;

الوحدة في عيون أبناء هذا الوطن .. آمنة أنموذجاً 846

2010-01-20 17:30:39

هاني أحمد علي     عندما     تحققت الوحدة اليمنية المباركة في ال22 من مايو 1990م كانت قلوب اليمنيين حينها     ترفرف عاليا بجوار علم الوحدة التي جاءت لإخراجنا من ظلام التشتت والتفرقة إلى نور     التوحد والاعتصام تحت مظلة (الجمهورية اليمنية    ). بفضل هذه الوحدة المباركة التي     كان أبناء الجنوب يترقبونها قبل أبناء الشمال باتت كلمة الشمال والجنوب طي النسيان     وباتت براميل الشريجة التي كانت تفرق بين الشعبين في مقالب القمامة تحتوي بداخلها     زبالة الماضي ونتانة التشطير    . نعم هي عزة وشموخ وكبرياء لا أروع منها ولا أعظم     من ذلك فنحن أصبحنا وطناً واحداً وشعباً واحداً ولنا ومصير واحد ، فمهما تكالبت     المؤامرات والدسائس الخبيثة على هذا الوطن فلن تكون سوى بردا وسلاما على هذه الوحدة     كنار سيدنا إبراهيم عليه السلام    . لقد أنعم الله علينا بنعمة الوحدة وأصبح     اليمنيون في الشمال والجنوب رقماً صعباَ في قائمة التوازنات الدولية والإقليمية ،     وقوة وعزة بين الشعوب    . فأبناء الجنوب هم من دعوا إلى لوحدة وهم من يدافع عنها     فهم شرفاء ووطنيون لا يقبلون المساومة أو التفريط بشبر واحد من أرض هذا الوطن     الغالي فكلهم يجسدون الوحدة ويسطرون أنصع صفحات التضحية والبسالة من أجل أمن     واستقرار هذا الوطن ووحدته    . كم تمنيت أن أصبح طائراً حتى أصل في غضون دقائق     إليها كي أقبل رأسها والدمع يكاد يذرف من عيني وأنا أسمعها تدافع عن هذه الوحدة     وتشكو بقوة ومرارة ما يقوم به بعض أبناء الوطن في الخارج الذي يحاولون تمزيق الوطن     وتفتيته وإعادة براميل الشريجة التي أصبحت في مزبلة التاريخ إلى ناصية الطريق من     جديد    . آمنة عبدالحكيم النقيب فتاة يمنية ليست ككل الفتيات ، فهي تحمل بداخلها     مالا تحمله أي فتاه أو مواطن يمني غيور على أرضه ، فبمجرد أن ترى أعلام التشطير     الجنوبية تلوح في الأفق من جديد حتى تجهش بالبكاء ويقطر قلبها ألما وحسرة    . آمنة     طالبة السنة الرابعة كلية الآداب بجامعة تعز جسدت معاني الوحدة في حياتها فعلاً     وقولاً فهي تنتمي إلى منطقة يافع جنوب الوطن وتعيش بمحافظة تعز ، فقد جسدت الوحدة     واختارت العيش بعيدا عن قريتها الأم كونها أدركت أنه لم يعد هناك ما يسمى الشمال     والجنوب ، فكانت تعز الحالمة هي محطة استقرارها ومستقبلها    . لم أكن أتوقع عند     حديثي مع هذه الفتاة العظيمة التي أحببتها حباً يكاد يفوق حب الأخت والأم أن أجد     بداخلها الكم الهائل من الغيرة والوطنية والكرامة والعزة بالنفس ما يجعلني أبدوا     صغيراً أمامها ، لقد أحسست بمدى الحرقة الكبيرة والحسرة العارمة التي بداخلها عندما     كانت تحدثني عن أولئك الذين ( أخذتهم العزة بالإثم) وبدؤوا ينصبون أنفسهم وكلاء     لأبناء الجنوب والتحدث نيابة عنهم للمطالبة بتمزيق الوطن والعودة إلى زمن الشتات     والتفرقة والاستقواء بالخارج وأعداء اليمن ضد إخوانهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم في     الداخل    . كانت آمنة تخبرني والدمع يذرف من عيني أنها تشعر بالخوف والرهبة عند     سماعها لأصوات الخفافيش في الخارج الذين يعملون في الظلام ومن خلف الكواليس     لاستهداف وحدة الوطن    . عندما كانت آمنة تحدثني عن عظمة الوحدة ذهبت مباشرة     بمخيلتي إلى منظر براميل الشريجة حيث كان مشهدا قاسياً أشبة بكابوس مرعب يكاد     يخنقني من شدة كآبته ، وخلال سماعها حمدت الله جل وعلا أن هناك من يحمل قلباً     عظيماً كقلب آمنة التي تحمل في جوفها غيرة ووطنية لو توزعت على قلوب اليمنيين     لكفاهم ، ناهيك عن صغر سنها الذي جعل من حبها لوطنها من كبار القوم وأعقلهم    . فمن يبكي عندما يشاهد أعلام التشطير على صفحات الصحف أو شاشات التلفاز فهذا     يدل على صدق إيمانه وولائه المطلق لله والرسول والوطن ، فهنيئا لنا ولوطننا أمثال     آمنة النقيب ، وكم أتمنى أن تصبح فتيات الوطن جميعهن آمنة ذات النبض الوحدوي والحس     الوطني الصادق النابع من صفاء القلب وحب الآخرين والإحساس بالمسؤولية ، فأنا بعد     اليوم لن أحمل هموم هذا الوطن لوحدي طالما أنني وجدت قلوباً وحدوية لها نفس الهم     والمخاوف ، وياليت كل أمهات الوطن ينجبن فتيات كآمنه التي تتجلى فيها كل معاني الحب     والأخلاص والتضحية    . ولن أخشى بعد اليوم مكائد الأعداء المتربصين بالوحدة في     الداخل والخارج طالما وجدت أناساً تجري في عروقهم حب الشعب والوطن والوحدة ، ولتكن     آمنة رمزا لنا نفتخر بها بين أبناء اليمن وقدوة نتعلم منها أسمى معاني الولاء     الصادق والحب المطلق الخوف الكبير واللامحدود على الوطن والوحدة     .  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد