;

متى توقفت الحرب علينا.. كي تبدأ من جديد؟ 1028

2010-02-08 05:57:48

معن بشور


سألني صديق: هل تعتقد اننا على أبواب حرب
اسرائيلية جديدة وقريبة في لبنان والمنطقة؟ اجبت الصديق على الفور: ومتى توقفت حرب
الصهاينة علينا حتى تبدأ من جديد؟ واستطردت قائلاً: حتى القرار 1701 نص على وقف
العمليات الحربية ولم ينص على وقف اطلاق النار.
أليست الاف الطلعات الجوية
للطيران الحربي الصهيوني حرباً على لبنان وانتهاك سيادته
"كما جاء في بيان الجيش اللبناني"؟ أليس استمرار احتلال مزارع
شبعا وكفر شوبا والغجر استمراراً للحرب على لبنان وانتهاكاً لكل القرارات الدولية
بما فيها اخيراً القرار الذائع الصيت 1701.
ثم أليس احتجاز المواطن ربيع زهرة من
أهل شبعا على يد قوات الاحتلال "رغم الافراج عنه فجر اليوم"، كاحتجاز آخرين بين
الفينة والاخرى، عملا من اعمال العدوان على لبنان؟ أليس ابقاء مصير مئات المفقودين
اللبنانيين والفلسطينيين وبينهم مفقودو تجمع اللجان والروابط الشعبية الستة منذ عام
1982 مجهولاً حرباً مستمرة علينا، تماماً كما هي "مقابر الارقام" التي تضم الافاً
من جثامين الشهداء والتي باتت واحدة من جرائم العصر وفضائحه بحق ابسط حقوق
الانسان.
واغتيال القيادي في حركة حماس ابو العبد المبحوح في دبي على يد الموساد
الصهيوني، وقبله اغتيال ثلاثة من مناضلي فتح في نابلس "وبالدم البارد" حسب تعبير
احدى منظمات حقوق الانسان الاسرائيلية ذاتها، وقبله اغتيال الشهيد القائد عماد
مغنية في مثل هذه الايام قبل عامين، أليس حرباً امنية صهيونية تحاول من خلالها
التغطية على فشلها في حروبها العسكرية في لبنان "2006" وغزة "2009".
والحصار
المفروض على شعبنا الفلسطيني في غزة منذ سنوات، والاعتداء، على كل سفينة عربية أو
اجنبيه تحاول ايصال مساعدات غذائية وطبية إلى القطاع الصامد "بما فيها سفينة الاخوة
اللبنانية التي احتجزت في مثل هذه الايام قبل عام"، أليس كذلك استمراراً للحرب
بوسائل اقتصادية ومعيشية؟ وما يجري في القدس من تهجير وهدم بيوت واحياء وتدنيس
للمقدسات وتهجير للمقدسيين أليس حرباً خاصة يمكن ان نسميها، دون مبالغة، "بحرب
القدس"؟ ثم أليس الاصرار على بناء المستعمرات أو المغتصبات "كما يحب الفلسطينيون
وصف ما يسميه الصهاينة "بالمستوطنات"" رغم كل المناشدات الدولية أليس حرباً مستمرة؟
وكذلك الاستمرار في بناء جدار الضم والقضم والتهجير العنصري رغم قرارات محكمة العدل
الدولية وتحركات شجاعة ومتواصلة لاهالي بلعين ونعلين والمعصرة والعديد من قرى الضفة
الغربية أليس نوعاً من الحروب الشاملة ضد فلسطين والامة والمجتمع الدولي.
وكذلك،
أليس الاصرار على ابقاء اجزاء واسعة من الجولان والاراضي السورية المحتلة عام 1967
تحت الاحتلال، واصدار القرارات بضم تلك المناطق، كما القدس، إلى الكيان الصهيوني،
وابقاء العديد من مناضلي الجولان في سجون الاحتلال، هو اصرار على حرب تريد ان تقرن
احتلال الارض باحتلال الإرادة...
واكثر من عشرة الاف اسير ومعتقل في سجون
الاحتلال الصهيوني، وبعضهم منذ عقود، وعمليات الاغتيال والاعتقال المتواصلة برعاية
الجنرال الامريكي دايتون، أو خارج رعايته، اليسوا جميعاً شهوداً على ان حرب
الصهاينة علينا لم تتوقف.
وما شهدناه في العراق وما نشهده من دماء ودمار وخراب
وفتن، على يد الاحتلال الامريكي وادواته، وليس بعيداً عن التخطيط والتنفيذ
الصهيونيين، اليست تأكيداً على ان حرب الصهاينة وحلفائهم علينا مستمرة ومتواصلة ولا
يمكن وقفها الا بتصعيد المقاومة ووحدة مكوناتها داخل كل قطر وعلى مستوى
الأمة.
حرب الصهاينة علينا لم تتوقف إذن؟ ومن يتصرف على هذا الاساس ويستعد
لمواجهتها ينجو من تداعياتها السلبية، ومن ينصرف عنها، لسبب أو لآخر ، يدفع ابهظ
الاثمان من سيادته واستقلاله وكرامته الوطنية والقومية، ومن حياة شعبه واقتصاد
بلاده.
ولا نقول جديداً اذا تذكرنا دائما ان "عدونا لا يفهم بغير لغة القوة"،
وان الاعداد لمواجهته وتعزيز القوى لردعه هما السبيلان الوحيدان لمنعه من تصعيد
عسكري على هذه الجبهة أو تلك، فيبقى معتمداً في حربه المستمرة على جبهات امنية
يخترق بها اسوارنا، وسياسية يسعى لتمزيق وحدتنا، واعلامية يهدف إلى تضليل العالم
كله أو منعه من رؤية جرائمه، واقتصادية عبر التسلل ببضائعه ورساميله إلى اسواقنا،
وثقافية عبر ضرب مكونات هويتنا الحضارية ولغتنا القومية.
ان العدو اليوم أضعف من
خوض غمار حرب عسكرية كبيرة، ولكنه اقوى من ان يستسلم أو ينصاع لحقوقنا، أو حتى
للقرارات الدولية ذاتها...
ونحن نعيش في حلقة مفرغة يغذي العجز والتواطؤ الرسمي
فيها الخوف والقلق عند الناس، ويبني الكثير من الحكام على اساس هذا الخوف والقلق
فيزداد تواطؤهم وعجزها.
وحدها المقاومة الشاملة، المقاومة بكل مستوياتها لا سيما
العسكرية منها، والمستندة إلى وحدة شعبها والى تكامل مع جيش بلادها، هي المؤهلة
دائماً لكسر الحلقة المفرغة، ولتغليب موازين الارادات على موازين القوى..
انه
درس الماضي والحاضر، وهو طريق المستقبل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد