;

فخامة الرئيس .. الجنوب ثم الجنوب ثم الجنوب 1069

2010-01-13 03:43:44

محمد راوح
الشيباني


الخطر الذي كان قائما على الوطن - الثورة
والجمهورية والوحدة - والقادم من صعدة لم يعد بذلك القدر من الخطورة أمام ما يخطط
له ( البريطانيون ) من حلم العودة لاحتلال جنوب الوطن وشرقه واستعادة أمجاده ورخاء
ميناء عدن في تجارة الترانزيت والخدمات الملاحية وهي الدرة الثمينة في التاج
البريطاني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. .
أما الحديث عن صعدة في أقصى
الشمال
اليمني فهي ليست مطمعا لأحد
سوى أن أنها مستهدفة إيرانيا لإيجاد ( كانتون ) مذهبي للجعفرية الإيرانية فيها
وذراعا إيرانية طويلة ومتقدمة ضد المملكة السعودية للمساومة بها في معالجة وحلحلة
أوضاع بعض الملفات الإقليمية الملتهبة في العراق ولبنان وأفغانستان. .
ثم هي
رافعة محلية قوية لمحاولة تحقيق حلم طال انتظاره " لآل الوزير " وبقايا بيت حميد
الدين للعودة إلى سدة الحكم واستعادة أمجاد فقدتها الأسرتين معا منذ العام 48م ثم
صعبت المهمة أمامهم أكثر في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر 62م. .
وبلغت حد
اليأس يوم الثاني والعشرين من مايو العظيم 90م.
.
لذلك فالدعوة لعقد مؤتمر
دولي حول اليمن نهاية الشهر الجاري في لندن هو الطعم الأقذر والفخ السياسي الأمكر
الذي سنقع فيه بغباء شديد لو قبلنا بما سيتمخض عنه المؤتمر دون تمحيص ودراسة وهو
غالبا لن يخرج عن الدعوة لمساعدة اليمن ببضع ملايين من الدولارات تحت مسمى التنمية
ومكافحة الإرهاب ولكن تحت تصرف قوة ( دولية ) مقرها ( عدن ) أو جزيرة سقطرى على
ابعد تقدير وإرسال قوة متعددة الجنسيات تحت مسمى تدريب قوات خاصة من الشرطة اليمنية
والجيش إلى عدن وحضرموت وصنعاء تحت اسم مقاومة الإرهابيين في اليمن. .
بينما
الإرهابيون الحقيقيون هم من سيقدمون علينا غزاة ومحتلين باسم القوات المتعددة
الجنسيات التي تديرها من الباطن أمريكا وبريطانيا مع إعطاء الألوية القصوى للعصا
الأمريكية الغليظة في المحافظات الشمالية والغربية والبريطانية في الجنوب والشرق
بحكم الخبرة السابقة. .
تماما كما حدث في العراق حين أعطيت الشمال والوسط
لأمريكا واختارت بريطانيا عن سابق قصد البصرة لأسباب يعلمها المهتمون ببواطن الأمور
.
.
أمريكا بكل تأكيد لن تتورط بشكل مباشر في احتلال اليمن وستكتفي بالضربات
الجوية عبر طائرات ( البريدتور ) بدون طيار لأهداف ستحددها لها بريطانيا الضليعة
بأسرار وجغرافية جنوبنا الحبيب وشرقه وبمساعدة بعض العملاء المحليين السابقين لها
في المنطقة يتقدمهم " البيض " وبقية الرهط التسعة الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون
) المعروفون بعمالتهم للبريطانيين منذ العام 65م وحكاية أسرار وخبايا ( الاستقلال
الضائع ) كما كتبه وأرخ نضاله اليومي الأستاذ القدير (عبده حسين الأهدل ) شفاه الله
وعافاه وأمد في عمره. .
لذلك فإن مشكلة هذه الحكومة ومن قبلها منذ العام 95م
وحتى اليوم هو اللهاث بأفواه مفتوحة حول المعونات المالية بأي ثمن ولو على حساب
الكرامة والسيادة وحتى على حساب شرف الانتماء والحياء الديني والوطني من مد اليد
لاستجداء الغير لوطن من أغنى الأوطان في الأرض وأجملها وأشرفها مناخا وتربة وبحرا
. .
وشعبا أكثر من نصف تعداده لا زال فتيا ويافعا لكنه عاطلا وغير مؤهل
. .
حكومتنا لا تفكر بشيء سوى اللهاث خلف الصدقات إلى درجة صار البعض يتندر بنا
كشعب ووطن وصرت أسمع في بعض المدن الخليجية التي زرتها أن كل من عليه ( نذر ) أو
كفارة يمين عليه أن يرسل بالكفارة إلى شعب اليمن !! إلى هذا الحد صرنا أضحوكة
المنتديات الإقليمية والمحافل الدولية. .
إن الخطر الحقيقي ليس في صعدة التي
استنزفت الوطن الكثير من الرجال قبل المال والعتاد. .
ف(صعدة ) لن تهرب من
الوطن ولن ترحل عنه أو عن وحدته لكن جنوب الفؤاد وشرقه هو الوحدة وهو الجزء الأغلى
في الوطن وكل الوطن غال. .
لذلك ومع كل هذه التوترات في بعض المحافظات الجنوبية
على القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس أن تعيد حساباتها جيدا فيما يخطط لها في
مؤتمر لندن أولا ثم عليها أن تعيد حساباتها عن أسباب المشاكل وجذورها الحقيقية في
بعض المحافظات الجنوبية بدون مكابرة أو اتهامات مسبقة. .
الخوف هناك ليس ممن
عاشوا التشطير وآلامه ورأوا بأم أعينهم صراع الرفاق وجرائمهم في حق شعبهم ووطنهم
ولكن الخوف هناك من جيل الوحدة الذي لم ير تلك الجرائم ولم يعايش التشطير ومآسيه
وقذارته. .
عدن يا فخامة الرئيس وكل المحافظات الجنوبية والشرقية عاشت وتعيش على
القانون والنظام وحدهما حتى في ذروة جنان ودلاز الرفاق في السبعينات والثمانينات لا
على غطرسة بعض العسكريين والمسئولين وبعض المشائخ وهمجيتهم يا فخامة الرئيس
. .
الهمجية والعنجهية في عدن أخي الرئيس داست على كل شيء وأهانت الناس وسحقت
آدميتهم ومدنيتهم وحولتهم إلى مواطنين قليلي القيمة والفائدة وكان الأجدر بالدولة
اليمنية أن تترك عدن مدرسة وكلية وجامعة لتعليم القانون والنظام والحياة المدنية
الهادئة لكل اليمن. .
ويحرم فيها حمل السلاح. .
عدن يجب أن تظل وتبقى مساحة
للحب والود والتسامح والإخاء والعيش الكريم لكل أبناء الوطن تحت حماية القانون
وهيبة الدولة ونسيم البحر وظلال الوحدة الوارفة.
آخر السطور : كل الحب والتقدير
والشكر والامتنان لكل أحبابي وزملائي وأصدقائي الذين سألوا عني في غيابي وتواصلوا
معي أثناء وبعد إجراء العملية الجراحية في الهند التي تكللت بفضل الله ولطفه
بالنجاح. .
ثم لكل الذين فرحوا بعودتي سالما معافى فغمروني بفيض مشاعرهم وكرم
أخلاقهم ودفء محبتهم. .
أحييي الجميع الأخوة في مجموعة هائل سعيد انعم الذين
يحرصون أشد الحرص على تقديم الرعاية الفائقة والعناية الكاملة لموظفيهم أثناء مرضهم
ثم الوالد احمد عبد الله صالح العاقل حفظه الله ورعاه وهو الأب الكريم الذي لم
ينجبني. .
ثم زملائي في هذه الصحيفة الغراء الذين لم يدخروا وسيلة ولا جهدا
للاطمئنان على صحتي قبل وبعد. .
ثم الأخ العزيز عبده بورجي السكرتير الصحفي للأخ
رئيس الجمهورية الذي فاجأني بسمو أخلاقه ونبل موقفه وطبعا كان مسك الختام هو الأخ
الأكبر لكل من في هذا الوطن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي أدهشني بتواضعه
النبيل وأشعرني انه كبير بأخلاقه وسعة صدره بحجم كل هذا الوطن ومع كل من فيه حتى
وإن انتقدوه نقدا قاسيا في بعض كتاباتهم لكنهم يبقون في نظره إخوته الأصغر منه لا
خصومه وأعداءه.
ولا يشكر الله من لا يشكر الناس. .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد