الأمة وعملاء الصهيونية تحقيق ما يريدون!.
عليكم أن تعلموا أن لا عزة لنا ولا رفعة إلا في أوطاننا ولا قيمة لنا ولكل شيء موجود إن لم يكن الوطن آمناً مستقراً.