;

حريـــة الأهـــواء .. آلة هـــــدم وأداة شــر !!! 1215

2010-01-11 04:00:35

أحلام
القبيلي


الحرية سمة من سمات الفطرة وهي نزوع الإنسان إلى
الانفكاك عن كل قيد لأحد من الخلق يسترقه ويستعبده وهي من القيم الإنسانية التي عظم
الإسلام أمرها , وتشمل هذه الحرية : الحرية الدينية والحرية الفكرية والحرية
السياسية والحرية المدنية وكل الحريات الحقيقية .وحين تضعف معاني
الحرية في الأمة تصير أداة شر وإفساد وهذا ما
حدث.
فكم من الجرائم ارتكبت باسم الحرية وتحت شعار المطالبة بالحرية أو الدفاع
عن الحرية حتى أصبحت الحرية آلة هدم وأداة شر في يد كل باغٍ وطاغٍ .
- سفهوا
الأديان وتطاولوا على الواحد الديان باسم الحرية الفكرية ، روجوا للعهر والسفور
والانحلال باسم الحرية الإعلامية ،خانوا الأوطان وباعوها للعدوان تحت ستار المطالبة
بالحرية ،سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات ومزقوا البلاد وأكثروا فيها الفساد بدعوى
الدفاع عن الحرية ،خالفوا سنن الكون وفطرة الله التي فطر الناس عليها وغيروا خلق
الله تحت شعار الحرية الجنسية .
..
الحرية والدفاع عن الحرية والمطالبة
بالحرية قضية أصبحت شعاراً تعقد له المؤتمرات وتمرر تحته أغرب المخططات.
-
الحرية أصبحت قضية شعارات من قبل المعارضة ولدت ثقافة تطالب بالحقوق من غير توازن
بتذكير الأمة بواجباتها تنكشف سطحيتها في الممارسة عندما تتسلم المعارضة دفة السلطة
.
حج وبيع مسابح وقد ينادي البعض بالحرية ويسمح بها ليس لقناعة فكرية ولكن
لأغراض محددة يسعى إلى تحقيقها من خلال فتح المجال أمام الحرية كما حصل في بريطانيا
في القرن السادس عشر الميلادي على يد الملك هنري الثامن الذي أسس حرية التعبير عن
الرأي إلى درجة أن صدر قانون في العام 1695م ينص على حرية التعبير عن الرأي حيث دشن
عهداً جديداً في انجلترا إذ مهد لمحبي حكم يؤمن بكل شيء لا تؤمن به الكنيسة
الكاثوليكية كل ذلك ليسمح لنفسه بالزواج من عدة نساء ليحصل على ولي العهد الذي لم
يحصل عليه من زوجته وكان ذلك يخالف تعاليم الكنيسة الكاثوليكية .
أمريكا الحرة
يقول الدكتور / مصطفى السباعي : " من طبيعة الظالمين أن ينادوا بالحرية ليؤدوها
ويتحدثوا باسم الشعب ليستعبدوه ويدافعوا عن الفقير لئلا يصبح غنياً ويقاوموا
الطغيان ليفرضوا طغياناً أشد وأقسى .
وهذا القول ينطبق حرفياً على أمريكا التي
حملت منذ تأسيسها شعار الحرية ومن شاكلها أفراداً وجماعات , فهي بلد الحرية وفيها
تمثال الحرية وهي مسوقة الحرية والمدافعة عن الحرية ولم تثبت مصداقية الدعوات التي
أطلقتها بسبب سياستها الاستعمارية الإرهابية .
ورغم ذلك تعمد أمريكا إلى إلصاق
الحرية بكل ما يمت لها بصلة فهي بلد الحرية كما قلنا وفيها تمثال الحرية وحتى
عملتها " حرة " وقناتها " الحرة " هي تريد أن تقول لنا : أنا حرة ايها العبيد
الحرية والغرب يقول الدكتور / ياسين عبدالعزيز: " في العصر الحديث وفي بلدان
كأوروبا وأمريكا وغيرهما أماكن للحرية في أحوال الناس وأقوالهم وأفعالهم وأنظمتهم
غير أنها لا تسع في الجملة سوى أهلها وتضيق بالأمم الأخرى وهذا منطق التناقض " إنهم
ينادون بالديمقراطية التي تعني حرية الشعب في اختيار حاكميه.
ولكنهم يشترطون ألا
يفوز فيها إسلامي واحد وإذا فاز أحدهم لا يعترفون بهذا الفوز ويعتبرون الحرية في
خطر والديمقراطية في الدول الغربية ليست في الحقيقة أكثر من مظهر كاذب لإشراك الشعب
في حرية اتخاذ القرار لأن اتخاذ القرار السياسي محكوم بدرجات متفاوتة بالطبقة
الرأسمالية المتنفذة سواء كانت رأسمالية تجارية أو صناعية كما هو الغالب الآن في
معظم الدول الغربية.
يقول المستشار الإسلامي للبيت الأبيض حمزة يوسف: " الناس
يظنون أننا في أمريكا نعيش في ديمقراطية..
هذه كلها أكاذيب ..
من أوصل بوش
لكرسي الرئاسة ؟! إنها الشركات الاحتكارية الكبرى .
" حرية الكلمة الكلمة الحرة
هي الكلمة المعبرة عن حق أو عدل أو خير أو معروف أو مصلحة.
وهي تعني القصد
والوسطية ولها حدود كحد الأشياء والأشخاص والمعاني.
ومن المؤسف أن نجد الكثير من
الكتاب تتجاوز كلماتهم مسافة الحرية الإنسانية إلى الضلال والاضطراب والهوى باسم
الحرية.
يقول السباعي : إن الذين يزعمون أن من حقهم أن يقولوا ما يشاءون باسم
حرية الكلمة ينسون أن شرف الكلمة قبل حريتها ، ولم أجد أمة تسمح بالخيانة الوطنية
باسم الحرية.
ولكن نفراً عندنا يريدون خيانة الشرف الاجتماعي باسم الحرية ولوكان
عندنا رأي عام واع لحاكمهم كما يحاكم خونة الوطن في قضاياه الوطنية .
حرية
الاستبداد والاستبداد الآخر رغم وجود عدد كبير وهائل من الصحف والمجلات والنشرات
والدوريات إلا أن الكاتب لايجد متسعاً أو مساحة يكتب فيها معبراً عن رايه بحرية دون
قيد أوشرط أو حذف أو شطب - رغم ادعاء هذه الصحف ..
حكومة ومعارضة ..
أنها
تجسد حرية الرأي والرأي الأخر واذا قرأ تم في تلك الصحف أن المقالات المنشورة فيها
لا تعبر بالضرورة عن رأيها فلا تصدقوها فهي لاتنشر إلا ما يوافق هواها ويخدم
أهدافها وأغراضها ونظراً لغياب هذه الحرية وعدم احترام آراء الآخرين أصبح أمام
الكاتب خياران لا ثالث لهما : الأول : أن يسطر بقلمه كتابات حسب الطلب أو أن يعمد
إلى الاستقلال برأيه وإصدار صحيفة مستقلة خاصة به يكتب فيها ما يشاء وينشر على
صفحاتها ما يرغب به ويوافق هواه هو وجماعته .،وهذا هو السبب وراء حمى إصدار الصحف
هذه الأيام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد