;

الوحدة .. ومواقف رجال الكلمة 1066

2010-01-02 04:11:41

علي منصور
مقراط


لأصحاب الكلمة ورجالاتها من الصحفيين والكتاب
والأدباء دورهم وتأثيرهم القوي في أوساط المجتمع وتشكيل الرأي العام إذا ما أرادوا
توجيه أقلامهم وخطابهم الإعلامي نحو أية قضية أو حدث سياسي أو اجتماعي وطني وشحن
وعيهم على ذلك النحو لا سيما في مناخات ديمقراطية وظروف مواتية تعزف في أجوائها
الأقلام على الوتر الحساس..

والثابت أنه ومنذ تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 90م وانتقال اليمن
واليمنيين الموحدين من واقع النظامين الشموليين إلى رحاب العهد الوحدوي الجديد
وإعلان الديمقراطية نهجاً وممارسة بلغة الفعل مع ميلاد اليمن الجديد وإشاعة الحريات
والتعددية السياسية وكل ذلك كفله دستور دولة الوحدة ..
أمام هذا المشهد اختلطت
الأوراق وظهرت الأحزاب السياسية سواء التي كانت تعمل بطريقة سرية أو التي تأسست
وأشهرت وأعلنت عن نفسها على الساحة في سنوات الوحدة وفي الوقت ذاته أزدحمت المكتبات
والأكشاك بالإصدارات الصحفية الجديدة حيث اكتظت بالصحف الحزبية والأهلية والمستقلة
والمدعومة ووإلخ.
هذا المشهد المتسارع والمثير كان له انعكاساته الإيجابية
والسلبية لا سيما ونحن نتحدث في هذه التناولة عن الصحافة التي لم تكن بعض الصحف في
مستوى المسؤولية والمهنية فأحدثت كثيراً من المشكلات وصار بعض الكتاب يتناولون
قضايا حساسة أحدثت نوعاً من المزاج في نفسية القارئ وزاد شرخاً في ثقافة النسيج
الاجتماعي للشعب اليمني الواحد والأرجح أن حرب الانفصال صيف 94م وما نعيشه اليوم من
تداعيات خطيرة وأزمة طاحنة تتحمل كثير من الصحف وكتاب الأعمدة جزءاً من
تبعاتها.
اللافت للنظر أن كثيراً من الصحافيين والكتاب بينهم زملاء أعزاء والأصح
جميع زملاء المهنة..
لكن للأسف ما زالوا يكرسون خطابهم وإفراز سموم أحقادهم على
الوحدة وتكريس ثقافة الكراهية في أوساط الشعب اليمني متخلين عن شرف الكلمة والواجب
الوطني والأخلاقي والديني والإنساني الذي يدعوهم إلى كلمة سواء، إلى الوحدة والأمن
والاستقرار والسلم الأهلي وإلى التنمية والبناء وهذا هو كلام العقل والمنطق كون
الأوضاع التي وصلت إليها البلاد في الوقت الراهن لا تحتمل مزيد من المآسي التي نرى
أحداثها أمامنا في صعدة والمحافظات الجنوبية والشرقية فلغة العنف وسفك الدماء
والتخريب وإشاعة الفوضى من البعض الذين لا يدركون إلى أين هم سائرون بالوطن
بالتأكيد ستقذف بنا جميعاً إلى الجحيم ومحرقة الموت والكل يكتوي بنارها ولن يسلم
منها أحد ولن يفيد الندم والتجارب كثيرة والمطلوب أن يترفع رجال الكلمة ويوجهون
خطابهم نحو حوار وطني جاد ومسؤول لإخراج البلد من حالة الاحتقان والمأزق المؤسف
الذي نحن فيه..
وقبل الختام إن الوطن ووحدته وسلامته مثلما هو أمانة في أعناق
المسؤولين وكل القوى السياسية في الساحة فهو أمانة في أعناقنا نحن الصحافيين
والكتاب الذي نخاطب عقل القارئ وضميره ونفسيته ونحن حينما تتكلم عن الوحدة لابد أن
تستشعر أنها وحدتنا جميعاً، قد تكون هناك أخطاء وظلم وقهر وإقصاء وتهميش وممارسات
عنصرية مقيتة ..
لكن لا تتحمل الوحدة وزرها بل أشخاص من المسؤولين السيئين الذين
خانوا الأمانة وثقة القيادة ويجب أن يكون هؤلاء الفاسدون المتسلقون على ظهر الوحدة
وعلى حساب الفقراء المطحونين من أبناء شعبنا هم هدف أقلامنا حتى يتم عزلهم وإيصالهم
إلى حبل المشنقة ..
وليعرف زملاء الحرف الصحفي أن دفاعنا عن الوحدة والمجاهرة
بمواقفنا علناً لا تحددها مصالح ارتزاق ومنافع شخصية بل قناعات راسخة وليعرف القاصي
والداني أننا مع هذا الشعب مطحونين فقراء نسير على أقدامنا ونصل إلى حالة العجز في
ديوننا لأصحاب المحلات التجارية ونقسم بأغلظ الأيمان أن هذا حالنا..
لكننا نشعر
أننا أغنياء بمواقفنا ومرتاحون الضمير وأيادينا نظيفة ..
لكن الوحدة مصيرنا
وقدرنا حتى الموت وحسبي الله ونعم الوكيل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد