;

قبضاً على الجمر بأفئدة رقيقة 946

2010-04-20 07:14:39

شهاب
عبدالجليل الحمادي


إنشغال العامة بالسعي لتحسين
أرزاقهم أو بالتفكير فيما آلت إليه أحوالهم من ضنك العيش وسوء
إنشغال العامة بالسعي لتحسين
أرزاقهم أو بالتفكير فيما آلت إليه أحوالهم من ضنك العيش وسوء الحال، كهاجس أساسي
لم يبق مع ثقله مجالاً لغيره، وكأن لسان حالهم يقول لكل من كان السبب فيما آل إليه
وضع البلاد والعباد نهنئكم فقد نجحتم في إزاحة أهم اللاعبين من طريقكم، أزحتم شعباً
بأسره من الملعب السياسي لانشغاله بسياسة الخبز فقط رغم أنه كان فريداً من نوعه بين
سائر الشعوب كان كل فرد فيه يتعاطى السياسة في عمله ومقيله، في سكناته وحركاته
وكأنه هو الحاكم أو أحد أصحاب القرار...

أما اليوم فالوضع مختلف تماماً
فلم تعد السياسة تعني لأحدهم شيئاً لا من قريب ولا من بعيد، لا يهمهم من الفائز ومن
الخاسر ولا الحوثي ولا الحراك ولا الحاكم ولا المشترك..
يتقبلون سهام الغلاء
بصمتٍ وشجاعة نادرة، ترى الدموع في المآقي ولا تسمع البكاء والنحيب..
وكأنهم
أشبه بركاب سفينة تلاعبها الأمواج تارة نحو الشرق وأخرى نحو الغرب، قلَّ زادهم
فأصبحوا يتقاسمون ما بقي منه وبما يقيم أودهم فقط، ينتظرون بشارة من البحارة الذين
يقودون السفينة ولعلهم يلتمسون لبحارتهم العذر فهم يشعرون بضربات الأمواج العاتية
المزمجرة...
ويرثون لحال البحارة، وإن كانوا كالقابضين على الجمر إلا أن لين
قلوبهم ورقة أفئدتهم وتراحمهم فيما بينهم هو ما يخفف وطأة الجوع المستعر
عليهم..
ويكمح جماح كل فكر شيطاني يقودهم لطريق يعاكس طريق الحكمة المعهودة، أحد
مساجد العاصمة شكل فيه المصلون لجنة منهم لتلمس هموم المحتاجين من سكان الحي
والأحياء القريبة ووضعوا صناديق لتجميع التبرعات لهم ومنعوهم من التسول داخل المسجد
برفع الأصوات وشغل المصلين بعد ما وصل الحال إلى أبشع صورة يتخيلها عقل عاقل فكان
إذا سلم الإمام منهياً صلاته سمعت من كل ركن في الجامع صياح أحدهم مناشداً المصلين
طالباً تعاونهم..
فلا تسمع إلا صراخُ من هنا وبكاء من هناك ..
لكن حكمة أحدهم
وفكرته تلك أنقذت المصلين وحفظت للمسجد هيبته المعهودة بل وشكلت تلك الصناديق من
تبرعات الخيرين مبالغاً لا يستهان بها، حلت مشكلات أسر كثيرة..
وهذا ما نحتاجه
اليوم أكثر من أي وقت آخر، نحن بحاجة حقيقية إلى الوصول لإدراك حقيقي لحجم المشكلة
بلا زيف أو كذب أو تزلفٍ لأحد، إننا كأي شعب من شعوب العالم معرضون لتغير الحال
فدوام الحال من المحال، لكن أن نؤمن بما آلت إليه الأوضاع من سوء لنتقبل العلاج
أفضل من أن نعزف أوتار الرياء والمحاباة والدجل لنطمئن أنفسنا والآخرين بأن الأمور
لا زالت بخير ..
بل نطمئن أنفسنا والآخرين بما أنعم الله على هذا الشعب من خصال
الرحمة والتراحم والعطف والتعاطف في بينهم بل والعطف على غيرهم وهكذا حالهم وهذا ما
يخفف من وطئة ما حل بهم من غلاء وبلاء..
نسأل الله أن يزيل عنا هذه الغمة
ويخرجنا سالمين منها محافظين على قلوبنا وأفئدتنا اللينة الرقيقة وهو حسبنا ونعم
الوكيل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد