;

خاب وخسر .. من يستهدف الوطن 2629

2010-01-12 04:03:05

هاني أحمد
علي


بحثت عن هبة أحبوك يا وطني فلم أجد لك إلا قلبي
الدامي لقد كانت هذه الكلمات هي آخر ما نطق بها أبو الأحرار محمد محمود الزبيري
عندما أفرغ الحاقدون رصاصات الغدر والخيانة التي اخترقت جسده الطاهر المؤمن في
الأول من ابريل 1965م عندما كان الزبيري يلقي خطابه الجماهيري في جبال برط يدعو من
خلاله أبناء القبائل إلى الالتفاف حول الثوار والمناضلين الأحرار الذين رفضوا حياة
الذل والانكسار تحت هيمنة الحكم الإمامي البغيض الذي لم يعرف سوى القيود والأغلال
والسجون والجهل والظلام.

كان
الشهيد يخاطر بحياته من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية، تحوم حوله المخاطر من
كل اتجاه لا يلقي لها بالاً في سبيل الحرية والكرامة التي لن يقبل أي يمني
غيرها.
دفع أبو الأحرار حياته ثمناً للحرية والتخلص من العبودية والحكم الكهنوتي
وكان رحمه الله برفقة زملائه الثوار والمناضلين الأحرار يمثلون النواة الأولى
لانطلاق شرارة الثورة في ال26 من سبتمبر 1962م المجيد وكذا ثورة ال 14 من أكتوبر
1963م العظيم التي انطلقت من قمم ردفان واللتين قامتا على أسس وقيم إنسانية تضعان
معنى لحياة المواطن التي افتقدها تحت ظل الحكم الإمامي والسلاطيني آنذاك.
وقد
وهب أبو الأحرار حياته رخيصة في سبيل أن يكون أكثر من 25 مليون مواطناً يمنياً
أحراراً في الشمال والجنوب، لا يقبلون على أنفسهم حياة الذل والمهانة، جعلوا من (
الله. .
الوطن. .
الثورة. .
الوحدة ) شعاراً سامياً في حياتهم لا يقبلون
التفريط به مهما تكالبت المؤامرات والدسائس الخبيثة عليهم.
لقد عاش أبناء هذا
الوطن مؤمنين بالله ورسوله ، وهبوا حياتهم ثمناً للدفاع عن أرضهم ، مدركين أن لا
عزة لهم ولا كرامة إلا بالتوحد والاصطفاف لمواجهة كآفة التحديات التي تعصف بالبلاد
من كل اتجاه.
لقد نسي أولئك الأشخاص الذين رضوا حياة الذل والانحطاط من أبناء
اليمن الذين ترعرعوا في أحضان أعداءهم وأعداء شعبهم وفضلوا حياة التسكع والسخرية في
بلدان أجنبية على حياة العزة والكرامة والشرف داخل بلادهم ، لقد باتوا يستظلون تحت
عباءة الفرس والغرب من الإنجليز والأمريكان غير مدركين المصير الذي سيواجهونه جراء
عمالتهم هذه والاستنجاد بالأعداء في الخارج ضد الأخ في الداخل.
إن من ينادي
بالانفصال والتفكك خارج الوطن من على أسوار برلين وأبراج لندن وكذا من يحتمي بعباءة
طهران للقيام بأعمال تخريب وتمرد داخل الوطن ليسوا سوى واهمين ويضحكون على
أنفسهم.
فمن يدعو للانفصال اليوم هو من فشل في تحقيقه قبل أكثر من خمسة عشر
عاماً ، حيث كانت إرادة الله وإرادة أبناء الوطن الواحد الأحرار فوق إرادة علي سالم
البيض وحلفاءه المتسكعين على أبواب السفارات الغربية ممن باعوا أنفسهم للشيطان
وأصبحوا نزوة من نزواته ، لقد خابوا وخسروا وضعفوا عندما ساءت نواياهم ضد أبناء
جلدتهم داخل الوطن ومحاولتهم تمزيق بلدهم.
ومن ينادي بالتخريب والتمرد وهدر
الدماء من على قمم جبال مران وحيدان هم من فشلوا في ذلك قبل أكثر من 46 عاماً بعد
ما حاول الإماميون إجهاض الثورة اليمنية المباركة وقتل الجنود والضباط الأحرار
المنادين بالجمهورية والثورة.
لقد آن الأوان أن يصحوا ضمائر كل أبناء اليمن
الواحد وأن تصبح "بحثت عن هبة أحبوك يا وطني *** فلم أجد لك إلا قلبي الدامي" هي
آخر ما ننطق به والسير على نهج "أبو الأحرار" والاصطفاف الموحد لمواجهة كل التحديات
التي تواجه البلاد وتعصف بأمن واستقرار هذا الوطن الحبيب والتي لا زالت المؤامرات
والدسائس الخارجية تحاك ضده وتمد يد العون لحلفائها الشياطين في الداخل والخارج
لاستهداف أمن وزعزعة الوطن والدخول في دوامة الفوضى التي تهدف إلى توقف عجلة
التنمية والعودة إلى الخلف وجر البلاد في اتون صراعات بين أبناء هذا الوطن في
الشمال والجنوب الأحرار الذين عمدوا قرار الوحدة بقلوبهم قبل دمائهم وأرواحهم
.
فالحذر كل الحذر من زبانية جهنم وأصحاب النزوات الشيطانية العملاء المتآمرين
والحاقدين على هذا الشعب العظيم وعلى الجميع أن يعي أن حب الوطن هو من حب الله ،
فالوطن هو ملك الجميع وليس حكرا على احد فلنسعى إلى الحفاظ على أمنه واستقراره وزرع
بذور المحبة في قلوبنا جميعاً فنحن يمن واحد وشعب واحد ومصير واحد فلن نقبل العبث
بهذا الوطن ولن ننجر وراء المأزومين الذين فقدوا مصالحهم الشخصية وبدأوا ببث سمومهم
القاتلة والخبيثة بين أبناء هذا الوطن الذي يواجه تحديات إقليمية وغربية تسعى إلى
نقل وإعادة السيناريو الذي قامت به في العراق والصومال وأفغانستان تحت ذرائع واهية
وحجج تافهة.
فلنعي جميعاً هذه المؤامرات وليعلم أعداء هذه الأمة أن جبال نقم
وعيبان وردفان وشمسان ليست "تورا بورا" فجبالنا أشد صلابة وأشد تماسكاً فهي براكين
مشتعلة ضد أعداء هذا الوطن.
فرحم الله "أبو الأحرار" وكل الأحرار من الثوار
الذين نذروا حياتهم في سبيل العزة والكرامة والحرية ، والعار كل العار لمن ارتضى
على نفسه حياة الانحطاط والعمالة والتآمر. .
والنصر كل النصر لأبناء هذا الوطن
الشرفاء وكل المدافعين عن حرية وكرامة شعبنا اليمني العظيم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد