بقلو/ أبو
زيد بن عبد القوي
زيد بن عبد القوي
لا تكفير للصحابة عند الزيدية جاء في مسند الإمام
زيد ص365- 366 : (حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم أنه أتاه
رجل فقال : يا أمير المؤمنين أكفر أهل الجمل وصفين وأهل النهروان ؟ قال : لا
.
هم إخواننا بغوا علينا
فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله عز وجل) فعلي رضي الله عنه ما كفر حتى الذين
حاربوه وقاتلوه فما بالك بمن نشر الإسلام في كل مكان من المهاجرين والأنصار ؟!
والتكفير للصحابة الكرام من خواص الاثنى عشرية والرافضة وليس الزيدية !!ومن قال
بالتكفير فهو رافضي وإن زعم أنه زيدي !! علي بن أبي طالب يبكي !!! أثناء خلافة علي
رضي الله عنه وجد من ينتقصهم لأول مرة وكان يزعم أن ذلك برضى أمير المؤمنين علي رضي
الله عنه وعندما سمع ذلك أحد الأبرار دخل إلى الخليفة الرابع علي بن أبي طالب وحكا
له ما يقوله الأشرار فجمع الناس للصلاة وصعد إلى المنبر وقال ما ذكره الإمام يحي بن
حمزة - رحمه الله تعالى - في كتابه الرسالة الوازعة ص125عن : (سويد بن غفلة قال :
مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر فدخلت على أمير المؤمنين فحكيت له ذلك وقلت له لولا
أنهم يرون أنك تضمر لهم شيئا مثل الذي أعلنوه ما اجترؤا على ذلك فقال علي عليه
السلام أعوذ بالله أن أضمر لهما إلا الحسن والجميل أخوا رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم وصاحباه ووزيراه ثم نهض باكياً واتكأ على يدي وخرج وصعد المنبر وجلس
وقال ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش بما أنا عنه متنزه والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
أنه لا يحبها إلا مؤمن ولا يبغضهما إلا فاجر صحبا رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم
على الصدق والوفاء وأطال عليه السلام في مدحهما وتهدد من عاد إلى الوقيعة فيهما ثم
قال في آخر هذه الخطبة خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ثم قال الله أعلم
بالخير أين هو).
علي يشهد لعمر وأبي بكر (عن أبن أبي مليكة قال سمعت ابن عباس
يقول وضع عمر بن الخطاب على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن
يرفع وأنا فيهم قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت إليه فإذا هو
علي فترحم على عمر وقال ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم
الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو
بكر وعمر فإن كنت لأرجوا أو لأظن أن يجعلك الله معهما) (صحيح مسلم - كتاب فضائل
الصحابة) وساوس الشيطان ما أشبه الليلة بالبارحة !! فالذين يرددون هذه الكلمات الآن
(ظلم أبو بكر !! خاب عمر !! فعل عثمان !!. . . . . . . ) إنما يجترون سخافات السابقين من
الرافضة !! والسابقون من الرافضة إنما وسوس لهم شيطانهم المريد ليقولوا ما يريد !!
وذلك ما كشفه الإمام يحي بن حمزة رحمه الله تعالى حيث يقول : (وهذا هو السبب في
تسميتهم رافضة ، لرفضهم الإمام زيد بن علي وكبار الصحابة ، وفي مخاطبة إبليس نعوذ
بالله منه ، أنه يوسوس فيقول : ظلم أبو بكر وخاب عمر وفعل عثمان كذا وكذا ويمدح
عليا عند طائفة منهم حتى يحبوه حباً مفرطاً ، وحتى يفضلوه على الأنبياء ويغلون فيه
. . . . . ) (الإيضاح ص263 للعلامة يحي بن الحسين) بعض أهداف الحوثي من الطعن في الصحابة
كشف علماء الزيدية الكرام بعض أهداف الطاعنين بالصحب الكرام وساقوها في كتبهم لكي
نحذر من كل طعان لعان والحوثي على رأسهم وهذه بعضها من كتبهم : 1- طعن في أصل
الإسلام العلامة الزيدي محمد بن الحسن الديلمي - ت 711ه رحمه الله تعالى - كر على
اللعانين السبابين كرة ساحقة مبيناً أن هذا السب ليس من الزيدية لأن سب الصحابة
يلزم منه إبطال الشريعة الإسلامية فإليك ما قال من أروع مقال : (من طعن فيهم ممن
سبهم وتسمى باسم الزيدية فقد أخطأ الخطأ العظيم ، وجاوز في أمره الصراط المستقيم
ولعل ذلك منه لما سمع من خرافات الرافضة من الإمامية ، وغيرهم من الإسماعيلية ، ولا
يغتر عاقل بذلك ، لأنه طعن في أصل الإسلام ، وتحصل بسببه قدح في سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم ، وإذا انتهى الأمر إلى الحد الذي تذكره الإمامية وغيرهم ، وصححنا
قولهم لم يبق من أخبار الصحابة ورواياتهم شيء بخروجهم عن الإسلام ، ويلزم إبطال
الشريعة بالكلية ؛ لأنها مروية عن جميعهم ، منقولة من عندهم ، وكيف وقد لعن النبي
صلى الله عليه وسلم من سب أصحابه ؟! وأما الهادي فإنه جلد من سب أبا بكر وعمر)
(الإيضاح ص215 و 216).
2- البراءة من الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الإمام
المنصور بالله عبد الله بن حمزة - رحمه الله تعالى - : (وفي هذه الجهة من يرى محض
الولاء بسب الصحابة - رضي الله عنهم - والبراءة منهم ، فتبرأ من محمد - صلى الله
عليه وآله وسلم - من حيث لا يعلم) (الروض الباسم ص50 للإمام الوزير) فيا لعظم الوزر
بل قل الكفر الذي يقع فيه السباب اللعان عندما يتبرأ من خير نبي صلى الله عليه وسلم
وهو لا يدري!!.
3- براءة من علي رضي الله عنه : لما كان من المعلوم عند الجميع
أن عليا رضي الله عنه بايع الخلفاء الثلاثة وتسرى من فتوحاتهم وصلى خلفهم وكان من
مستشاريهم وزوج ابنته أم كلثوم من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد قال
الإمام العظيم زيد بن علي - رحمه الله تعالى - : (البراءة من أبي بكر وعمر براءة من
علي ، فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر) (الإيضاح ص261 لحفيد الإمام القاسم يحي بن
الحسين) ما هي قبيلة أبي بكر ؟ أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان من أضعف بطون قريش
تيم بن مرة !! وكان أقوى بطون قريش بنو عبد مناف وهم بنو هاشم وبنو أمية !! وكعادة
العرب في الجاهلية لا يكون سيد القوم من البطون القليلة الضعيفة !! بل ومن العجائب
أن اجتماع السقيفة المبارك لم يحضره من المهاجرين إلا ثلاثة أبو بكر وعمر وأبو
عبيدة رضي الله عنهم !! ومع ذلك فقد بايع الأنصار كلهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه
خليفة للمسلمين ما عدا سعد بن عبادة رضي الله عنه !! فيا ترى ما الذي جعل الجميع
يبايعون الصديق رضي الله عنه ويخالفون عادات الجاهلية وينبذون العصبية القبلية ؟
الجواب معروف لكني سأسوق بعض ما ورد في كتب الشيعة عن رغبة أبي سفيان بن حرب بأن
تكون الإمامة في بني عبد مناف واستغرابه أن يكون الخليفة أبا بكر الصديق !! 1- أبو
سفيان كان مع علي !! كان أبو سفيان بن حرب زعيم قريش يرى أن الخلافة لا تكون إلا في
بني عبد مناف - بنو هاشم وبنو أمية من بني عبد مناف - بسبب تأخر إسلامه وعندما بلغه
أن الخليفة أبا بكر الصديق تخلف عن بيعته وذهب إلى علي بن أبي طالب مستنكراً أن
يكون الخليفة من تيم بن مرة قبيلة أبي بكر الصديق - وقد كانت أضعف قُبل قريش -
وينقل ذلك اليعقوبي الشيعي في "تاريخ اليعقوبي 2/10" : (وكان في من تخلف عن بيعة
أبي بكر أبو سفيان ابن حرب وقال : أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم
غيرُكم ؟ وقال لعلي بن أبي طالب : امدد يدك أبايعك وعلي معه قصي) فلماذا لم يستجب
علي رضي الله عنه ويمد يده للبيعة لا سيما ومعه وصية كما يهرف الكذبة الجهلة ؟ 2-
أبو بكر من أذل بيت في قريش !! هنا تتجلى عظمة الإسلام وهنا تظهر حقيقة المسلمين
الذين لم ينظروا نظرة قبلية للسيادة والشرف وإنما نظروا نظرة دينية بحتة فما كانت
مع أبي بكر عصبة قوية تنصره !! ولا قوات خاصة تحميه !! ولا حرس يدافع عنه !! وما
كان من بيوت قريش الكبيرة !! بل قد استغرب أبو سفيان بن حرب أن يكون الأمر في أذل
بيت من بيوت قريش !! (فدخل على علي (ع) وعنده عمه العباس بن عبد المطلب وجعل
يثيرهما على أبي بكر وعمر ويلتفت مرة إلى علي وأخرى إلى العباس ويقول : ما بال هذا
الأمر يصبح في أذل بيت في قريش وأقلها عودا ، والله لو شئت لأملأنها عليه خيلا
ورجالا وأخذتها عليه من أقطارها) ("سيرة الأئمة الاثنى عشر" للعلامة الاثنى عشري
هاشم معروف الحسني 1/268) فضائل أبي بكر الصديق أما في القرآن الكريم فقد قال تعالى
: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ
إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) ومن كان الله عز وجل معه فإن ذلك يغنيه عن معية كل البشر
وأما في صحيح السنة النبوية المطهرة فالأحاديث كثيرة جداً أسوق بعضها هنا : 1- من
بين كل البشر اختاره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بين كل البشر ليكون رفيقه
في السفر فمتى يفهم البقر ؟!! متى يفهموا أن ذلك الاختيار ما كان إلا لمكانته عند
النبي المختار ؟ وقد جعلت قريش مائة من الإبل لمن يأتي بالرسول عليه السلام حياً أو
ميتاً ومائة كذلك لمن يأتي بالصديق حياً أو ميتاً !! : (عن أنس بن مالك أن أبا بكر
الصديق حدثه قال نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول
الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين
الله ثالثهما) (صحيح مسلم كتاب "فضائل الصحابة") 2- لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت
أبا بكر (عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال عبد
خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وبكى
فقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير
وكان أبو بكر أعلمنا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس على ما
في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة
الإسلام لا تُبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر) (المصدر السابق) و(عن أبي
الأحوص قال سمعت عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو
كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله عز وجل
صاحبكم خليلاً) (المصدر السابق) 3- كلام قيم لابن القيم يقول الإمام شمس الدين محمد
بن أبي بكر ابن قيم الجوزية في كتابه "الفوائد" ص72-74 : (أسلم على يديه من العشرة
عثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وكان عنده يوم أسلم
أربعون ألف درهم فأنفقها أحوج ما كان الإسلام إليها فلهذا جلبت نفقته عليه "ما
نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر" فهو خير من مؤمن آل فرعون لأن ذلك كان يكتم إيمانه
والصديق أعلن به وخير من مؤمن آل ياسين لأن ذلك جاهد ساعة والصديق جاهد سنين عاين
طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار ويصيح (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا) فألقى له
حب المال علي روض الرضا واستلقى على فراش الفقر فنقل الطائر الحب إلى حوصلة
المضاعفة ثم علا على أفنان شجرة الصدق يغرد بفنون المدح ثم قال في محاريب الإسلام
يتلو (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى) نطقت بفضله الآيات والأخبار واجتمع
على بيعته المهاجرون والأنصار.
فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار كلما تليت
فضائله علا عليهم الصغار أتري لم يسمع الروافض (ثاني اثنين إذ هما في الغار) ؟ دعى
إلي الإسلام فما تلعثم ولا أبى وسار على المحجة فما زل ولا كبا ، وصبر في مدته من
مدى العدى علي وقع الشبا وأكثر في الإنفاق فما قلل حتى تخلل با لعبا.
تالله لقد
زاد علي السبك في كل دينار دينار (ثاني اثنين إذا هما في الغار) من كان قرين النبي
في شبابه ؟ من ذا الذي سبق إلى الإسلام من أصحابه ؟ من الذي أفتى بحضرته سريعاً في
جوابه ؟ من أول من صلى معه ؟ من آخر من صلى به من الذي ضاجعه بعد الموت في ترابه ؟
فاعرفوا حق الجار.
نهض يوم الردة بفهم واستيقاظ وأبان من نص الكتاب معنى دق عن
حديد الألحاظ فالمحب يفرح بفضائله والمبغض يغتاظ.
حسرة الرافضي أن يفر من مجلس
ذكره ولكن أين الفرار ؟ كم وقى الرسول بالمال والنفس وكان أخص به في حياته وهو
ضجيعة في الرمس فضائله جليه وهي خلية من اللبس.
يا عجبا !! من يغطي عين ضوء
الشمس في نصف النهار لقد دخل غاراً لا يسكنه لابث فاستوحش الصديق من خوف الحوادث
فقال الرسول ما ظنك باثنين والله الثالث ؟ فنزلت السكينة فارتفع ضوء الحادث فزال
القلق وطاب عيش الماكث فقام مؤذن النصر ينادي على رؤوس منائر الأنصار (ثاني اثنين
إذا هما في الغار) حبه والله رأس الحنيفيه وبغضه يدل على خبث الطوية فهو خير
الصحابة والقرابة والحجة على ذلك قوية لولا صحة إمامته ما قيل ابن الحنفية مهلاً
مهلا فإن دم الروافض قد فار والله ما أحببناه لهوانا ولا نعتقد في غيره هوانا ولكن
أخذنا بقول علي وكفانا رضيك رسول الله لديننا أفلا نرضاك لدنيانا ؟ تالله لقد أخذت
من الروافض بالثأر تالله لقد وجب حق الصديق علينا فنحن نقضي بمدائحه ونقر بما نقر
به من السنى عينا فمن كان رافضياً فلا يعود إلينا) إغماد سيف حسناته كثيرة وغزيرة
ولو افترضنا بأنه قد حصلت منه سيئة صحفية صغيرة فقد قال تعالى : (إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) أفلا تشفع له حسناته الكثيرة وتجعل
الأجهزة الأمنية تسارع لإطلاقه ؟! ذلك عشمنا ومطلبنا هو إطلاق الأستاذ سيف محمد
أحمد مدير مؤسسة الشموع فمثله لا يحبس ويغمد بل يكرم ويقدر إلا إذا انقلبت الموازين
واختلت المفاهيم فعندها لكل حادثة حديث.
زيد ص365- 366 : (حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم أنه أتاه
رجل فقال : يا أمير المؤمنين أكفر أهل الجمل وصفين وأهل النهروان ؟ قال : لا
.
هم إخواننا بغوا علينا
فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله عز وجل) فعلي رضي الله عنه ما كفر حتى الذين
حاربوه وقاتلوه فما بالك بمن نشر الإسلام في كل مكان من المهاجرين والأنصار ؟!
والتكفير للصحابة الكرام من خواص الاثنى عشرية والرافضة وليس الزيدية !!ومن قال
بالتكفير فهو رافضي وإن زعم أنه زيدي !! علي بن أبي طالب يبكي !!! أثناء خلافة علي
رضي الله عنه وجد من ينتقصهم لأول مرة وكان يزعم أن ذلك برضى أمير المؤمنين علي رضي
الله عنه وعندما سمع ذلك أحد الأبرار دخل إلى الخليفة الرابع علي بن أبي طالب وحكا
له ما يقوله الأشرار فجمع الناس للصلاة وصعد إلى المنبر وقال ما ذكره الإمام يحي بن
حمزة - رحمه الله تعالى - في كتابه الرسالة الوازعة ص125عن : (سويد بن غفلة قال :
مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر فدخلت على أمير المؤمنين فحكيت له ذلك وقلت له لولا
أنهم يرون أنك تضمر لهم شيئا مثل الذي أعلنوه ما اجترؤا على ذلك فقال علي عليه
السلام أعوذ بالله أن أضمر لهما إلا الحسن والجميل أخوا رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم وصاحباه ووزيراه ثم نهض باكياً واتكأ على يدي وخرج وصعد المنبر وجلس
وقال ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش بما أنا عنه متنزه والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
أنه لا يحبها إلا مؤمن ولا يبغضهما إلا فاجر صحبا رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم
على الصدق والوفاء وأطال عليه السلام في مدحهما وتهدد من عاد إلى الوقيعة فيهما ثم
قال في آخر هذه الخطبة خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ثم قال الله أعلم
بالخير أين هو).
علي يشهد لعمر وأبي بكر (عن أبن أبي مليكة قال سمعت ابن عباس
يقول وضع عمر بن الخطاب على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن
يرفع وأنا فيهم قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت إليه فإذا هو
علي فترحم على عمر وقال ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم
الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو
بكر وعمر فإن كنت لأرجوا أو لأظن أن يجعلك الله معهما) (صحيح مسلم - كتاب فضائل
الصحابة) وساوس الشيطان ما أشبه الليلة بالبارحة !! فالذين يرددون هذه الكلمات الآن
(ظلم أبو بكر !! خاب عمر !! فعل عثمان !!. . . . . . . ) إنما يجترون سخافات السابقين من
الرافضة !! والسابقون من الرافضة إنما وسوس لهم شيطانهم المريد ليقولوا ما يريد !!
وذلك ما كشفه الإمام يحي بن حمزة رحمه الله تعالى حيث يقول : (وهذا هو السبب في
تسميتهم رافضة ، لرفضهم الإمام زيد بن علي وكبار الصحابة ، وفي مخاطبة إبليس نعوذ
بالله منه ، أنه يوسوس فيقول : ظلم أبو بكر وخاب عمر وفعل عثمان كذا وكذا ويمدح
عليا عند طائفة منهم حتى يحبوه حباً مفرطاً ، وحتى يفضلوه على الأنبياء ويغلون فيه
. . . . . ) (الإيضاح ص263 للعلامة يحي بن الحسين) بعض أهداف الحوثي من الطعن في الصحابة
كشف علماء الزيدية الكرام بعض أهداف الطاعنين بالصحب الكرام وساقوها في كتبهم لكي
نحذر من كل طعان لعان والحوثي على رأسهم وهذه بعضها من كتبهم : 1- طعن في أصل
الإسلام العلامة الزيدي محمد بن الحسن الديلمي - ت 711ه رحمه الله تعالى - كر على
اللعانين السبابين كرة ساحقة مبيناً أن هذا السب ليس من الزيدية لأن سب الصحابة
يلزم منه إبطال الشريعة الإسلامية فإليك ما قال من أروع مقال : (من طعن فيهم ممن
سبهم وتسمى باسم الزيدية فقد أخطأ الخطأ العظيم ، وجاوز في أمره الصراط المستقيم
ولعل ذلك منه لما سمع من خرافات الرافضة من الإمامية ، وغيرهم من الإسماعيلية ، ولا
يغتر عاقل بذلك ، لأنه طعن في أصل الإسلام ، وتحصل بسببه قدح في سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم ، وإذا انتهى الأمر إلى الحد الذي تذكره الإمامية وغيرهم ، وصححنا
قولهم لم يبق من أخبار الصحابة ورواياتهم شيء بخروجهم عن الإسلام ، ويلزم إبطال
الشريعة بالكلية ؛ لأنها مروية عن جميعهم ، منقولة من عندهم ، وكيف وقد لعن النبي
صلى الله عليه وسلم من سب أصحابه ؟! وأما الهادي فإنه جلد من سب أبا بكر وعمر)
(الإيضاح ص215 و 216).
2- البراءة من الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الإمام
المنصور بالله عبد الله بن حمزة - رحمه الله تعالى - : (وفي هذه الجهة من يرى محض
الولاء بسب الصحابة - رضي الله عنهم - والبراءة منهم ، فتبرأ من محمد - صلى الله
عليه وآله وسلم - من حيث لا يعلم) (الروض الباسم ص50 للإمام الوزير) فيا لعظم الوزر
بل قل الكفر الذي يقع فيه السباب اللعان عندما يتبرأ من خير نبي صلى الله عليه وسلم
وهو لا يدري!!.
3- براءة من علي رضي الله عنه : لما كان من المعلوم عند الجميع
أن عليا رضي الله عنه بايع الخلفاء الثلاثة وتسرى من فتوحاتهم وصلى خلفهم وكان من
مستشاريهم وزوج ابنته أم كلثوم من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد قال
الإمام العظيم زيد بن علي - رحمه الله تعالى - : (البراءة من أبي بكر وعمر براءة من
علي ، فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر) (الإيضاح ص261 لحفيد الإمام القاسم يحي بن
الحسين) ما هي قبيلة أبي بكر ؟ أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان من أضعف بطون قريش
تيم بن مرة !! وكان أقوى بطون قريش بنو عبد مناف وهم بنو هاشم وبنو أمية !! وكعادة
العرب في الجاهلية لا يكون سيد القوم من البطون القليلة الضعيفة !! بل ومن العجائب
أن اجتماع السقيفة المبارك لم يحضره من المهاجرين إلا ثلاثة أبو بكر وعمر وأبو
عبيدة رضي الله عنهم !! ومع ذلك فقد بايع الأنصار كلهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه
خليفة للمسلمين ما عدا سعد بن عبادة رضي الله عنه !! فيا ترى ما الذي جعل الجميع
يبايعون الصديق رضي الله عنه ويخالفون عادات الجاهلية وينبذون العصبية القبلية ؟
الجواب معروف لكني سأسوق بعض ما ورد في كتب الشيعة عن رغبة أبي سفيان بن حرب بأن
تكون الإمامة في بني عبد مناف واستغرابه أن يكون الخليفة أبا بكر الصديق !! 1- أبو
سفيان كان مع علي !! كان أبو سفيان بن حرب زعيم قريش يرى أن الخلافة لا تكون إلا في
بني عبد مناف - بنو هاشم وبنو أمية من بني عبد مناف - بسبب تأخر إسلامه وعندما بلغه
أن الخليفة أبا بكر الصديق تخلف عن بيعته وذهب إلى علي بن أبي طالب مستنكراً أن
يكون الخليفة من تيم بن مرة قبيلة أبي بكر الصديق - وقد كانت أضعف قُبل قريش -
وينقل ذلك اليعقوبي الشيعي في "تاريخ اليعقوبي 2/10" : (وكان في من تخلف عن بيعة
أبي بكر أبو سفيان ابن حرب وقال : أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم
غيرُكم ؟ وقال لعلي بن أبي طالب : امدد يدك أبايعك وعلي معه قصي) فلماذا لم يستجب
علي رضي الله عنه ويمد يده للبيعة لا سيما ومعه وصية كما يهرف الكذبة الجهلة ؟ 2-
أبو بكر من أذل بيت في قريش !! هنا تتجلى عظمة الإسلام وهنا تظهر حقيقة المسلمين
الذين لم ينظروا نظرة قبلية للسيادة والشرف وإنما نظروا نظرة دينية بحتة فما كانت
مع أبي بكر عصبة قوية تنصره !! ولا قوات خاصة تحميه !! ولا حرس يدافع عنه !! وما
كان من بيوت قريش الكبيرة !! بل قد استغرب أبو سفيان بن حرب أن يكون الأمر في أذل
بيت من بيوت قريش !! (فدخل على علي (ع) وعنده عمه العباس بن عبد المطلب وجعل
يثيرهما على أبي بكر وعمر ويلتفت مرة إلى علي وأخرى إلى العباس ويقول : ما بال هذا
الأمر يصبح في أذل بيت في قريش وأقلها عودا ، والله لو شئت لأملأنها عليه خيلا
ورجالا وأخذتها عليه من أقطارها) ("سيرة الأئمة الاثنى عشر" للعلامة الاثنى عشري
هاشم معروف الحسني 1/268) فضائل أبي بكر الصديق أما في القرآن الكريم فقد قال تعالى
: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ
إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) ومن كان الله عز وجل معه فإن ذلك يغنيه عن معية كل البشر
وأما في صحيح السنة النبوية المطهرة فالأحاديث كثيرة جداً أسوق بعضها هنا : 1- من
بين كل البشر اختاره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بين كل البشر ليكون رفيقه
في السفر فمتى يفهم البقر ؟!! متى يفهموا أن ذلك الاختيار ما كان إلا لمكانته عند
النبي المختار ؟ وقد جعلت قريش مائة من الإبل لمن يأتي بالرسول عليه السلام حياً أو
ميتاً ومائة كذلك لمن يأتي بالصديق حياً أو ميتاً !! : (عن أنس بن مالك أن أبا بكر
الصديق حدثه قال نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول
الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين
الله ثالثهما) (صحيح مسلم كتاب "فضائل الصحابة") 2- لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت
أبا بكر (عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال عبد
خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وبكى
فقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير
وكان أبو بكر أعلمنا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس على ما
في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة
الإسلام لا تُبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر) (المصدر السابق) و(عن أبي
الأحوص قال سمعت عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو
كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله عز وجل
صاحبكم خليلاً) (المصدر السابق) 3- كلام قيم لابن القيم يقول الإمام شمس الدين محمد
بن أبي بكر ابن قيم الجوزية في كتابه "الفوائد" ص72-74 : (أسلم على يديه من العشرة
عثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وكان عنده يوم أسلم
أربعون ألف درهم فأنفقها أحوج ما كان الإسلام إليها فلهذا جلبت نفقته عليه "ما
نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر" فهو خير من مؤمن آل فرعون لأن ذلك كان يكتم إيمانه
والصديق أعلن به وخير من مؤمن آل ياسين لأن ذلك جاهد ساعة والصديق جاهد سنين عاين
طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار ويصيح (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا) فألقى له
حب المال علي روض الرضا واستلقى على فراش الفقر فنقل الطائر الحب إلى حوصلة
المضاعفة ثم علا على أفنان شجرة الصدق يغرد بفنون المدح ثم قال في محاريب الإسلام
يتلو (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى) نطقت بفضله الآيات والأخبار واجتمع
على بيعته المهاجرون والأنصار.
فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار كلما تليت
فضائله علا عليهم الصغار أتري لم يسمع الروافض (ثاني اثنين إذ هما في الغار) ؟ دعى
إلي الإسلام فما تلعثم ولا أبى وسار على المحجة فما زل ولا كبا ، وصبر في مدته من
مدى العدى علي وقع الشبا وأكثر في الإنفاق فما قلل حتى تخلل با لعبا.
تالله لقد
زاد علي السبك في كل دينار دينار (ثاني اثنين إذا هما في الغار) من كان قرين النبي
في شبابه ؟ من ذا الذي سبق إلى الإسلام من أصحابه ؟ من الذي أفتى بحضرته سريعاً في
جوابه ؟ من أول من صلى معه ؟ من آخر من صلى به من الذي ضاجعه بعد الموت في ترابه ؟
فاعرفوا حق الجار.
نهض يوم الردة بفهم واستيقاظ وأبان من نص الكتاب معنى دق عن
حديد الألحاظ فالمحب يفرح بفضائله والمبغض يغتاظ.
حسرة الرافضي أن يفر من مجلس
ذكره ولكن أين الفرار ؟ كم وقى الرسول بالمال والنفس وكان أخص به في حياته وهو
ضجيعة في الرمس فضائله جليه وهي خلية من اللبس.
يا عجبا !! من يغطي عين ضوء
الشمس في نصف النهار لقد دخل غاراً لا يسكنه لابث فاستوحش الصديق من خوف الحوادث
فقال الرسول ما ظنك باثنين والله الثالث ؟ فنزلت السكينة فارتفع ضوء الحادث فزال
القلق وطاب عيش الماكث فقام مؤذن النصر ينادي على رؤوس منائر الأنصار (ثاني اثنين
إذا هما في الغار) حبه والله رأس الحنيفيه وبغضه يدل على خبث الطوية فهو خير
الصحابة والقرابة والحجة على ذلك قوية لولا صحة إمامته ما قيل ابن الحنفية مهلاً
مهلا فإن دم الروافض قد فار والله ما أحببناه لهوانا ولا نعتقد في غيره هوانا ولكن
أخذنا بقول علي وكفانا رضيك رسول الله لديننا أفلا نرضاك لدنيانا ؟ تالله لقد أخذت
من الروافض بالثأر تالله لقد وجب حق الصديق علينا فنحن نقضي بمدائحه ونقر بما نقر
به من السنى عينا فمن كان رافضياً فلا يعود إلينا) إغماد سيف حسناته كثيرة وغزيرة
ولو افترضنا بأنه قد حصلت منه سيئة صحفية صغيرة فقد قال تعالى : (إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) أفلا تشفع له حسناته الكثيرة وتجعل
الأجهزة الأمنية تسارع لإطلاقه ؟! ذلك عشمنا ومطلبنا هو إطلاق الأستاذ سيف محمد
أحمد مدير مؤسسة الشموع فمثله لا يحبس ويغمد بل يكرم ويقدر إلا إذا انقلبت الموازين
واختلت المفاهيم فعندها لكل حادثة حديث.
