الحديث عن ثورة 26 سبتمبر يحتاج إلى سردٍ طويل ربما لا يتسع المجال هنا لذكر آثار هذه الثورة المجيدة على اليمن أرضاً وإنساً وما يمكن قوله أن ثورة 26 سبتمبر الخالدة قد أحدثت تغيراً هائلاً في حياة الشعب اليمني منذ أن قامت في عام 26م في وجه الطغيان والظلم والقهر والحرمان وكل مظاهر الحكم الإمامي المستبد وموروثاته من الجهل والمرض والتخلف والعزلة والإنغلاق، والتاريخ شاهد على ما تحقق من المنجزات والمكاسب خلال الفترة الماضية من عمر الثورة المباركة فجاءت الثورة لتعبر عن طموح شعبي جارف إلى إقامة حياة جديدة قوامها العدل والمساواة والديمقراطية والتقدم، وهذا ما تأكد منذ اللحظات الأولى لانطلاقها وذلك من خلال أهدافها الستة النبيلة والتي من ضمنها التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .. وبناء جيش وطني قوي وكذا رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وغيرها من الأهداف التي يعرفها الجميع والتي تهدف إلى الانفتاح على العالم بدلاً من الانغلاق وذلك في شتى المجالات واللحاق يركب الحضارة والوصول بالوطن إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً ، وإن كانت الصعوبات التي واجهتها الثورة اليمنية قد أعاقتها عن التشريع في إحداث التغيير المطلوب ولكن ما يلمسه المواطنون اليوم من نقلة نوعية في مختلف المجالات خصوصاً أولئك الآباء والأجداد الذين عاصروا عهد ما قبل الثورة يعدون شاهداً حياً على ما تحقق لشعبنا اليمني من انجازات، حيث ظهرت مئات الآلاف من دور العلم وعشرات الجامعات ومئات المستشفيات والمرافق الصحية على امتداد الوطن ووسائل الحياة الحديثة بكل ما زخرت به وغيرها من الإنجازات التي تحققت لا سيما بعد أن تولى فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية قياد المسيرة الثورية المباركة قبل 33 عاماً حيث انتقل اليمن إلى عصر جديد وأصبح له كلمة مسموعة في المحافل الدولية وإن كانت توجد بعض المنغصات نتيجة سوء تصرفات البعض غير المسؤولة من الذين لم يقدروا عظمة ما شهده الوطن من انجازات فهذا لا يعني إلا شيئاً واحداً فقط وهو أن الثورة قد نجحت في تحقيق أهداف الشعب اليمني وعوضته ما حرم منه مئات السنين وعليه: يجب أن نثبت للحاقدين والمغرضين أن اليمن بشموخه وعظمته قد انتقل فعلاً من شرعية الثورة إلى شرعية الدولة التي يحكمها النظام والقانون وإن كنا بحاجة أكثر إلى تطبيق القانون ونتطلع إلى صنع المستقبل الذي نحلم به قدر ما نقدم من جهد، وأملنا كبير في المستقبل والغد المنشود ، وهنيئاً لشعبنا وقائدنا أعياده المباركة .. وكل عام والجميع بألف خيـر .