ولكن هل هناك مجالاً للتميز في البلاد كما هو المحال في بلدان الآخرين؟
هل هنالك تقدير اً وتقييما للإنسان الذي يعتمد على القدرات والكفاءات والإمكانيات التي يمتلكها ؟
الجواب بالطبع سيكون لا . ولا يمكن أن يختلف معي أحد حول هذا.. تلك هي النتيجة التي تصيبك بالإحباط بصورة مستمرة، رغم أن الإنسان لا يفقد الأمل بالتغيير حتى وإن بد من رابع المستحيلات في بلاد العجائب.
مشكلة عايشتها بين اثنين من أبنائي الأول حاول جاهداً أن يبقى متفوقاُ في دراسته لا يقبل أن تقل معدلاته على التسعين في المائة خلال مراحل دراسته حتى أكمل الثانوية التي كانت نتيجتها فوق التسعين في المائة في إحدى الثانويات النموذجية، بدأ يحس بالإحباط مثل الكثيرين أمثاله عندما لم يجد الفرصة لإكمال طموحاته ومواصلة الطريق التي استمر عليها ومازلنا معاً ندق مختلف الأبواب لعل وعسى نجد له مخرجاً حتى لا يصيبه الإحباط فيقضي على معنوياته ويهدد نفسيته. أما الآخر فإنه لا يقبل أن يزيد معدله على الستين في كل عام دراسي رغم أني حاولت بكل الوسائل أن أحسن من مستواه واستخدمت كل طرق الترغيب والترهيب دون جدوى فكل عام يقطع وعوداً بأنه سيغير من مستواه في العام القادم وتأتي النتيجة مخيبة للآمال كالعام السابق زلم تجد الحوافز ولم تنفع العصا وعجزت الوسائل عن التأثير ولما أعيتني الحيل وبدأت أنظر في الحال والواقع وأتساءل عن السبب الذي يعيقه عن التقدم رغم أنه ليس بليداً ولا مخلفاً ولا غيباً. وصلت إلى نتيجة أنه ربما يفهم الأوضاع أكثر مني ويقرأ الأحداث والمعطيات بإدراك ووعي وليس غباء.
أدركت ذلك عند مناقشته عن سبب تحصيله المتردي فكانت ردوده بضرب كثير من الأمثال من الوقع فلان وفلان وفلان.. الذين حققوا الكثير وربما احتلو مناصب ومسؤوليات ولم يمتلك بعضهم أبسط المؤهلات بينما فلان وفلان وفلان. بشهاداتهم الرفيعة لم يسعفهم الحظ حتى في الحصول على وظيفة عامة.. فلماذا أتعب نفسي وأسهر ليلى إذا كانت النتيجة هكذا.. أصابتني روده بخيبة الأمل من الأحوال التي وصلنا إليها.. ولكني اطمأننت على مستقبله الذي بدأ يرسم ملامحه بالتغيب عن الدراسة وعدم البحث عن المعدلات المرتفعة وربما ترك الدراسة نهائياً فالتقييم للشخص لا يعتمد على دراسة أو علم أو معرفة في اليمن السعيد وتمنيت له التوفيق ... بينما اتحسر ألماً على أخيه داعياً له اللهم أجعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً..
وكأنه ربط نفسه بالتعب والتحصيل والمصداقية فهو خارج المجال والمكان والحدث وكان الله في عونه وأمثاله وعون الوطن.