;

الوحدة نعمة يجب المحافظة عليها 938

2010-01-19 04:06:03

عصام
المطري


الوحدة نعمة يجب المحافظة عليها ذلك أن قوتنا في
وحدتنا، وعافيتنا السياسية في وحدتنا ، فمحاولات عديدة بتلك من أجل توحيد هذا الوطن
المعطاء ولكن بدون جدوى حتى جاء يوم الثاني والعشرين من مايو العظيم عام 1990م،
وقامت الوحدة بالطرق السلمية وهتفت لها الجماهير في الجنوب قبل الشمال ، وفرحت بها
قيادات العمل السياسي بمختلف الشرائح والقوى السياسية
الفاعلة في الساحة الوطنية إذ اقترنت الوحدة بالديمقراطية
وصارتا مقترنتين إذا رفع أحدهما رفع الآخر، وأعلنت الأحزاب والتنظيمات السياسية عن
نفسها، وتم تشكيل القوى والأحزاب السياسية والثقافية والفكرية ، ومارست الأحزاب
السياسية دورها الفاعل في ازدهار العمل السياسي في الجمهورية ، وتم إجراء ثلاثة
انتخابات نيابية ودورتين لانتخابات المجالس المحلية ودورتين لانتخابات الرئاسية ،
وجرت انتخابات حرة ونزيهة وشفافة شهد بها الأعداء قبل الأشقاء والأصدقاء ، فالفضل
كل الفضل ما شهدت به الأعداء على وجه البسيطة.
ومن يوم الثاني والعشرين من مايو
العظيم عام 1990م والمؤامرات تترى على وحدة الوطن ، فعاش الشعب اليمني الأبي أسوأ
مراحل التاريخ في المرحلة الانفصالية التي كانت تعرف بمرحلة التقاسم الشديد على
ممتلكات الدولة ونشأت أزمات سياسية حادة بين الشريكين "الحزب الاشتراكي ، والمؤتمر
الشعبي العام" حتى جاءت انتخابات 1993م الدورة الأولى لإنتخابات مجلس النواب الجديد
وشاركت فيها جميع الأحزاب الفاعلة في الساحة اليمنية من المؤتمر الشعبي العام
والحزب الاشتراكي اليمني، والتجمع اليمني للإصلاح ، وحصل المؤتمر الشعبي العام على
المرتبة الأولى بأغلبية كاسحة وأتى بعده التجمع اليمني للإصلاح ثم الحزب الاشتراكي
اليمني الذي شكك في نتائج الانتخابات، وأعلن أمينه العام عن اعتكاف سياسي شهر في
عدن ، وبدأت الأزمة السياسية الخانقة في اليمن ، وحدثت مواجهات بين قوى الجيش
اليمني الذي لم يكن موحداً وقتذاك وكان الحزب الاشتراكي اليمني حريصاً على تفجير
الأوضاع العسكرية هنا وهناك حتى أعلن الحرب فجر يوم الأربعاء الموافق 15/1994م، وهب
الجيش اليمني مدافعاً عن الوحدة اليمنية المباركة والتحمت قوى الشعب اليمني البطل
مع جيش الشرعية الدستورية، ودافعت عن وحدة الوطن، حتى أعلن الخائن/ علي سالم البيض
الانفصال، فثار الشعب في الشمال والجنوب على حدٍ سواء وتمكنت الشرعية الدستورية من
حسم المعركة لصالح الوحدة اليمنية المباركة، وعمدت الوحدة الوطنية بالدماء الزكية
التي هرقت ولم ينفذ مخطط الانفصال ، وفر الانفصاليون بجلودهم خوفاً من العقاب وبدأت
مرحلة جديدة من البناء والإعمار الوطني الراشد ، وتم الاهتمام بالمحافظات الجنوبية
اهتماماَ بالغاً حيث عبدت الطرق وشقت وسفلتت، ودشنت التنمية في ربوع الوطن السعيد
لا سيما في المحافظات الجنوبية، واحتلت مساحة التنمية بعداً كبيراً في تلك
المحافظات.
إلا أن هنالك نافذين في الدولة عمدوا إلى تشويه حقيقة الوحدة وتشويه
النظام السياسي الجمهورية حينما قاموا بنهب الأراضي على المواطنين في الشمال وفي
الجنوب فقام اليوم ما يطلق عليه ب"الحراك الجنوبي السلمي" الذي يدافع عن حقوق
الجنوبيين ، وهو من إفرازات حرب صيف 1994م فالقيادات الاشتراكية التي فقدت مصالحها
بعد الحرب ومواقعها شكلت هذا الحراك الجنوبي غير السلمي الذي يبث ثقافة الكراهية
والعداء ويؤلب الناس ضد الوحدة حيث يرفع الأعلام التشطيرية في المسيرات والمظاهرات
والاعتصامات فعلينا أن نحافظ على الوحدة الوطنية المباركة بالوقوف صفاًَ واحداً ضد
النافذين وضد الانفصاليين من أجل أن لا يكرروا ظلم النظام الشمولي الذي كان قبيل
وحدة الوطن المباركة، فظلم النظام الاشتراكي كان كبيراً وكمم الأفواه، وسجل وقتل
العلماء ، وأباد المعارضين.
وهنا لابد وأن نعرج على ظلم النظام الاشتراكي الحاقد
قبيل الوحدة فالمواطن لم يكن حراً في شراء ما يريد يومياً ، بل كانت هنالك الجمعيات
التي تبيع من المواطن وتشتري، وكان محرماً على أبناء الجنوب ارتداء "الجنبية" وحمل
السلاح الناري ، ولم يعتمد الحزب حرية الرأي والتعبير وحرية إنشاء وتشكيل الأحزاب
والتنظيمات السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني من نقابات واتحادات وجمعيات
خيرية وزراعية وما إلى ذلك ، وحكم الناس في الجنوب بالحديد والنار وتكميم الأفواه
والاعتقالات السياسية حتى أن بعضهم سجن أربعة عشر عاماً ثم يعتذرون له ويقولون كنا
مشتبهين بك فالوحدة اليمنية المباركة نعمة يجب المحافظة عليها محافظة تامة من أجل
السعادة والرقي وتحقيق ابسط مقومات التنمية الشاملة في العديد من المجالات الحياتية
الهامة.
نعم يجب علينا أن نحافظ على الوحدة الوطنية المباركة التي أعطتنا كامل
الحقوق السياسية والاجتماعية، وعلينا أن نحرسها في حدقات العيون ونرعاها رعاية تامة
وشاملة من أجل الانطلاق والتقدم وإلى لقاء يتجدد بكم إن شاء الله والله المستعان
على ما تصفون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد