;

آكـــلو لحـــــــوم الــبقـــر والبــــــشر 1216

2010-01-11 04:00:32

نور الدين
محمد اليامي


أخي القارئ بلا شك أنك حينما تقرأ مقالي هذا
ستساورك الظنون بأني سأتكلم عن عفاريت من الجان أو عفاريت تسكن الغابات الاستوائية
أو عن إنسان الغاب الماليزي، الذي أصيب بجنون البقر وأصبح يفتك بكلما هو حوله،
وكذلك قد تفكر أخي القارئ بأني أقصد وحوشاً كاسرة تفتك بالحيوانات والإنسان،
والحقيقة أنه لا هذا ولا ذاك، فأنا أتحدث اليوم عن قوم من أبناء جلدتنا

يحملون الإسلام ولكن بطريقتهم فلديهم
لحى طويلة أحسن منا، ولديهم أثواب قصيرة وبعضهم ترى سرواله الداخلي يظهر من تحت
الثوب وكأنه من أبناء الزرانيق يستعد للقفز من على ظهر البعير وبعضهم ترى "السماطة"
تتربع على رأسه وكأنه قادم من جبال النوبة جنوب السودان..
المهم كل هذا بدعوى
الاقتداء بالسف الصالح،فالبنطلون عندهم محرم وربطة العنق حرمتها أشد فهي إقتداء
بالكفار ولا أدري كيف كان أبطال المسلمين يخوضون الحروب في صدر الإسلام وكيف كانوا
يصعدون على ظهور الخيول ولو افترضنا أنهم كانوا يصعدون بالأثواب القصيرة لظهرت
العورات وستر العورة واجب شرعاً وهم حزبيون من خلال التواصل والتعارف فيما بينهم
والتناصر والتآزر وليسوا بحزب بل إن الحزبية محرمة عليهم وقوله تعالى "ألا إن حزب
الله هم الغالبون" لا تعنيهم، وهم جماعة وليسوا بجماعة وهم جمعية وليسوا بجمعية فهم
ينكرون كل هذا ويقومون بالسيطرة على المساجد وجمع الأموال وإنزال النشرات والكتيبات
وغيرها.
وأقصد بآكلي لحوم البقر إكثارهم من أكل اللحوم مع الرز فتجد أحدهم لا
يستطيع الحركة من التخمة وهم يأكلون لوحدهم مع أتباعهم ولا يهتمون بإطعام فقراء
المسلمين ولا الجياع منهم ولا يهتمون بكسوة العراة من المسلمين ولم يقتدوا بالخليفة
الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو يخاطب معدته بقوله "قرقري أو لا تقرقري فلن
تذوقي اللحم حتى يشبع فقراء المسلمين"، فهذا الأمر ليس محل اقتداء عندهم ولا بعدل
عمر بين الرعية ولا بصلابة أبو بكر الصديق حينما أرتد الأعراب بعد وفاة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم عن دين الله ومنعوا الزكاة وقال كلمته المشهورة " لو
منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه" فلا
يهمهم أن يؤدي الناس ما عليهم ولا ينهون عن منكر فعلوه فترى المنكرات أمامهم وكأن
الأمر لا يعنيهم ولا يقتدون بشجاعة الإمام علي كرم الله وجه سيف الحق الثائر الذي
مع تصد لعمر بن ود القرشي حينما حاول تجاوز الخندق لقتال المسلمين ، هذه سيرة
الخلفاء الراشدين أصحاب رسول الله دعوة وقوة جهاد وبناء رحمة وعزة فالجهاد ليس من
دعوتهم مع أن كثيراً ممن خرج يحلل ويحرم كما يشاء ويسفك الدماء جاء من رحمهم، قضايا
المسلمين مجمدة لديهم لا يهتمون بها ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول في حديث
لا لبس فيه" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" فها هي فلسطين تضيع وغزة محاصرة
وقوم ابارغال يبيعون الأرض والعرض في سوق النخاسة وإخواننا بعيدون كل البعد من كل
هذا فهم مشغولون بأن يبينوا للناس "وهي النقطة التي نقصد بها أكل لحوم البشر " فهم
مطيعون لولي الأمر وحماس خرجت عن الطاعة فهي تحارب اليهود المحتلين ومن موجبات
الطاعة ألا تحارب اليهود وتخلد إلى السكينة والراحة خيراً وأبقى ومؤسس حماس الشهيد
المجاهد الشيخ/ أحمد ياسين رحمه الله قد أخطأ خطأً وقد أحصى إخواننا كل أخطاءه حياً
وميتاً لم يتركوه ينام في قبره وقد أنزلوا "الكاستات" التي تبين أخطائه ومنها قوله
"إننا نحارب اليهود فقط لأنهم احتلوا أرضنا وطردونا من ديارنا وقتلوا أطفالنا
ونسائنا وشيوخنا" فهذا الكلام عندهم يدل على أن الحرب ليست عقائدية ولا ندري ما هي
الحرب العقائدية في نظرهم هل نذهب لقتال اليهود لأنهم يدينون باليهودية في كندا
وروسيا وفرنسا وغيرها ؟ وهل أمرنا الإسلام بقتالهم لأنهم يهود؟ لا والله لأن الله
تعالى أمرنا أن نقاتل من اعتدى علينا من أي دين كان أو لون أو عرق بقوله تعالى " من
اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، ومع أنهم قد أكلوا ولا زالوا
كثيراً من لحوم العلماء والدعاة المستنيرين والذين لهم باع طويل بالدعوة والجهاد لم
يسلم منهم أحد حياً أو ميتاً من أمثال حسن والسيد قطب والدكتور يوسف القرضاوي
والغزالي والشيخ الزنداني والسويدان وعمر خالد والقائمة تطول فلا إسلام إلا ما أتوا
به وما أتى من غيرهم فهو يجانب الحقيقة ولا أدري أين ذهبوا بقوله تعالى "ولا يغتب
بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه" وإن من المواقف التي
تأخذك الغرابة والريبة على هؤلاء القوم هي حرب عام 2006م التي خاضها حزب الله
والمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان ضد العدوان الإسرائيلي فبداية الحرب كان الصمت
سيد الموقف وحينما أنبرى وزير خارجية إحدى دول الجوار بغمز حزب الله ووصف عمله
بالمغامر بعدها أهتزت المساجد بالرعيد والوعيد وجاء دور إخواننا بالتبيين بأن حزب
الله رافضة وإثنى عشري ومجوس وجعفريين إلى آخر تلك القائمة وأنه لا يجوز دعمهم ولا
الدعاء لهم مع أنهم كانوا يدافعون عن كرامة الأمة المفقودة وعن وجود العرب
والمسلمين وكان لازم علينا جميعاً سنة وشيعة قوميين ووطنيين أن نقف معهم بخندق واحد
لا أن نطعنهم من الخلف أو بالأقل نتركهم وشأنهم مع أنه كان من الواجب أن نقف معهم
ولو كانوا نصارى أولادينيين لأنهم عرب ويدافعون عن أرضهم وعرضهم وحقهم في
الحياة..
وجاء دور إخواننا السنة في أرض الرباط في غزة فحينها قلنا في أنفسنا
إنه بهذه الحرب سيكون لأصحابنا موقف مشرف مع إخوانهم السنة وليس الشيعة فالحرب في
فلسطين ليست في لبنان فكانت الطامة الكبرى وكأن غزة في المريخ ليست أرضاً عربية
إسلامية وأهلها ليسوا بمسلمين ولا بشر وكأن الأمر لا يعنيهم وكان خطباء الجمعة في
المساجد التي يسيطرون عليها يعلمون الناس فروض الوضوء والطلاق والطهارة فأرض فلسطين
لا تعنيهم بل إني سمعت أحد الإخوة يشرح لي قصة أن أحد اليمنيين ذهب لأداء صلاة
الجمعة في أحد مساجد هذه الجماعة في حي بير عبيد بأمانة العاصمة وقد أخذته حمية
الدين والألم على إخوانه والطائرات الصهيونية تمزق أجسادهم وقام بعد صلاة الجمعة
إلى جوار قيم المسجد وألقى كلمة وتلعثم فيها مفادها أنه لابد من تقديم يد العون
لإخواننا الذين يتعرضون للقتل والتدمير ولو بالمال وأخرج مبلغاً من جيبه لإمام
المسجد وفوجئ الرجل بأن إمام المسجد قد اشتاط غضباً وأخذ المال ورماه على الأرض كون
هذا الجهاد في نظره ليس بأفغانستان وأهل غزة حماسيون إخوانيون لا يستحقون الدعم
والمساعدة.
ونحن نقول لإخواننا في هذه الجماعة" نحن اليوم نمر بأزمة عاصفة
والأثنى عشرية في شمال اليمن يقرعون طبول الحرب والحرب مشتعلة وهم يقتلون النفس
المحرمة في صعدة وحرف سفيان سواءً كانوا من الجنود والضباط او من المواطنين
فمقتضيات طاعة ولي الأمر أن يكون لكم موقف بالدعوة إلى الجهاد ضد هذه الفئة الباغية
ومساندة ولي الأمر في القضاء عليها بمواقف عملية وليست مجرد دعوة هنا أو كلمة هناك
فهذا من اختصاص جدتي المقعدة على الفراش من جهة ومن جهة أخرى أين دوركم مما يقوم به
شباب تنظيم القاعدة من سفك للدماء وزعزعة الأمن والاستقرار؟ أم أن تلك الأمور لا
تستحق التبيين".
محطة: أخي القارئ الكريم إنما قلته سابقاً لا أعني به التيار
السلفي المستنير، فهناك تيار عريض يحمل هم الأمة ويدافع على عن كرامتها والمنضوي
تحت جمعية الحكمة اليمانية وجمعية الإحسان الذين يعملون في الميدان ولهم بصمات
ظاهرة للعيان فلهم مني كل التحية والتقدير.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد