;

اللجوء السياسي.. ضرورة أم ترف ؟ 909

2010-02-09 04:09:21

أحلام
القبيلي


سعى ويسعى الكثير للخروج من أوطانهم هرباً من
الظلم والقهر والجور واللجوء إلى أوروبا وأمريكا بحثاً عن الحرية والحياة الأفضل،
ولكن: هل يعد هذا اللجوء ضرورة أم ترف ؟ وهل هناك حرية وحياة أفضل ؟ ترف : اللجوء
السياسي هو لجوء شخص يعيش في دولة ما مضطهداً سياسياً أو اجتماعياً. .
أو
. .
أو. .

فيأوي إلى دولة أخرى
تقبله حسب قوانينها وللجوء السياسي تأصيل شرعي في الإسلام ، فقد أذن النبي صلى الله
عليه وسلم للصحابة الأوائل بالهجرة إلى الحبشة عندما اشتد بهم الأمر واستبان للرسول
صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن الطريق في مكة باتت مسدودة رغم كل المحاولات وأنه
غير قادر على حمايتهم فقال لهم : ( لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكاً لايظلم
أحد عنده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه).
وقد كان هذا
اللجوء في المفهوم الديني عملية استنبات لأن أرض مكة لم تصلح في ذلك الوقت لينمو
ويترعرع فيها الدين، أما لجوء هذه الأيام والذي أصبح شبه ( موضة ) هو نوع من أنواع
الترف وحركة سلبية هروبية يؤثر أصحابها السلامة والدعة والاسترخاء وإيثار العافية،
يلجأون إليها رغم أنهم لازالوا قادرين على المواجهة والعطاء ويتمتعون بقدر كاف من
الحرية بدليل أن بعضهم كان ضمن وفد رئاسي موقر، وليتهم لجأوا إلى نظام عادل لا يظلم
عنده أحد، وليتهم نالوا الحرية والحياة الأفضل التي تعلقوا بأمل الحصول عليها
فكانوا كالمتعلق بأمل أو هي من خيوط العناكب أو ( كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه
وماهو ببالغه ) فلا حرية ولا حياة أفضل لأن هذه الأنظمة التي تنادي بالحرية وتدعي
أنهم راعيتها وحاميتها- تقصرها على أبناء جلدتهم فقط وكل من دار في فلكهم ورقص على
مزمارهم،هذه الأنظمة هي التي تنتهك حريات الآخرين في عقر دورهم وتكبل أوطاناً
بأسرها وتستعبد أخرى.
هذه الأنظمة هي التي زجت بآلاف البشر في السجون والمعتقلات
لمجرد الشك بانتمائهم للقاعدة.
هذه الأنظمة التي تعتدي على كل من يخالفها الرأي
في أي بقعة من الأرض وهذه الأنظمة هي التي ألقيت بالكثير من الأبرياء في المعتقل
وحكمت عليهم بالسجن بضع سنين فقد استدرجت شيخنا المؤيد وأوقعته في شباكها ظلماً
وزوراً، وخططت لتوجيه ضربة عسكرية لقناة الجزيرة وتحاصر سوريا وتنوي افتراس إيران
.
هذه الأنظمة التي لا تحترم آراء شعوبها المناهضة للحرب والظلم والاعتداء
والوحشية.
هذه الأنظمة لا تعطي حق اللجوء إلا لمن علمت واستيقنت أنها ستستفيد
منهم في تحقيق مآربها وليكونوا مخالب قطط - علموا بذلك أم لم يعلمون.
إن اللاجئ
إلى هذه الأنظمة لن يرى من الحرية إلا أذنها فهو حر في أن يأكل رغيف عيش وبصل أو
بسباس أو حتى هامبورجر، حر في أن ينام في الفندق أو في الشارع، حر في هتك أستار
حكومة بلاده حر في كتابة المقالات والإدلاء بأي تصريح شرط ألا تتعارض مع سياسة
الدولة المضيفة.
« ويا غريب كن أديب » إن اللاجئ إلى هذه الأنظمة سيلبس ثوب
الحرية الذي ستفصله الدولة المستضيفة له على مقتضى هواها ومصلحتها، والتغيير
الأفضل والأصوب والشرعي لا يأتي إلا من الداخل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد